Monday, October 3, 2011

ولا تـزال...


و
يقترب الشتاء وأجدني أربت على جنبات الروح..مستكينة.. روح تطهرت بزيارة كنت أحلم بها كلما صدح آذان ولمحت الكعبة في شموخ
زيارة أعادت لكل خلية في جسدي توازنها واستقرارها.. زيارة كنت أحلم بها وأظنها حلم بعيد المنال
فليفعل الله بنا ما يشاء
بعدما رأيته من نور أغشاني وآذان الفجر يعلو ويعلو.. وكل ما أحاط بالحرم يغشاه النور من حيث لا أدري.. بعدما استلقيت على ذلك الرخام النوراني
بعدما ممدت يدي لأتلمس بعض من مسكها الذي لم تفارق أنفي رائحته
علمت أن قلبي قد اغتسل من كل آلامه.. وأن عقلي قد عاد إلي راضياُ مؤمنا بجميع أقدار الرحمن
وعدت أرى الجمال في كل شيء من حولي.. ولا تزال روحي مفعمة بأمل وتفاؤل لا ينطفيء
يقترب الشتاء.. وأجدني أقرب ما أكون لنفسي.. ألتحم مرة أخرى مع أفكاري وأحاسيسي
و
لا تزال الطفلة بداخي تنتظر اكتمال القمر لتنبهر وتشهق في فرح منادية على زوجي ليرى كم يبدو خلاباً
ولا زالت أنتظر سورة طه لأسمع قول الله لسيدنا موسى.. واصطنعتك لنفسي ويتجدد الدعاء في قلبي
ولازالت أطرب جدا لملاحظة كل من يعرفوني بأني لم أتغير.. ربما ازددت رونقا وربما ازددت هدوءا "ظاهريا فقط".. لكنهم لا يزالوا لا يصدقون أنني طفلتهم الصغيرة قد تزوجت..
ولا تزال بنت الحارس في البيت تصر على دعوتي بأنسة إيمان برغم مرور عام كامل على زواجي وخاصة عندما أكون بصحبة زوجي :)
نعم.. تلك الأجواء بكل هذا الحنين هي أنا.. أنا بكل ما حملت روحي.. بكل ما أحببت وما يثير فيا الحنين
لسعات الليل باقتراب الشتاء.. طبق من الفراولة المجمدة التي أختلسها من ثلاجتي هذه المرة وليست من ثلاجة أمي.. صوت طوبار أو عبد الباسط يتلو بأعذب الآيات من مكان ما.. تتبعي لملمس ورق الأشجار أينما ذهبت..رائحة الطين.. ملمس الأرض..

ولازلت أكتب كثيرا وأحلم أنني أكتب تدوينات كثيرة.. ولا يزال كل شيء أراه يتحول في عقلي لتدوينة.. ربما توقفت فقط عن النشر للحفاظ على بعض من الخصوصية في حياتي.. لكن قلمي لا يزال يلهو كلما مسه فكرة

ولازالت استمتع بالتواجد في المكتبات وسط الكتب وأطيل وقوفي فيها.. ولازالت كلما وقفت أمام النيل فتحت ذراعي بقوة لأحتضن الهواء بيدي

ولازلت أعشق بلادي وأغني مع الصوت الصادر صباحا من مدرسة ما قريبة بلادي بلادي.. لك حبي وفؤادي.. ويقشعر لها جسدي.. عشقا

ولازالت أفتقد البحر طوال أيام السنة وحتى وأنا أقف امامه.. أحس إنني عاجزة على استيعاب هذا الكون الفسيح في قلبي

ولازالت أنتظر زخات المطر لألتقيها لتبلل شففتاي وراحة يدي بقمة الشغف.. وأتذكر قول رسول الله.. هذا حديث عهد بربه..

ولازالت كلما أسمع يا نبي سلام عليك تدمع عيناي شوقا لرؤيته في منام

ومازلت أتتبع الرسائل الربانية في كل يوم.. وأفتح إذاعة القرآن الكريم في تمام الثانية عشرة لأسمعه وهو يرتل كأنها من الجنة "ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا"

ولازالت أنتظر فانتازيا وسافاري وما وراء الطبيعة.. وأنكب على قرائتهم لا أتركهم إلا وقد التهمتهم جميعا

ولازالت استذكر لامتحان ما قادم.. ولا زالت أطيل في الحديث عن أبي كلما افتقدته بشدة ومزقني الحنين إليه

ولازالت أدعو الله في صلاتي.. ألا تشيخ تلك الطفلة في روحي أبداااا.. وتظل تلك الأنثى اليافعة تسكن -على استحياء- قلبي

......

