Friday, May 30, 2008

شطحات...3

لا يا أنّه أنتي دايماً بتقولي أنك هتشيلي المشابك والكوفرته وبلاقيهم مرميين وكل مرة تنسي الميه والأكل تحت السرير والمياه بتدلق علي الأرض...عشان خاطري يا ماما طب والله مش هنساهم المرة ده ومش هدلق ميه علي الأرض وهروق كل حاجة بعد ما أخلص....يا أنّه ما انتي كل مرة بتقولي كده وبرضه بتسيبيهم ... عشان خاطري يا ماما عشان خاطري -وبدون أن أترك لها فرصة الكلام- هـييييييييييييه ماما وافقت وأنقض عليها لأمطرها بالقبلات.. ميرسي يا ماما أنا بحبك أويييييي.

أسرع لأحضر مشابك..كوفرته ..عصا قوية..سجادة صلاة ..وسادتين صغيرتين..اتحه نحو المسافة بين سريري أختاي ..لأثبت العصا وأمسك الكفرته بين السريرين بالمشابك في ملاءة السرير.. أضع سجادة الصلاه علي الطرف الخارجي لأغلق خيمتي فلا يدخل أحد إلا بأذني ..أقطع الكثير من شرائح الخيار والكثير من الكاراتيه والشيبسي الذي أحبه...كوبان وزجاجة مياه....ها هو بيتي قد بنيته.. لا شئ ينقصه..هو الآن في عيني أفخر البيوت.. أنها الخيمة لعبتي المفضلة دائماً.. لطالما تعجبت من عشقي لهذه اللعبة ..هل لأننا بنياها بأيدينا فأصبح ..بيتي أنا..أم لإني أشعر فيها بالاستقلال وأفعل كل ما يحلو لي..أتذكر الخيمة البلاستيكية.. الفخمة.. الكبيرة.. الواسعة.. ذات الالوان الزاهية التي ابتاعناها لأبن اختي ..فرح بها قليلاً..ثم تركها خاوية علي عروشها.. ربما لم يشعر يوماً أنها بيته فلم ينتمي إليها..أو لأنها فاخرة جداً ومتكلفة تشعرك بالتصنع كالأصباغ..

أندهش لكوني كنت أصر دائماً علي احضار وسادتين معي في الخيمة هل هو الا وعي الذي يؤمن أن لا شيء فردي في البيت بل هو دائماً اثنان ثم أكثر.. وسادتان.. كوبان..طبقان ..كنت أقضي أمتع لحظاتي في خيمتي أتلذذ بالتهام شرائح الخيار المعصور عليها قطرات الليمون اللاذع..كان إذا أخطأ أحد وصعد فوق أحد الأسرة لتهتز خيمتي ويهدد بيتي فكنت أخرج في ضرواة أنهره ..أطرده وأتمسك بخيمتي أكثر وأقوي من صلبها. لا أسمح لأحدهم بالدخول إلا اذا رأيت أنه يستحق دخول بيتي وعليه أذن أن يحترم قوانيني..كنت أنام في الخيمة وأكل وأصحو بل إني كنت حتي ألعب دوماً داخلها...كانت بيتي الذي أنتمي إليه...إيمييي عايزة الكفرته لو سمحتي عشان أنام وشيلي المشابك ده بقي عشان خلاص هطفي النور...ها قد لاح الخطر لا مفر من اللاستسلام .. أنزع المشابك لتتفلت خيوط روحي.. وازيل الكوفرته لتتعري نفسي .. وأزيل عمود الخيمة لينهار بيتي.. ها قد أصبحت بلا مأوي أقف وسط الأطلال..لا أطيق النظر إلا مكان البيت الخالي ..أشعر بالحنين فأهرب بالنوم..وتتسلل كلمات لأذني من بعيد.. كده يا أنّه الميه وقعت علي الأرض وبرضه نسيتي الاكل تحت السرير زي كل مرة.. فأتظاهر بالاستغراق في النوم..

