Friday, April 18, 2008

بل هي دوماً الأشياء الصغيرة

إنها دوماً الأشياء الصغيرة

من قال إن أعظم الأحداث أثراً في حياتنا هي الأحداث الفارقة ..
من قال إن ما يبقي ويعلق بذاكرتنا هي الذكريات المؤثرة .. من قال إن سر السعادة في الحياة هي مواقف الحياةالمفرحة

بل هي دوماً الأشياء الصغيرة
.

.
فربتات أنامل علي كفك قد تبث إليك حباً أكثر مما تبثه ضمات عنيفة
.
وإبتسامة صادقة قد تبعث فيك أملاً أكثر مما قد يبعثه في نفسك منحك جوائز عظيمة
.
ولمسة علي شعرك ..نظرة حانية..مصافحة حارة.. قد تسري في نفسك قشعريرة دفء أكثر مما قد يبثه فيك ارتدائك لمعاطف ثمينة

وقطعة حلوي قد تشاركها أحدهم قد يكون مذاقها في فمك أحلي من أفخم الأطعمة
.
ورائحة عطر شخص تفتقده قد تثير فيك حنيناً أكثر مما قد يثيره غياب كل من حولك
.
وخبر مفرح عن شخص تحبه قد يثير فرحك أكثر مما قد يثيره عثورك علي كنز من الذهب
.
ورؤية نجمة ساطعة أو قمر في ليلة بدر قد يبعث في نفسك بهجة أكثر مما قد تمنحها لك آلاف الجنيهات
.

ونظرة امتنان قد تخفق بقلبك للسماء أكثر مما قد تفعله بك عبارات مدح وثناء
.

وكوب ماء قد يقدمه أحدهم لك قد يروي ظمأ نفسك أكثر مما قد يرويه أغلي المشروبات الباردة
.
.
نعم.. ما كنا لنطيق الحياة لولا هذه الأشياء الصغيرة .. فهي التي تمدنا بوقود الحياة.. هذا الوقود الذي يجعل مركب النفس تسير في هذه الدنيا الفانية .. لتمدنا بالقدرة علي تخطي آلامها وصدماتها
لو توقفنا عن إدراك هذه الأشياء الصغيرة لتلاشي مخزون المشاعر داخلنا وما كنا لنجد له إعادة إحلال

.
.
هذه الأشياء الصغيرة إنما تحمل في طياتها أعمق الأحاسيس .. فهناك من فكر فيك وشعر نحوك بأحاسيس نقية فقرر أن يبثك أياها دون انتظار المقابل .. قطعة الحلوي .. ابتسامة .. أو حتي كلمة

.
خاسر هو من استغني عن هذه الأحاسيس العميقة وأنصب اهتمامه واخذ يترقب الأحداث الكبيرة فقط .. قد حرم نفسه من ملاحظة بريق عين حين تقابل حبيباً لها .. وتشبث أنامل طفل بعقلة أصبع أحدنا .. وانعكاس شعاع شمس علي جدائل طفلة نقية.. ورائحة ندي فوق زهيرات شجرة .. وموجة بحر حين تداعبك ببعثرة قطراتها علي وجهك.. خاسر هو لا محالة ولعله سينتظر للأبد

.
.
فانظر لحياتك ولأشياءك الصغيرة وعندما تدركها لا تأخذها كأمر مُسَلّم به في حياتك .. فهي جزء من الآخرين قد منحوه لك علي هيئة مشاعر وأحاسيس مختلفة..فحاول أن تقدر قيمة جزءانتزعه إنسان من نفسه وأهداه إليك

وإذا قابلت أحدهم يوماً يحكي لك عن أعظم ما حدث له .. قل له عفواً بل هي دوماً الأشياء الصغيرة

Sunday, April 6, 2008

شطحات ...2


كأني شربتها بالأمس .. مذاق حبيبات البن لم يغادر مخيلتي بعد .. كنا في رابعة ابتدائي ..أنا وآية صديقتي في النادي .. كنا لا نترك المراجيح ابداً.. هي علي طرف وأنا علي آخر .. أعلو أنا لتهبط هي وتعلو هي لأهبط أنا .. نستمتع بنسمات الهواء التي تداعب ملابسنا لتطيرها فنمسك بها علي إستحياء ونضحك بصوت عالي .. نغني: زمان وأنا صغير كنت بحلم أبقي كبير .. بصوت عالي يُسمع الأشجار حولنا ..نجلس سوياً تحت شجرة جوافة أنظر إليها وأقول: مين اللي فكر يزرع شجرة جوافة في النادي؟ .. حتي جاء يوم قلت لها: تعالي نطلع نشرب قهوة تركي .. وجذبتها من يديها بشدة حتي لا تفكر وتوقفني وجرينا .. كنت أجري بسرعة جداً كنت أسبقها دوماً.. وصعدنا إلي البوفيه وطلبناها .. قهوة تركي لوسمحت .. من نبرة صوتي لم يجد النادل مفراً من أن يأتي بها .. وشربتها حتي آخر قطرة بزهو وسعادة .. ومرت سنون .. ولم نعد نصلح للأغنية بعد اليوم .. لو كنت أدرك وقتها أثر رشفات فنجان القهوة هذه علي كنت تركت قليلاً في فنجاني .. لو كنت أدرك أثر حبيبات البن هذه علي طفولتي ما كنت تذوقتها قط ..ياليتك سبقتيني يومها حتي توقفيني..فلا أتذوقها..وتتردد في أذني بقية كلمات الأغنية: ولما كبرت قلت يا ريت ما كنت حلمت ولا اتمنيت .. قلت يا ريتني فضلت صغير زي زمان

...