ياما نفسي أعيش إنسان قلبه على كفه

كل اللي بردانين في كفوفه يدفوا

يضحك يضحك خلق الله

يفرح يفرح كله معاه

جواه في قلبه ونن عنيه

شايل أمل وشروق وحياة

(حمزة نمرة- إنسان)

Friday, July 22, 2011

أخيراااا.. عن الثورة أتحدث


كثيرا ما كان ينتابني شعور ما مقيت.. بالخنوع والتعجب من نفسي.. كل المدونات تصرخ بحديث عن الثورة.. وصفحتي خاوية على عروشها من حديث عن الثورة إلا كلمات تعد وتحصى.. رغم إني أحيا أحداث الثورة قلباً وقالباً.. كنت أقضي اياما أجتهد في الدعاء ليصلح الله حال البلد.. وكنت أضع هدفا لحياتي هو إصلاح وطني ما حييت.. بنفسي وبيدي وبذريتي
لم أتخيل أبدأ أن تكون حياتي شغلى بتطورات الميدان والثورة وحال البلد.. بينما صفحتى تمتلأ بكلمات عن خواطر وتأملات!
.
كنت أغبط زوجي وأخي وأختي وأصدقائي وكل من نزل.. فقد حبسني الحمل عن النزول للميدان.. وعندما اشتدت جذوة المعركة واقترب سقوط النظام بات أمرا من الطبيبة حازماً وواضحاً الا أتابع الأخبار مطلقا ولا أدخل في مناقشات بسبب ما أصابني من طلق وأنا في الشهر الخامس من فرط الانفعال ومزيج الغضب والحزن والخوف.. فكنت دون علم زوجي وفي غفلة منه أتابع الأخبار وأتسلل في مناقشات تنتهي غالبا بارتفاع ضغط دمي والتسبب في طلقات متتالية لطفلة كانت تثور هي الأخرى بداخلي.. ثورجية كأبويها هي لا شك كذلك.. كنت أقول أن أول شيء سأحكيه لها هو كيف كان يأتي والدها من الميدان سيراً على القدمين.. وكيف قضيت يوم جمعة الغضب حتى مشارف الفجر لا أنطق بكلمة فقط أنتظره في النافذة.. قلبي يحدثني أنه سيعود إلى إن شاء الله.. ولا أجرؤ تخيل سيناريو آخر..
وبرغم كل ذلك كنت لم أقوى سوى على كتابة تدوينة واحدة عن الثورة.. ربما بدأ الأمر بخوفي من أن أنشر رأيا قد لا يكون صائبا بما يكفي.. فأنا لا زلت أحبو.. وكل ما أملكه من أدوات هو تحليل بعض المعلومات التي أملكها والتي ينشرها الأخرون.. أتراها تكفي لبناء رأي يقترب إلى حد الصواب ويستحق النشر على المدونة؟.. لكم خشيت ان يضر رأيي بالثورة.. ,وأحيان أخرى رأيت أنه ليس مجال الكلمات.. بل العمل ثم العمل ثم العمل..
.
لكنني لم أجد في طاقة للسكوت بعد اليوم ورأيت أني لست بحاجة لعرض رأيي في مسألة الدستور أم الانتخابات أولا.. ولا حول تقييم من في ميدان التحرير ومن في وقفة روكسي.. ولا في الحديث عن كم القرارات المثيرة للحنق التي تفاجئنا كل يوم.. ولا عن تجاوزات جهاز الشرطة البالغة التي تزداد طغيانا يوما بعد يوم.. ولا عن جدوى استمرار الاعتصام أو ضرورة إنهائها وغيرها من الاحداث التي قد تحمل جانباً من الخطأ ربما يتخطى الصواب أحيانا لقلة المعلومات التي نملكها.. أو لأن من يورد المعلومات أيضا كثيراً ما ينشرها بالشكل الذي يقودنا إلى نتيجة ما هو يرجوها
