Thursday, December 5, 2013

لو أن قلبي.. انتصر!


اقفز بداخل السيارة أفكر سريعا في أقل الطرق كثافة الآن ارغب في الذهاب إليها بأقصى سرعة،، يبدو لي الأفضل أن أمر من مكرم عبيد وصولا لمصطفى النحاس.. أفتقدتها اليوم بشكل أكبر مما تصورته ليتني عدت إلى منزلي بعدما تركتها كان أقرب للحضانة من بيت أمي.. أحب هذا الطريق فهو يبدو لي أكثر بساطة ودفئا كما إنه يذكرني بأيام الجامعة كنت دوما أحب الذهاب إلى بيتنا من خلاله.. أقود ببعض السرعة فقد تأخرت عليها قليلا، هو أول يوم أتركها 3 ساعات كاملة في الحضانة لا أشعر بذلك القلق عندما تكون مع أمي،، تعنفني أمي وترى أن قلبي شديد أن أتركها هناك دون داع وهي في ذلك السن.. أدافع عن نفسي أنها تحتاج لحياة من الأطفال الصغيرة أنا أحيطها حبا وحنانا ومرحا لكني لست مثلها،، لا أريدها شديدة التعلق بي أريدها مستقلة ومنطلقة...لا أريدها أن تحيا كأنثى تراقب تصرفاتي وتقلدني في حركاتي،، تشاطرني كوب القهوة صباحا وتقف أمام المرآة تتزين وتضع من عطوري.. أريدها طفلة للغاية تشرب اللبن الدافيء بالشيكولا فتغفو في ثوان.. تكون مشدودة بقصة ترويها المعملة بنبرات مضحكة.. تبتسم وهي ترى الأطفال يقفزون وتحاول بقدميها الصغيرتين لكن لا تستطيع بعد.. أريدها أن ترى الشمس و الطيور في الحديقة.. تقولي لي امي: لا يهم ما تريدين.. المهم ما هي تريده ويسعدها..
.
الطريق ليس خاليا كما توقعت أريد الهرب منه سريعا.. أبدأ في الاتجاه يسارا لأنحرف عن الطريق لطريق آخر لعله يوفر لي بضعة دقائق.. ألمحه عن يساري يجلس على الرصيف ينظر لأمه وهي ترجو السيارات المارة أن يجودوا عليها ببعض العملات .. طفل صغير أكبر من نوري قليلا نظراته حائرة أو لعلها متعلقة بالعملات.. اتأملها تمسك بعبوة من المناديل ترفع بها يديها إلى السيارة أمامي.. أنظر إليها فلا أجد مناديل أخرى فأقرر أنها تتخذه فقط ساترا لكنها لا تبيع بحق.. لو كانت تبيع لاحتفظت بكمية بجوراها أو معها.. ولعل هذا الطفل ليس بابنها ربما تستعيره أو خطفته لتقوم بالتسول به.. أمر بها بطيئا أشيح سريعا بنظري عنها أتظاهر بعدم رؤيتي لها حتى لا تتجه إلي..

