Monday, June 16, 2008

لقطة من الواقع...1

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أتفقا علي ألايتعلق أياً منهما بالآخر..حتي يحكم الله أمراً كان مفعولا..فوافقا
اتفقا علي ألا يتعاهدا بأي اتفاقات أو ارتباطات حتي يفصل الله في أمرهما..فوافقا
اتفقا علي ألا يتحدث ايا منهما مع الآخر سيستعينا دائما بوسيط في أضيق الحدود حتي يقدر لهما الله الخير...فواقفا
اتفقا علي ان يكون شعارهما لن يضيعنا الله..لن يضيعنا..فوافقا
اتفقا علي أن يدركا أنهما اختارا طريق طويل وصعب..فوافقا
اتفقا واتفقا وجعلا الله نصب أعينهما دائماً

.
لكنهم
.
نسوا في خضم هذه الاتفاقات إن كل هذه الموافقات تنسج بينهما بغير قصد خيوط..قد تكون خيوط حرير غالية..وقد تكون خيوط عنكبوت واهنة..هذه الموافقات تبني بينهم طرق ..قد تكون طرق ممهدة للخير وقد تكون طرق وعرة موحشة..هذه الموافقات تصنع بهم تغييرات..قد تكون مصلحة تخرج أحسن ما بهما وقد تكون والعياذ بالله مفسدة..
.

.
هو: قِلق ..يمزقه شعور بالالتزام والمسئولية تجاهها..يخشي عليها أن يظلمها ويخشي منها من حيرتها وخوفها..يحارب التشتت وويتساءل..هل تسرعت في هذه الخطوة؟..ماذا يحمل لي الغد؟..لماذا لم تقل "لا" تلك الحمقاء؟؟
.هي: تخشي أن تسلب حق إنسان هي لا تعلم من هو حتي الآن..تخشي أن يتأثر أكثر ما كانت تعتز به في حياتها..أنها بيضاء كالثلج ..لم تشوبها يوماً غمامة كالسحاب..تجلد ذاتها كل ليلة إذا جالت بخاطرها كلمة هو قالها يوماً ما..أين ذهب عقله عندما أختارني؟
.
.
هو: يشعر بتساقط الناس من حوله وهو لا يعلم متي ستسقط هي.. أم ستستطيع حقاً الصمود؟؟ .. ذلك الشعور بأنه مهدد في أي لحظة بفقدانها يمزقه
هي: تتألم في أنها تمثل عبئاً عليه..هي تعلم ذلك..لم تتخيل أبداً إنها ستمثل عبئاً لمن في مكانه..تشعر بالعجز لأن دورها لا يظهر الآن..دورها سيبرز عما قليل..سيكون عليها حينئذ أن تتخذ قرارها وتتمسك به..أما الآن فهي تقف موقف المتفرجة
.
.
هو: يتساءل ..هل هي حقاً كما تزعم..هل هي حقاً كما بدت لي؟..كيف تتعامل مع الآخرين؟ .. ألا تحدث ذلك وتعرف هذا..وتضحك مع هذا؟..كيف تمشي؟..كيف تضحك؟..وكيف تحادث الآخرين؟..
هي: تتساءل.. لماذا كان
ذلك الحياء الغريب؟.. كان عندما يسأل أجيبه باستفاضة ثم أخجل أن أسأله.. أنني لا أكاد أعرف عنه شيئا.. ولا أستطيع أن أعرف عنه شيئاً الآن.. لكن لا أدري ما هي أهدافه وطموحاته؟ هوايته؟.. ماذا يحب وماذا يكره؟.. هل له شطحات جنون مثلي؟..وهل هو عاقل ورزين بما يكفي؟ هل سيقسو علي يوما؟
.

.
هما: يصارعان شلالات من التساؤلات ..الأفكار.. الخواطر.. المخاوف..ينغمسان كثيراً في حالة هروب واضحة ..من أنفسهما ومن الآخر..يعلمان إنهما في إبتلاء وفتنة فيتصبرا ويستحضرا التوكل..يقارنان موقفهما بموقف العديد ممن حولهم .. فيضحكون ألماً لما يروه من إستسهال واضح!!..بينما هما يضيقان بالخاطرة العابرة.
.
ولكن
.
ما يلبث أن يتذكرا:"افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير
ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين
ويتذكرا: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا..وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ..وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
.
.
عندئذٍ..تهدأ أنفسهم بعض الوقت وتستكين..تسكن مخاوفهما..تدب فيهما الحياة ليكملا طريقهما.. نعم فالمؤمن الحق لا يعرف القلق.. لكن سرعان ما تستعيد تلك الأفكار والتساؤلات نشاطها من جديد لتبدأ صراع جديد يواجه من علي طريق الإلتزام والملتزمين..علي أرض الواقع
.
.
هي لقطة من الواقع..قد تراها ..قد تسمع عنها..لكنك حتماً لن تستطيع أن تشعر بها..كمن عايشها
.