.
لكني لم أعتاد الصمت ولا السلبية ولذا لن أتطرق إلى أياً من تلك المسائل التي قد نختلف حولها..احتفظ بتعبيري فيها عن رأيي في دائرة محدودة.. لكني من جانب آخر سأقول بعلو صوتي منادية لمن يلوحون بفكرة العفو أو التعاطف مع مبارك ومرضه المزعوم في منتجعه السياحي.. أنما هم قلوبهم حجر عليها غلف.. تملأ صدورهم أنانية لم يتفكرا للحظة كم كان هدف الحكام هو خراب البلاد واستنفاذ ثرواتهم والوقوف بها عند حد من التدني في كل شيء حتى لا تعلو.. كان الأمر أكثر من كونهم شلة حرامية ينهبوا بلادنا.. بل كان الهدف هو الافساد وليس السرقة فحسب.. وأقول الكلمة التي لا تستنفذ صوابها لو كان أصيب أحد منهم في ابنه أو بنته أو نفسه لشعر بقلوب اهالي الضحايا والشهداء.. لما كفاه أن يموت ذلك الظالم مرات تلو مرات.. لو صعدت روح هؤلاء الشياطين أمام عينيه لن يبرد قلبه ابداً
.
وأقول لمن يرى أنه لا امل في مصر وأن ما أفسد لا يمكن إصلاحه.. وأن الثورة لم تزيدنا سوى تراجعاً.. اقول له أن يذهب ليستجدي له وطنا آخر.. فالوطن في غنى عمن استغنى عنه.. وأنت بذلك السواد الذي يملا قلبك لا تزيده إلا ظلاما.. فارحل ليشرق مكانك بأمل كنت تبخل به على بلدك.. أما أنا فيملؤني الأمل وأعلم يقينا أن تلك البلد قائم لا محالة وأن شباب هذه الأمة هو من سيعيد صنع التقدم والثقافة والحضارة.. واعلم أن الله قد أراد بهذا البلد صلاحاً وعلوا.
.
وأقول لكل من يخون من في الميدان سواء اختلفنا مع بعضهم أو اتفقنا مع الآخر.. يجلس في بيته يقيم هذا ويصدر أحكاماً على هؤلاء وقدماه لم تطأ الأرض ولم يشارك ولا بفكرة.. أقول له عذرا لا حق لك في قول فقد تخاذلت في حق البلد يوم وقف هؤلاء يصدون عنها ويذهب كل منهم وروحه بحق فوق كفيه.. لا يعلم أسيعود لأهله أم أن حياته ستوضع لها نقطة النهاية.. لا تقليلا من مصريتك، ولكن تقليلاً في مقامك..فقد تخاذلت عن القيام والعمل واخترت أن تكون من القاعدين..بل ولعلك أحيانا دعوت من حولك أن يشاركوك القعود.. فاعمل في صمت لعل الوطن يصفح عنك.. قدم له قربان عمل وإصلاح قبل أن تحلل وتقرر وتصدر الأحكام
.
وإلى أبواق تحريم الخروج عن الحاكم الظالم الفاسد المتجبر.. سامحكم الله.. آذيتم المسلمين بجهل وتضييق في دين لا حصر لاتساع فهمه وتشريعاته.. لدين نزل ليكون هو الأصح والأقوم والأعز.. فاخترتم منه ما شئتم واعميتم بصيرتكم عما سواه.. سامحكم الله عسى أن يغفر الله لكم ويريكم الحق حقا ويرزقكم اتباعه ويريكم الباطل باطلا ويرزقكم اجتنابه.