تتسلل عيناي رغما عني –بوجع- إلى المرآة الجانبية لأمعن النظر مرة أخرى في الطفل بجوارها.. ترى هل أكلت نوري غذائها اليوم رغم عدم وجودي بجوارها! .. اشتم رائحة الساندوتش بجانبي قد أعدت لي أمي افطارا لكني لم أجد وقتا لتناوله كان على تسليم العمل سريعا قبل الذهاب لنوري.. لماذا لا تتحرك العربات! أضغط على الكلاكس على غير عادتي.. انظر إلى الطفل أريد ان أعطيه هذا الساندوتش لعله لم يتناول أي شيء منذ الصباح لكني لا اريدها أن تأخذه منه..
. 
تتحرك السيارات أمامي أرى على بعد 3 أمتار على نفس الرصيف سيدة أخرى أكبر سنا دون طفل.. تشبه سابقتها للغاية.. أها! أنا على حق ينبغي ألا أعطي المتسولين أية نقود فإني كلما فعلتها يتبين لي أنهم نصابون بعد دقائق.. أرى أننا نتقص في حق الفقراء عندما نعطي هؤلاء المتسولين الأغنياء جدا إذا أعطيتها شجعتها أكثر على الاستمرار.. لما لا تحاول العمل..السيدة التي تأتي لتساعد أمي في التنظيف قد تخطت الخمسون وهذه الشابة قد استساغت التسول.. لن أتأثر بأحساسي الآن عقلي يقول لي أنني على حق
 .
أضغط على الكلاكس بعصبية هذه المرة أريد التحرك قد تأخرت عليها بحق ترى كيف حالها الآن هل ينبغي أن أتصل بالميس لا أحب أن أبدو أما تبالغ في الحماية، لو استدعى الأمر كانت لتتصل هي، صحيح؟.. ألمح بعد ثلاثة أمتار على نفس الرصيف ذاك الرجل العجوز الذي يجلس في هذا المكان منذ شهور يمد قدميه في الشارع بشكل غريب "لا أحبه".. يخبرني عقلي الأن أنني يقينا على حق..إنهم مجموعة متسولين قسموا الطريق بينهم
تتسلل عيني للمرآة تلمح الطفل ونظراته المتسولة.. لكن لم يكن ليضيرني إذا أعطيت هذا الطفل الصغير عملة أو الساندوتش ليأكله.. ربما هو جائع الآن وأنا قد بخلت بجود.. ربما كان حزينا وكان ليسعده ذلك.. ينطلق كلاكس من خلفي ينبهني أن العربة أمامي تحركت وحان دوري..  .

أصل إلي الحضانة يخبرونني أنها قد نامت.. أوقظها أحتضنها بشدة وأنا أرتعش.. تلمع عيناي قاس هو هذا العالم يا صغيرتي.. قاسية الحياة بفقرها ومرضها.. افعالنا تفنى ويبقى أثرها.. ليتني استطعت البقاء في عالمك فلا يكون لنا ان نختار أو نحاسب على اختيارتنا
وصدى مدوي يتردد داخلي: ليته كان جديدا.. يا ليته كان بعيدا.. يا ليته كان كاملا *
>>>>>>> 
ياما نفسي أعيش إنسان.. قلبه على كفه
كل اللي بردانين في كفوفه يتدفوا
إنسان جواك وجوايا.. إنسان له حلم له غاية
اللي معاه علطول مش ليه.. ولا حتى روحي ملك إيديه
جواه في قلبه ونن عنيه.. شايل أمل وشروق وحياة
>>>>>>>>>>>>> 
 كان احد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فراش الموت فنطق بثلاث كلمات ليته كان جديدا : ويذهب في غفوة ويفيق وهو يقول ليته كان بعيدا : ويذهب في غفوة ويفيق وهو يقول ليته كان كاملا و بعدها فاضت روحه ، فذهب الصحابة رضوان الله عليهم الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليسألوه عن هذه الكلمات، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم:ان هذا الرجل فى يوم من الايام كان يمشي و كان معه ثوب قديم فوجد مسكينا يشتكي من شدة البرد فأعطاه الثوب فلما حضرته الوفاة و رأى قصرا من قصور الجنة فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك فقال : لأى عمل عملته ؟؟ فقالوا له : لأنك تصدّقت ذات ليلة على مسكين بثوب فقال الرجل : انه كان باليا فما بالنا لو كان جديدا ليته كان جديدا و كان فى يوم ذاهبا للمسجد فرأى مقعدا يريد ان يذهب للمسجد فحمله الى المسجد فلما حضرته الوفاة و رأى قصرا من قصور الجنة فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك فقال : لأي عمل عملته؟؟ فقالوا له : لانك حملت مقعدا ليصلي فى المسجد : فقال الرجل ان المسجد كان قريبا فما بالنا لو كان بعيدا ليته كان بعيدا

ان هذا الرجل فى يوم من الايام كان يمشي و كان معه بعض رغيف فوجد مسكينا جائعا فأعطاه جزء منه فلما حضرته الوفاة و رأى قصرا من قصور الجنة فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك فقال لاي عمل عملته؟؟ : فقالوا له لانك تصدّقت ببعض رغيف لمسكين : فقال الرجل انه كان بعض رغيف فما بالنا لو كان كاملا ليته كان كامل 

No comments: