Thursday, May 30, 2013

My Memory

نعم ألجأ إليها كلما مررت بفترة اصلاح لما تتلفه الحياة في روحي.. لما تتركه على جدرانها من غبار تقذفه على المرور عبر الأيام تماما كسحر كلمات طوبار وصدق ابتهاله رغما عن اختلاف نمطيهما تماما
انها تلك الموسيقى الكورية My Memory.. Winter Sonata
أسمعها كلما عشت تلك الحالة في الالتحام مع الروح.. كلما يعصف بي حنين
 عندما جاءني يطلب خطبتي وتمت الخطبة وعشت في ذلك الصراع الأبدي في مقاومة اي مشاعر تدخل القلب وحتى اطمأن القلب وسكن
عندما كنت أحلق كفراشة أعد ترتيبات قبل الزواج تفيض بي تلك المشاعر المتوهجة التي تتطلع لحياة مدهشة جديدة بكل أمل وحنين
عندما عصف بي حزن شديد بعد ولادتي الأولى أثناء سفره الطاريء وفترة الوحدة القاسية جدا التي لم يمحوها سوى آثار العمرة
وبعد أن رزقني الله بنوري وكنت أجاهد في الحفاظ على استقراري النفسي أولى شهور الولادة والتغلب على كل الانفعالات المتناقضة التي كانت تعتريني
والآن اسمعها وأنا أرى صغيرتي تخطو.. هي تشبهني لدرجة تخيفني عليها كثير
شكلا تشبهه بشكل يصعب علي الآخرين تصديق إنها ابنتي.. ولكنها رزقت روحي ويكأنها قد نسختها تماما
تمناها هو أن تحمل روحي.. وتمنيت أنا أن تشبهه تماما
تتعثر الصغيرة كثيرة وهي تمشي وخاصة عندما يعتريها الحماسة وتبدأ في الاندفاع بقوة تجاه الأشياء لكنها تتحمل الألم مثلي كما تقول لي أمي.. وعندما تقع فأنا دوما أضحك لها فتقوم وتستكمل وتنظر لي وهي تقول لي لقد آلمتني تلك الوقعة لكني سأنهض واكمل من أجلك
ويكأن نظراتها تنطق بذلك.. تشبهني وأخشى عليها من ذلك
هي تحب البشر جدا وتنزعج وتبكي  إذا سمعت صوتي منزعج حتى وإن كنت ألهو معها 
ترغب في مشاكسة الجميع وهو ما يجعلها دوما لافتة للانتباه.. تضحك للأطفال وتتوجه إليهم تعطي لهم ما بيديها 
تحب الخروج من البيت دوما وما أن ينفتح الباب حتى تتأمل الكون بانبهار ويكأنها أول مرة تخرج إليه
تحب التدليل وتحب الحديث معها.. وتحب مشاركة الأشياء
تحب أن تقاسمني الأشياء وأنا فكري يكون مشغول عنها
مشغولة بذاتي وذاته.. مشغولة في الحفاظ على حياة لي في غير إطارها احافظ على روحي حتى لا تنجرف في عالمها وهي تريد التشبث بس بقوة وأنا أريد التحرر منها بقوة وذلك يشعرني بقسوة مني تدمي قلبي
لكني ما أن أتركها للحظات حتى أعود فأشتقاها بقوة جارفة
وينتابني حنين مرة أخرى
أتسائل أستستطيع هي أن تتحمل ذاك الأزيز في عقلها؟ أتنجح في أن تجعل لنفسها شطحات مختلفة عني؟
أستعاني حنينا لا ينقطع لكل ما حولها.. هو فقط حنين
أستشعر بالغربة بين نفوس تتغير سريعا بينما هي ستظل تحاول أن تقاوم التغيير
هل ستحب سماع طوبار أم سيفزعها صوته؟
يريدها أن تكون كاتبة وأريدها أن تكون قائدة تقودني وتقود كل من حولها للخير؟
أفتح رسائل قديمة للغاية أجد أني أرسلت له يوما تلك المقطوعة وتحتها كتبت تلك الكلمات
التي مازلت أنسج حولها ذكرى مختلفة بنفس الشعور لم يتغير
كلما سمعتها
.......

My Memory

هذه تشعرني بالحنين
حنين يعصف بنا
لأشياء مجهولة قد لا نعلمها
لكن جزءاً منا
ربما كان عاشها في زمن ما
في مكان ما
يتلهف لها وينتظرها
بل ويعصف به الحنين
لها
حنين لأشياء حلوة اختبرناها
لعلها تنسينا قسوة الحياة
وقسوة الآخرين
حنين لأماكن حفرت بداخلنا ذكريات
لم تستطع عوامل التعرية ردمها
حنين لحياة لم نعشها بعد
نحتاجها بشدة ونرنو إليها
ولكننا يوماً لم نختبرها
حنين لأشخاص سكنتنا
استوطنت الوجدان
ثم رحلوا  وتركوا قلوبنا
خاوية على عروشها
تشتاق لمن يبث بها الحياة
 مرة أخرى
ويظل القاسم المشترك دوماً ه
الحنين

Wednesday, May 8, 2013

وحشتنا.. يا شيخ طلبة


وبعد إلحاح شديد وشلال من النظرات المتوسلة والوعود البراقة بإني   سأحسن السير والسلوك ولن أبكي حنينا ولن اقوم بأيافعال متهورة و و.. وافق بصمة الوجدان.. واتفقنا على موعد لزيارته سويا وذهبت
ذهبت والتساؤلات تعصف برأسي والتوقعات تملأني والتصورات المختلفة لذلك اللقاء الذي كان يوماً حلم أبعد ما يكون عن التحقيق
ماذا سأقول له؟؟ كيف سأجده؟؟ هل سيرى مني صدقا واخلاصا أم نفاقا ورياء؟؟ لشد ما أخشى بصيرته؟ ماذا عساه يقول لنا؟ ماذا سيقول لنا عن نور؟ هل يدعو لها؟
مئات التساؤلات والافكار لم تهدأ عني قليلا حتى وصلنا أمام بيته
تقدمني مصطفى يطرق الباب ووقفت بجواره أخفى نفسي يرتجف قلبي خجلاً من  المقابلة.. فتحت لنا طفلة صغيرة لطالما قرأت عنها في تدويناته ولما هممت أن انظر لها ملياً لعلي أصدق أني لا أحلم و وجدته قد نهض بنفسه ليستقبلنا على الباب
ووقعت عيني على لحيته البيضاء الطويلة،، وعصاه التي يتكأ عليها جسد لم يعرف الراحة،، وقلبه الخاشع لله يكاد يلقي بنور على وجهه،، ونظرات لنا توحي بذكاء متقد مشتعل وحنكة لا صنعتها يد الزمن
ولكن تقدمني مصطفى ليقبل يديه ويحتضنه بقوة وهنا اكتشفت اني علي ان أتريث كثير واقاوم تلك العبرات
دعانا للدخول وبعد أن دخلنا رفعت رأسي ونظرت لوجهه في انبهار وعدم تصديق اني هاهنا أراه.. أجلس بين يديه مع بصمة وجدان
وتذكرت تلك التدوينة التي وصف فيها التجاعيد التي حفرها الزمن على وجهه وتفلتت مني ابتسامة عريضة لكني تمالكت نفسي طبعا احتراما لهما
وبلا تفكير قلت له: حضرتك وحشتنا جدا يا شيخ طلبة انا أبحث عن حضرتك من زمان أوي
لكم كنت أتمنى وجود ذاك الشيخ المربي في حياتي لأرتمي تحت قدميه يسقيني خبرته في الحياة وأرشف منه العلم والتربية،، يأخذ بيدي ويقودني للخير يزيل ما بي من بقايا جاهلية مضت
ووجدت مصطفى ينظر لي بذهول شديد عرفت انه تأثير كلمة وحشتنا فنظرت له نظرة تعني انه شيخ كبير ويجوز يعني ان شاء الله انا قصدي بريء والله
فقال لي الشيخ طلبة: ربنا يبارك فيكي يا بنتي،، صحيح الزمن اللي انتوا فيه صعب لكن من اخلص نيته لله فالله سيكون له خير المعين وهو يكفيه عن كل مخلوق.. وصدقيني يا ابنتي اخلصوا النية يرضى عنكما الله فينير لكما بصيرتكما
بالطبع حاول مصطفى أن يدخل في الحوار كما هو الأصل في لقاءاته معه لكني هيهات طبعاً لم أترك له الفرصة فلكم كنت أغبطه على تلك الزيارات والآن هو دوري لتعويض كل ذاك الزمن بعيداً عن شيخنا
نظرت إليه طويلاً ثم قلت له: يا شيخ طلبة بداخلي حيرة
فقال لي: الحيرة خير عندما تقودك لطريق الحق، وشر عظيم عندما تضللك في الدروب
اجعلي عينيك على نقطة النور واستعيني بالله ولن تضرك حيرة ابدا
فأجبته: وأنا جئتك اليوم يا شيخنا لأسالك عن النور.. نوري طفلتنا الصغيرة
وهنا وجدت مصطفى يشير إلى ألا أطيل عليه في الحديث ولكني تظاهرت بأني لم ألمحه  حتى يطول حديثي معه