.
وإلى من ينادون بترشيح الشيخ ابي اسحاق الحويني لرئاسة الجمهورية وإلى جمعة تشريعية ومليونية اسلامية وغيره من حديث عن بناء دولة إسلامية.. اقول لهم قفوا لحظة واحدة وانظروا كيف كان يتم انتقاء خلفاء المسلمين في أوج عزتها.. كانت رسائلهم وخطابتهم إلى الملوك تدرس.. وأخلاقهم وفهمهم على أرقى المستويات.. فكروا للحظة وتخيلوا مشهدا لشيخكم يقوم فيها بمفاوضات مع رئيس إحدى الدول.. إن دولة الإسلام قامت بإقامة العدل والعمل العمل العمل على الإصلاح.. فانظروا إلى كل مرشح ماذا قد أنجز في عمره غير الكلمات قبل أن نندفع بعاطفة لا تعاطف فيها..إن الوفود الإسلامية للدول كانت تُنتقى لا بالعلم وحده بل بحسن الإدارة والتصرف والسمت والقدرة على التأثير وقوة الحسم واتخاذ القرارات وإدارة المفاوضات.. والفهم ثم الفهم ثم الفهم.
.
وأقول إلى دكتور عصام شرف.. اشفق عليك بكل ذرة بداخلي.. تحمل حملاً ثقيلاً ومقيدة يداك.. ستمر الأزمة وسينسى البشر أنك تحملت حملا لا طائل لك من ورائه.. فلن تحصل نفعاً مالياً.. ولا معنوياً.. ولا بأي شكل من الأشكال.. اشفق عليك وأعلم أنه لا حاجة لك في منصب بتلك التعقيدات.. ولعلك تخفي في نفسك ما لا تستطيع التصريح به.. اتعجب من بعض افعالك واصبر على الأخرى واحترم أخلاقك.. وافتقد كثيرا لحسمك.. واشفق عليك دوماً
.
وسنختلف ونتفق.. ونحتار ونختار.. ونقيد ونتحرر.. ونعلو ويهبط.. ونخون ونأمل.. وننخدع وننتصر
ونمر كل يوم بتناقضات وتعقيدات بعد فساد استشري حقبة من بعد حقبة من بعد حقبة
وتندي اخلاقي وسلوكي اصاب أمتنا في عضد
لكني ساظل أحيا بروح الميدان وسأظل أرى نورا ساطعا في صباحي كل يوم.. وسألد طفلاً وطفلة ثورجية سأربيها كيف تكون النهضة وكيف يكون الارتقاء
وسأشهد كل يوم فناء روح خبيثة ملأى بالسواد والفساد تدوسها الأقدام..فياكلها الدود.. وتغيب يوما وراء آخر بين بقايا الرماد
مصر.. بلدي.. وطني.. أحبك وسأحيا من أجلك
*******
وامتدت أنامله تحيط باناملي في أمل.. حب.. وعزم
ووقفنا مع الجمع حولنا وأنشدنا جميعا في صوت هز الجدران.. وارتعشت له قلوبنا
اسلمى يا مصر إننى الفدا..ذى يدى إن مدت الدنيا يدا
أبدا لن تستكينى أبدا.. إننى أرجو مع اليوم غدا
ومعى قلبى وعزمى للجهاد.. ولقلبى أنت بعد الدين دين
لكى يا مصر السلامة.. وسلاما يا بلادى
إن رمى الدهر سهامه.. أتقيها بفؤادى
واسلمى في كل حين
ودمعت عينانا.. دمعة من تلك التي تغسل ما بالروح من ظلام