مجرد شطحات ..عشتها هكذا ..دون تعقل ..دون رقابة
.
.
.
الطفل بداخلي
في قلب الريح
يطارد بالونات الوهم الملونة
أحمر..أزرق..أصفر
كأنه يطارد سراب الحياة
يقيناً يعرف
أن بداخلها
لا شيء إلا
ملء قبضتي
هواء

(من رواية دارية )

Friday, April 4, 2008

أنتم الأعلون



حضرت اليوم في الساقية محاضرة رائعة بعنوان
"هكذا تقوي ذاتك وتسعد حياتك"
..للدكتور اشرف شاهين.. بصراحة في البداية كنا متشككين شوية .. وقلنا لو لقينا المحاضر بيكلم عن الضحك والتفاؤل وتمارين التنفس غالباً هنمشي ونكمل يومنا في الساقية عادي.. لكني الحمد لله وجدت محاضر يمزج بحماس رائع بين التنمية البشرية والدين

المحتوي رغم إنه قد يبدو مكرر لكن المحاضر تناوله فعلاً بشكل واقعي
ومن جانب إيماني جميل
كلنا متعودين نسمع كلام حلو يحمسنا كام ساعة ونرجع زي ما إحنا
تتأثر بموقف .. بشخص..بكلمتين ..ونأخذ قرارات وبرضه كلها شوية ونرجع زي ما إحنا
يبقي في مشكلة ..والمشكلة حلها يكمن في الإرادة
وده كان موضوع المحاضرة
الإرادة
فاقد الإرادة هو أشقي البشر
لانك أن تعرف ولا تفعل فإنك لم تعرف بعد

واستشهد بقول :همتك احفظها .. فإن الهمة مقدمة الأشياء .. فمن صلحت له همته وصدق فيها .. صلح ما وراء ذلك من الأعمال

ولا تثبطن ..لا تسقطن ..فإنني لا أري أكثر سقوطاً للرجل من سقوط همته

كيف تقوي الإرادة

مثال بسيط جداً: صلاة الفجر ..ناس كثير سلمت إنها مش بتقدر تقوم للصلاة فخلاص..هي مش بتقدر..بحجة مثلاً أطفالهم بيسهروهم فمش بيقدروا يقوموا للصلاة
طب لو طفلك بكي وقت الصلاة هتقوم ولا لاْ
أكيد هتقوم يبقي المشكلة مش مشكلة مقدرة ولكنها مشكلة
إرادة

إحنا محتاجين أن يكون صوت آذان الفجر في آذاننا كصوت بكاء أطقالنا

شعارات يجب أن ترفع
إن الراحة حيث تعب الكرام أودع لكنها أوضع .. وأن القعود حيث قام الكرام أسهل .. لكنه أسفل

وركز علي نقطة أن يكون لكل منا شعاراته التي ترفع من عزيمته.. شعاراته التي يؤمن بها وتعمل علي دفعه للعمل وللحركة

وركز كمان علي نقطة
الأمل
من خلال
الحديث القدسي
أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما يشاء ..فإن ظن خيراً فله وإن ظن شراً فله


وحديث: إن الله رحيم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه ، ثم لا يضع فيهما خيرا

فبقدر ثقتك وظنك بالله ..سيعطيك الله
وانتقل بعد ذلك لآخر نقة من النقاط النظرية وهي أهمية تحديد الثوابت..فلابد أن يكون لكل منا ثوابته هذه الثوابت نناضل من أجلها

طب إزاي نحدد ثوابتنا

اولاً: يجب أن تكون متلائمة بشكل معقول مع قدرتنا علي العمل .. يعني
بلا شطحات كبيرة لازم نكون معقوليين ومنطقيين
ثانياً: هذه الثوابت غير قابلة للتفاوض أو النقاش أو التردد
ثالثاً: لابد أن ندرك قيمتها وأهميتها .. بمعني أننا لابد أن نحدد إحنا ليه ناويين نلتزم بهذه الثوابت ونتائجها.. لإننا بهذه الطريقة عندما نتعب أو نمل نري النتائج أمامنا فتحفزنا علي العمل

وذكر علي هذه النقطة قصة جميلة عن إنه لما كان بيذاكر أيام الامتحانات في رمضان كان ممكن ينام الساعة 2 ويطلب من أخيه أن يوقظه اليساعة 3 ونصف لكي يقوم الليل وعندما كان يتعجب أخوه إنه هينام فقط ساعة ونصف كان يقول له عندما توقظني قل لي
قوم عشان السلعة
هو قاصد هنا يفكر نفسه بحديث ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة

كل ده كان كلام نظري تقريبا
وصلنا بقي للخطوات العملية
3
قلائل
مبكراً قليلا .. أكثر قليلا ..اصبر قليلا


مبكراً قليلا
اذا ابتدينا أي عمل مبكراً ولو بربع ساعة سنفاجيء من النتائج لإنه التبكير البسيط ده بيكون له مردود نفسي يبعث علي الراحة والثقة قبل بدء العمل فيؤثر بالتالي بشكل ايجابي علي إنتاجية الانسان


لا شيء يغري بالإنتهاء مثل الإبتداء
أكثر قليلاً

مثلا لو خططنا إننا نقرأ نصف ساعة في اليوم صمم إنهم يكونوا 40 دقيقة
لو الورد صفحة صمم إنها تكون صفحة ونصف
لإنك كده بتكسر حاجز الإنتهاء .. وطالما كسرت سقف الحدود يبقي ثق إنك ستتخطي كل هذه الحدود


اصبر قليلاً
أصعب جزء بيكون نقطة الإبتداء .. دفعة البداية .. الطلعة الأولي زي ما بيقولوا وهنا تأتي اصبر قليلاً .. تماسك واصبر عند بداية العمل


ومش بس في البداية .. كمان بيكون الصبر مهم قبيل الانتهاء من العمل .. لإن وقتها بيكون الانسان متلهف علي الانتهاء فتقل جودة عمله .. وهنا تأتي أهمية الصبر قبل الانتهاء

مبكراً قليلاً ......أكثر قليلاً.....اصبر قليلاً

واعمل دائما بشكل يفوق توقعات الآخرين ويفوق توقعات نفسك منك
من أجمل الأفكار التي خرجت بها فكرة

يوم لا يقدر عليه غيرك
تحدد يوم تنوي أن تكون أفضل من الآخرين في كل شيء .. يوم لا يقدر عليه غيرك


كمان اشار إلي اننا لا نسمح لكثرة الخبث أن يؤثر علي تمسكنا بالحق..لإن الحق قوي ولكن ضعف أصحاب الحق أضعف الحق

ارفعوا رؤوسكم واضربوا الارض بأقدامكم ولا يثبطنكم كثرة الخبيث

فأنتم الأعلون ..أنتم الأعلون

كمان فكرة التحديات الصغيرة، لإن نجاحنا في التحديات الصغيرة بيعني نجاحنا في النجاحات الكبيرة وهكذا

التحديات الصغيرة مقصود بها كل الاعمال المهمة الصغيرة اللي بتجد بعض الصعوبة الفتور في تنفيذها
فلو قدرت تتغلب علي 10 تحديات صغيرة في اليوم ..أكيد هتقدر علي التحديات الكبيرة

احرم نفسك من شيء ما بشرط أن يكون كمالياً ولا ضرر منه
حتي لو كباية الشاي اللي متعود تشربها الصبح أو بعض الأكل
لو قدرت تمنع نفسك من عادة غير مضرة أكيد هتقدر تتحكم في زمام أمور نفسك وتمنع نفسك من أي شيء خاطيء أو حرام

والله يا جماعة انا أعرف واحدة كانت بتجاهد نفسها حتي في كيس الشيبسي ..لمجرد أنها شعرت برغبة فيه كانت تتعمد انها تحرم نفسها منه وكانت طريقة فعالة جداً جداً للتحكم في الذات

واخيرا فكرة التوسط
لا تقبل ابداً فكرة التوسط
نحن قوم لا توسط بيننا .. لنا الصدر دون العالمين
فارمي سهمك نحو السماء لإنه حتي لو لم يدركها فإنه سيقع بين النجوم
********
ده كان مجرد إلقاء ضوء سريع علي بعض الأفكار اللي عجبتني في المحاضرة
بصراحة المحاضرة كان ليها دور مختلف عن مجرد قراءة بعض الكلمات
لكن كنت حابة إنكم تشاركوني الافكار ده حتي لو كانت مكررة لكثير منكم
وكمان عايزة أعترف إن ده تمهيد للبوست الجاي إن شاء الله عن مشروع المليون ساعة
فاضل علي رمضان 150 يوم تقريباً وفي مشروع جميل عرضه الشيخ هاني حلمي
إن شاء الله هنزل تفاصيله البوست الجاي
ايووون
أنا بعمل
suspense
وأنا شريرة هسيبكم تفكروا في الموضوع وتستعدوا له شوية
يا رب يكون الكلام عن الإرادة أضاف ولو فكرة جديدة لكم
إحنا فعلا سمعنا كثير أوي .. ومحتاجين التنفيذ
يلا نتوكل علي الله ونستعين به
ويا ريت كل واحد يراجع إرادته بعد ما يقري البوست
ويشوف هو كان ناوي يروح فين .. وهو فين .. وهيروح إزاي
هبنا اللهم الصبر و القدرة
لنرضي بما ليس منه بد
و هبنا اللهم الشجاعة و القوة
لنغير ما تقوي علي تغييره يد
و هبنا اللهم السداد و الحكمة
لنميز بين هذا وذاك