لما لا تسعني المسافة بين السريرين الآن..لا أتمالك نفسي من اختلاس النظر يومياً تحت سرير أختي لعلي أجد بقايا لبيتي ..ولازلت أبحث عن العمود الذي سيقيم خيمتي مرة أخري.. ذلك العمود الغريب وسط الاعمدة الكثيرة المتهالكة من حولي..فأفكر كثيراً..ثم أقول لنفسي: أم من الآمن أن أتراجع عن الفكرة برمتها؟
.
مجرد شطحات..عشتها هكذا..دون تعقل..دون رقابة
.
.
"افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم"..التوبة:109

Saturday, May 17, 2008

أين تسكن بقايانا؟


يقولون أننا عندما نموت تفني أجسادنا ...تتآكل
يقولون أننا سنصير إلي تراب..سنصير إلي رماد
وتتقلب الأرض يوماً عن يوم وتجتاحها الأعاصيف والأمطار وربما السيول
ها هو زلزال قد بعثر الأرض .. وها هو انهيار قد نثر البقايا
حتي يصير التراب فوق الأرض
لتسير علي أجسادنا الأقدام
فهذا قد دهس خلايا الذاكرة في عقلي..تباً له قد طمس لي ذكرياتي وصور أولادي
أصبحت الرؤية مشوشة الآن
ألم تكن عنده قدرة التمييز ليدهس الذكريات المؤلمة ويترك لي ذكرياتي الحانية
وهذه العربة قد مرت فوق عظامي .. تلك العظام التي كانت تزهو يومأ بشكلها ..الرياضي الممشوق.. طالما حسدني عليه الكثيرون
أنهم يمرون كل يوم ولا يتوقفون..لا يهدأون ولا يسكنون..
أقدام..عجلات..حوافر .. بل وحتي أصغر الحيوانات

هل فكرت يوماً أن قد تمر نملة فوق بقايا جبينك
تمر بزهو تحمل فتافيت الطعام
أن يمر حمار يحمل بقايا أثاث فوق عقلك الذي كانت تنبهر به العقول
أن تمر حوافر فوق قلبك..حباً أم كان كرهاً يمتليء؟؟

نعم إن ما نصنع منه بيوتنا إنما هو بقايا من قبلنا .. تراب الآخرين
قد تكون تقف الآن علي رأس شخصاً كان يوماً فاسقا
ولعل ما يضيء المسجد طوبة من جبهة رجلاً كان يوماً صالحا
لعل لهذا لا تأكل الأرض أجساد الشهداء.. إنهم في مكانة أغلي من بقية البشر

لا يمكن أن تمر بقدمك فوق شهيد فهو قد ارتقي وارتفع..فهو حتماً لم يمت
انظر للبيوت من حولك..بيت تملأه السكينة والإطمئنان
وبيت تفيض منه المشاحنات والبغضاء
هل السبب هو بقايا من قبلنا؟؟ .. لن تعرف أبداً

ماذا يوجد بجوراي..هل استند إلي ذاك الحائط؟..هل أخط بحذائي فوق هذا الرصيف .. وهذا الشارع الطويل
هذا الطفل البريء الذي يمسك بذراعك ويبعثره بين يديه..لا تقلق ستنهره أمه الآن ليتوقف عن العبث ..ب ا ل ت ر ا ب وحتي لا تتسخ يداه وملابسه من ا ل ت ر ا ب

كم جبين وعقلاً سرت عليه؟؟..ومازلت ستسير
اضغط هنا بقوة فهنا بقيايا معتد تجرأت يده وقتل أخاك
ابصق هنا بقوة فهذه يد مخرب قد سرق يوماً أخاك
كل ما آتمناه الأن ألا أكون بعد موتي تحت قدم فاسق ..يكفيني أن أكون طوبة في أرض مسجد يقترب مني رجلاً مضيء وجهه ليتتمتم بخفوت سبحان ربي الأعلي..سبحان ربي الأعلي..سبحان ربي الأعلي

ثم يرفع رأسه وقد أزال أثقال من علي كاهله

لعل يوماً يمر علي رجلاً تتساقط حبات لؤلؤ من عينيه فتطهر خلاياي وتذهب ظمأ نفسي التي حتماً ستظل تجهل أين ستذهب بقاياها
.
.
.
أيها السائر فوق عقلي..أيها المار فوق قلبي
ترفق بي .. فهما اغلي ما أملك
عفواً .. أقصد ما كنت يوماً ما أملك

Sunday, May 11, 2008

Ahora me siento...


يا من رضيت لنا دين الهدي دينا
حمداً إليك فذاك الفضل يكفينا
يا رازق الطير فضلاً أنت سابغه
أوليتنا نعماً فاقت أمانينا
يا فالق الصبح في الأرجاء من ظُلم
يا صاحب الأمر أنت المرتجي فينا
يا كاشف الضر يا رحمن يا صمد
يا من يجيب وإن ندعوه يلبينا
تبنا إليك فطهرنا بمغفرة
واهدي الخلائق واقبل من تناجينا


من إبتهال بصوت نصر الدين طوبار


Just some thoughts wandering in my mind