Monday, July 18, 2011

شطحات.. 6

سحرتني تلك الأزهار الغريبة وأنا طفلة.. كنت أطاردها بشغف، اطيل تأملي وانبهاري بها؛كأس أخضر.. وريقات حانية تحمل زهرة مجموع من زهيرات صغيرة ملونة كريش عصفورة.. مزروعة على جانبي الأسفلت في طرقات النادي.. تلقي عليه بظلالها علها تسلب منه تلك القسوة الظاهرة عليه.. وكنت أنا أعشقها.
كنت أتعمد المرور في كل المساحات الخضراء المزروعة.. رغم أن الطين كان يزعجني عندما يلوث حذائي خاصة لو كانت الحديقة مروية لكن عندما كنت أخطو فيه ويصل إلى أنفي رائحة الطين الأصيل البارد فتنتشي أحاسيس خضة بكر.. أما الأسفلت فكنت بحق أمقته.. صلباً ساخناً.. كثيراً ما أتعثر بعجلتي فوقه فاسقط سقطات قاسية لا أجد فيها حولي يد أبي أو أمي تنتشلني وتخفف عني.. وكان ينتهي بي الأمر دوما أن أذهب لأمي وهي تجلس في مقعد داخل الجانب المزروع لأريها جرحي المؤلم وشرابي الذي قطع من سقطتي فوق الغطاء القاسي.فكنت كلما سرت على الأسفلت أمد يدي وأفتح ذراعاي لتتلمس طول سيري مذاق تلك الزهرات الحانية على جانبي الطريق وأتابعها حتى تنسيني قسوة ما أخطو عليه وكنت عندما نمشي سويا لنغادر الحديقة للبيت.. أسير خلفهم جميعا.. أقطف تلك الزهرات الصغيرة من كل زهرة وأجمعها سريعا في يدي كومة ثمينة.. أبثها مما يفيض بداخلي.. وأقترب اقترب من أبي وأمي ثم أنثرهم في السمــاء لتسقط عليهما.. ملونة أبيض أحمر وأصفر.. كنت أشعر بسعادة بالغة.. يلهو الفرح في قلبي كأنني أقذف بالونات في الهواء.. أو اطلق سرب حمام أبيض طليقا في الأفق.. وكنت أتابع سقوط الأزهار عليهما.. أود حينها لو تنبت في كل مكان سقطت فيه زهرات وزهرات تمحو طريق الأسفلت.. أو حتى على الأقل تخفيه حتى إذا مر أحد بعدي وخطا محل خطواتي شغلته متابعة الزهيرات وبثته شيئاً من حنان.. طاقة حنان وحب وودت لو غمرت كل ما في الكون فتمحو بسحر تأثيرها ذلك الكساء القاسي الذي يقيد طريقنا في الحياة.. أو تمنحه قبسات من نور تنير الطريق ومرت السنون وغابت تلك الأزهار بعدما أصابت أعمال التحديثات النادي بأكمله..
وسرت أبحث اعواماً.. في كل حديقة وزرع في شغف عنها.. واليوم! وجدتها.. طريق مرزوع جانبيه بتلك الزهرات الحانية فامتدت يداي سريعا دون أن افكر لأقطفها.. لكني ترددت مليا.. نظرت إلى كفاي المفرودتان أ
فكر تراني ماذا أنثر على من حولي الآن؟
أمازلت اجمع أكوام ثمينة من حب وحنان ونور في كفي التي لا تزال صغيرة؟

أمازلت أترك طريق سيري منيراً لمن يمر بعدي؟
امازلت أملك تلك الطاقة من الحب والحنان والنور؟
ألا تزال شعلتها متقدة؟
وسرت في ذلك الطريق وروح طفلة اشتاقت لذر النور في كل زوايا الكون قد خرجت من مخبأها بعد غياب..
وكفاها مجتمعان.. مرةأخرى ...