وسألته دون حتى أن أعطيه فرصة للرد: كيف أربيها وأنا التي في كل خطوة اكتشف اني احتاج للتربية.. كيف أنصحها وأنا لازلت أحتاج النصح.. كيف أجعل من نفسي رقيبا عليها وأنا اقع في ذنوبي في الخلوات.. كيف أكون لها مصدر العلم وأنا جهلي كبحر ظلمات
كيف وكيف .. صدقني اقرأ كثيرا واراقب تصرفاتي بل اني صرت لا اسمح لأحدهم أن ينطق لفظا سيئا ولو أمامها... لا تدري مدى خوفي على براءة سمعها وبصرها وقلبها.. ما يغرقني في الحيرة اني اريدها أن تنطلق وتختبر كل ما في الحياة دون قيود.. أريدها جريئة في الحق، صالحة مصلحة، ومتميزة للغاية.. أريدها ان تسعد وتختبر وتجرب لا اريد ان احميها بين ضلوعي بل أربيها لتنطلق لكني لا اصدق انها قد تتلوث بما نعيش فيه.. وأنا نفسي لا استوعب كثيرا منه.. أخاف ان تلوثها الحياة
قوتي معها تؤلمني يا شيخ طلبة وتخفي وراها هشاشة وعشق لها.. اريد أن أربيها كصحابية وأن أدللها كأميرة
وهنا نظر لمصطفى وقال له: وأنت ماذا ترى أيها الأب المربي
وقبل أن يجد فرصة للرد انطلقت فأجبته: مصطفى هو الكيان الواسع الذي يحتوينا  يعيد الي استقراري ويضع أقدامنا على الأرض.. هو من يعيد التوازن لنا.. هو من يحيطنا بتلك الهالة التي تسمح لنا بالاستمتاع بالحياة نلهو في كل أبعادها دون التلوث بها..  
فأجابني: والله أراكي قد قرأت ما بنفسي.. ثم ضحك وقال..ألم يقل لك يوما أن قليلا من التلوث لا يضر وفي الجنة نغتسل بأنهار الجنة فتمسح عنا كل صعوبات الحياة.. ولا تنسى الدعاء كما نسيتيه في حديثك: ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.. ومن قال إنه ينبغي أن تكوني بلا أخطاء تعلمي معها، وهذبي أخلاقك معها، وانطلقي معها..
وهنا سمعنا صوت أذان عذب يصدح من مسجد ما.. فقال مصطفى الله أكبر اخيرا ستسنح لي فرصة الحديث معك يا شيخي
 وقال له: واصطنعتك لنفسي ارهقتك بالحديث ولم يعد الوقت يسمح بحديث طويل معك،، لم أكن ادري ان تلك من تبعات الزواج الرائعة
ادعو لنا يا شيخي فالحياة شاقة والطريق طويل ونحن لازلنا نصنع البدايات
فابتسم وقال: مادمتم معاً ويرضى عنكم الرحمن فسيهون كل شيء في تلكم الحياة

وهنا فشلت كل محاولاتي لاخراج اي كلمات مفهومة دون تلعثم
واكتفيت بأن نظرت للشيخ طلبة وعيناي تلمعان من فرحتي الغامرة وقبل مصطفى رأسه ويديه وسأله الدعاء لنا كثيرا
وبمجرد أن خرجنا قال لي: حضرتك وحشتني جداً يا شيخ طلبه.. وكمان قدامي وأنا قاعد
فتلون وجهي رغما عني خجلا وقلت: يجوز يا أخي ان شاء الله، ما رأيك أن نرجع اليه فنستفتيه؟؟
فضحك ضحكته التي تأسرني وأمسك بيدي يقودني بعيدا وهو يتمتم سامحك الله يا شيخنا
...........
النور مكانه في القلوب، احضن خيوط شمي الغروب
 يا تكون قد الحياة يا تعيش وحيد وسط الدروب
اليأس ضعف وخوف جبان.. لكن الأمل يفتح بيبان
يا تكون قد الحياة، يا تعيش وحيد وسط الدروب 
المس خضار الشجر.. حس بضياء القمر.. انقش قلوب على الحجر
اامشي الطريق امشيه.. العمر ايه يرويه غير قلب ما يخافشي