مجرد شطحات عشتها هكذا.. دون تعقل.. دون رقابة

Saturday, March 26, 2011

طفلتي.. أفتقدك بوجع


أذكر جيداً تلك اللحظات وكأنها بالأمس.. امسك بيدي تلك الشريطة الخاصة بتحليل الحمل يظهر عليها خطين وأريها لزوجي في ذهول وأقول له باندهاش غريب: يعني إيه؟؟ وكلاً منا لايصدق
.
أذكر أني قضيت أياماً أحاول فيها التصديق أننا أصبحنا ثلاثة وأن روحاً تدب داخلي غير روحي وأن زوجي عندما يذهب للعمل لا أكون في المنزل وحدي بل ترافقني روحاً بداخلي
.
وعندما كنا نذهب كل شهر ونراها بالسونار كانت تنابني نوبة ضحك طفولية جدا كل مرة وتحاول الطبيبة بشتى الطرق تهدئتي لكي تكمل الكشف وأنا ارد عليها إن تلك مشكلة أن تنجب طفلة طفلة أخرى.. كنت حينها أنظر لزوجي أحاول الاستيعاب أن ما نراها تلك هي طفلتنا
تمنيت من الله كثيراً أن تكون بنتاً وكنت أشاكس زوجي طوال الوقت بأنه سيطير حتماً ما لم أطيره بعد من عقله بكل شطحاتنا المجنونة التي سيواجهها الآن لا من أنثى واحدة بل اثنتان.. وقدر الله أن يستجيب لدعوتي ويمنحنا إياها بنتاً ولكن كان القدر على أن تسبقنا للجنة
تنتانبني لحظات لا أدرك فيها إذا كنت حقا مستوعبة الحدث بالفعل أم إن
كرم الله الذي يغمرني به قد تغمدنا برداء من الصبر والرضا والثبات
.
قديما كنت أدعوها خطأ مني لعنة الفقد.. فقدي لكل من أحبهم بعمق حتى
وصلت لمرحلة ما آمنت أن تلك المشاعر المتدفقة داخلي هي نقمة لأن كانت تؤلمني في كل مرة ينتابني الفقد ويؤلمني الحنين وعشت فترة ما أتجنب أن يمس أحدهم ذا القلب ويقترب خوفا أن افقد وأتألم حتى قررت التحرر من ذاك القيد وألا أحرم نفسي من لحظة ذات شعور رائع بالحب خوفاً من غد لا أعلم متى قد يأتيني
واليوم أدرك أنها يوما لم تكن لعنة وإنما هكذا يكون الابتلاء.. الابتلاء هو ما يصيبنا في أضعف ما فينا.. ما يزلزل الكيان ويضعنا على المحك.. وعندها تكون اللحظة الحاسمة التي نختبر فيها بصدق كل ما أدعينا أننا نتحلى بها
هي لحظات الصبر وإما السخط
التسليم وإما الاعتراض
أن تتذكر الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
.
لازلت أتذكر تلك الخبطات الدقيقة لها وتلك النبضات التي أحسستها طيلة ستة أشهر.. وكل تلك التخيلات التي رسمتها لما سأعلمه لها.. وما سنتشارك فيه سويا
.
لعل أشد ما آلمني فقط أنها كانت هي الأضعف لدى الجميع.. اختار الكل حياتي على حياتها فكنت أنا الأهم لديهم والأغلى والأولى
لم يتردد أحدهم للحظات.. الكل استغرق في تفاصيل الحفاظ على وعلى صحتى وحياتي امام هذا الابتلاء وكنت أنا الوحيدة التي لا أصدق أن تلك الخبطات والنبضات بداخلي ستتوقف.. وتلك الروح ستغادرني بعد ساعات إذا استجبت لنصيحتهم ولحل الطب الوحيد أمام هذا الابتلاء
كان كل ما يهم الجميع مؤشراتي الحيوية وضغط دمي والحفاظ على أجهزة جسدي.. كنت أنا محل الاهتمام والقلق والخوف والدعوات كلها وتناسها الجميع
لكن الله يعلم أنها كانت بداخلي هي الأغلى والأهم والأولى وكل ما يصبرني على فراقها أنني أوقن أنها ستنعم في الجنة أكثر من أي نعيم وحب كنت قد أمنحها لها في كل الحياة
.
أكثر ما كان يواسيني أن الابتلاء كان قدراً تاما من الرحمن الرحيم لم تتدخل فيه يد بشر.. لم يخطأ أحد ولم يقصر أحد في شيء ولم يتهاون أحد.. بل هو قدر الله
وكان إنهاء الحمل في تلك اللحظات ايضاً هو الحل الوحيد.. وكان ذلك يعني إنهاء حياتها
و كما منحنا الله تلك الوديعة من غير حيلة لنا فيها.. قد اختار الوقت الذي يستردها فيه كما يشاء ربنا لنا ويقدر
.
قلت لنفسي مراراً أنني لن أكتب أياً من تلك الكلمات ولن افصح عنها.. لن أدع مساحة للحزن لينتشر منها ويزداد ساحتسب الأجر في صمت
لكنني وجدتني اليوم أفتقدها بشدة.. نعم قد أوحشتني جدا لدرجة أنني ندمت أنني لم أحاول أن أراها بعد ما نزعوها من داخلي
ووجدتني أستدعي أي كلمات لأتحدث عنها بأي طريقة
وها أنا ذا
أقاوم العبرات ولا أقوى..وبدأت الكتابة ولا أقوى على إنهائها
فقط نسألكم الدعاء لنا بأن يرزقنا برد الصبر والرضا
وأن يخلف علينا بذرية صالحة يرضى ربنا عنها ويجعلها قرة عين لنا
الحمد لله رب العالمين

الحمد لله رب العالمين
الأمر أمرك يا إلهي.. لست تُسال إن فعلت
وحل حكم القادر
يارب يا سند الضعاف
أتيت في ضعف المحب وفي شرود الحائر
أنا ليس لي حق عليك
أنا ليس لي حق عليك وإنما أمل الضعيف أمام عفو القادر
....
زوجي! اعتذر لك بشدة وكل من سيقرأ هذه التدوينة من أهلى واصدقائي وانا أعلم أن كلماتي ستخلف في قلبهم وجعاً.. لكنني بصدق كنت بحاجة لمواجهة الكلمات

Wednesday, February 2, 2011

ارجوكم.. لا ننسى

هل سننسى بعد وعود الذئاب التي أطلقوها أمس
أزمة الفقر والغلاء ورغيف العيش
أزمة الكهرباء والمياه ودول حوض النيل
أزمة غزة وموقفنا المشين
أزمة المصريين المغتربين في الخارج
أزمة البنزين والوقود والأنابيب
أزمة المرور والتكدس والاختناقات المرورية اليومية
أزمة الدويقة والعبارة وكل العشوائيات
أزمة خالد سعيد وسيد بلال وغيرهم آللاف
أزمة أكياس الدم الملوث والتهاب الكبد الوبائي والسرطان
أزمة الهواء الملوث والأمراض المستوطنة
أزمة القطن المصري اللي اختفى والقمح الذي تمنع زراعته
أزمة الفقر المدقع والمساعدات التي لا تكفي لسد احتياجات أسر كاملة تسكن غرفا لا آدمية
لا يطيق إنسان أن يتحمل البقاء فيها ساعة من سوء حالتها
أزمة المواصلات والطرق
والغاز الذي يهدى إلى إسرائيل
والرشاوى والفساد
وأزمة الإسكان والاحتكار
والحديد والأسمنت والأدوية المغشوشة
والشرطة المتجبرة ظلما وفحشا
ولا تنتهي القائمة
هل سننسى كل ذلك في يوم ونتهم أشرف من في هذه البلد ممن اعتصموا في ميدان التحرير لكي يعيدوا لنا كرامتنا بعد سنين امتهان وذلة
هل سننسى الشهداء والمصابين والمفقودين
هل سننسى الفزع والخوف والبلطجية والمساجين الذين تم الافراج عنهم
هل سننسى الخيانة العظمي للشرطة؟
هل سننسى كل ذلك ونتهم المعتصمين أنهم سبب في الخراب وتوقف الحياة وفي الفزع
أنا في حالة غضب وصدمة
لا أصدق ما أسمعه ممن حولي من الناس اللي بدأوا يقتنعوا فعلا بأنه يكفي فعلا ما ألقاه من وعود ذئاب
أنا كزوجة عشت اصعب لحظة في عمري عندما دخل زوجي أمام عيني مسجد رابعة العدوية يوم الجمعة ليشارك في المظاهرات بعد الصلاة وأنا أرى بعيني 9 عربات أمن مركزي في المنطقة ونظرت له وأنا لا أعرف ما قد يصيبه ولا مصير أي منا ولم أعرف عنه أية معلومات حتى عودته في الثانية من صباح اليوم التالي عاد سيراً على قدميه مصاب من قنبلة ألقيت علي رأسه وفي قدمه.. وتكررت المشاعر مع أخي
كان يعتصرني الألم والخوف عليه وأنا لا أعلم ما قد يخبأه القدر ويحمل من أخبار.. ولكنني كنت أذكر نفسي أنني قد اخترت أن أتزوج رجلا وعلي أن أتحمل كما يتحمل هو الشدة
كنت أذكر نفسي بأني سأفخر أمام ابنائي وأحكي لهم كيف شارك أبوهم الرجل في اسقاط هذا الظلم
لا يزال على جسد كل من خرج في هذه الاعتصامات من أجل الوطن علامة علي جسده ولحظات عاشها أهله لعله لا ينساها ابدا
إلى كل من نسى وعاد ليتحدث عن صاحب الضربة الأولى أقول له أنك تؤيد حاكم ظالم
ظالم ظالم ظالم
إلى كل من سينسى اقول له فقط تذكر أن دماء الشهداء في رقابنا جميعا إذا تهاونا
لن ننسى لأن كل أم شهيد ستظل تبكي محترق قلبها على ابنها أو زوجها الشهيد ولن يكفيها حتى دماء هذا الظالم مقابل الدماء الطاهرة لولدها
أرجوكم لا ننسى
ارجوكم لا ننسى