Friday, November 13, 2009

عنه وعنها أتحدث.. أرجوك لا


عندما يتعلق رجل بإمرأة..ينصب همه الأكبر على فهمها وفك غموضها وشفرات أحوالها.. وربما في كثير من الأحيان وضع حدود وإطر لشخصيتها.. لكنه يفاجأ بأنه كلما امسك بتلابيب إحدى حالتها تغيرت وتقلبت فيمل ويقف في منتصف الطريق لاهثاً..معلقاً قلبه بتلك الأنثى الرقيقة..مجهداً عقله ومتخوف من تقلباتها العجيبة.. ويتردد صوت بداخله..أنا تعبت
.
وعندما تنجذب أنظار المرأة لأحد الرجال..ينصب اهتمامها الأكبر على أن تتحول لتصبح أنثى لطيفة ناعمة وديعة حتى تستطيع أسر ذلك القلب وامتلاكه "للأبد" فلا يتجول بعيداً عنها ولا يلتفت عن حسنها وفتنتها.. لكنها تفاجأ به يزداد مللأ كلما ازدادت هي اقتراباً من تلك الصورة الملائكية..فتقف في منتصف الطريق ساهمة..يذوب قلبها في ذلك الفارس الساحر متشكك قلبها في حبه وإخلاصه لها..ويتردد صدي بداخلها..أنا تعبت
.
أرجوك لا تفهمني
يا رجلها الحنون! أقولها لك بكل ثقة:الأنثى تحتاجك أن تشعر بها لا أن تفهمها..فقط شاركها مشاعرها كيفما كانت..لا تضع لها أسوار وحدود فتحتار حينما تخترقها..هي لم تخلق ليكون لها أطر وتوضع تحت توصيفات محددة..بل خلقها الله لتصبح الساكنة المتحركة..العاقلة المتقلبة.. الحنون الحازمة..المنطقية الامنطقية..الباردة الحارة..خلقت هكذا لإنها يجب أن تصبح قادرة على تحمل كل الأدوار..وهو فرق جوهري بين الرجل والمرأة..المرأة قد تقوم بدور الرجل المعنوي في غيابه ولكن الرجل يصعب عليه القيام ببعض أدوار المرأة في غيابها..خلقها الله بالشكل الذي يضمن استقرار الأسرة ولتلين بسكونها حركتك.. ولتضخ بالدماء في تلك العلاقة وتكون قادرة على التأقلم مع كل الأوضاع التي قد تمر بها في الحياة..ه
.
المرأة لا تحتاج منك أيها المريخي فهم..لأن الفهم يتطلب منك توصيفات ثابتة وهي بفطرتها متقلبة خلقت من ضلع أعوج وكمال القوس اعوجاجه..بل تحتاج منك احساس بها، مشاطرتها تلك التقلبات والصبر عليها..وبالتالي كلما تزداد إمرأتك غموضاً وتقلباً..إزدد منها قربا واغداقاً عليها بالمشاعر..تجنب كل تلك المحاولات والنداءات الداخلية في عقلك المريخي لمنطقة أفعالها وقولبة شخصيتها..وأرفع شعاراً لك في الحياة "أحبك مثلماأنت..أحبك كيفما كنت" واستمتع بعودتها مرة أخرى لنقطة الاتزان سريعاً مملوء قلبها بالامتنان لوجودك معها..في الحياة كيفما هي
.
أرجوكي لا تتحولي
يا إمرأتي الفاتنة! قد اختارك رجلك كما أنت..فلم التحول الكبير؟؟ قد أعجب بك كما أنت..من قال إنه يهوى الحياة مع قطة لطيفة وديعة!! لو أرادك بهذا التحول لبحث عن غيرك..هو يريد أن يحيا الحياة مع إنسان مثله له صفات بعضها حلو وقليل من لمحاتها مر..إنك عندما تنزعين عنك صفات الإنسانية وسماتك التي اختارك في المقام الأول بها..فإنك تنزعين عنك أجزاءك واحدة تلو الأخرى..وعندئذ تتعجبين أن رجلك الحنون قد ابتعد عنك مللأ أو تعجباً
.
وإني لأجرؤ أن اقول ان تحولك لتلك القطة الوديعة يقلل اهتمام الرجل بك.. فقليل من المشاكسه يثير الرجل لأن يحاول فهمهك فيفشل كعادته..بعض الاستقلالية في أفكارك تثير داخله رغبات في التفوق وإظهار القوامة..بعض سماتك التي تختلف عنه تقوده إلى التركيز في كينونتك.. شخصيتك التي تحمل داخلها جوهر ثابت متزن قطعاً تثير أهتمامه أكثر من قطة وديعة تبدو ككائن هلامي قد يبدو مبهراً في البداية ولكنه سرعان ما يبعث على الملل لفراغه الداخلي
.
قطعاً لا أقصد ألا تحاولى إرضائه أو التشكل لرجلك على النحو الذي يحبه..ولا أعني التثبت بلمحات في الشخصية قد تتصادم في بعض لمحاتها مع رفيق العمر..فقد جعلك الله له سكنا وأنت له خير متاع الدنيا بصلاحك وإرضائه جزء من إرضاء الخالق..لكني قصدت الحفاظ على جوهرك الجميل الذي أحبك بسببه من التحول..كفي عن نزع شخصيتك عنك وخلع آرائك وافكارك أمام عتبة قلبه الواحدة تلو الآخرى حتى تصيرين بلا هوية..هو يحتاج إليك رفيقة فلتكوني أنت ذاتك..تتبدلين وتتشكلين على النحو الذي يدور في فلك شخصيتك وكينونتك..ه
.
لعل كلماتي هذه المرة لا تخاطب فئة عريضة..فلا تخاطب الرجل الذي يتزوج ليمحو حياة زوجته تماماً ويشكلها كما يرى هو وتلك الزوجة التي تستجيب لتلك التحول لتصبح قطة وديعة حسناء ذات ملامح هلامية..ولا تخاطب الذين ينظرون للزواج أنه علاقة روتينة وهي التطور الطبيعي للحياة دون التدبر عن معاني السكن والمودة ومشاركة الحياة..فهؤلاء لهم شأن آخر.. خارج حدود هذه التدوينة
.
The virtue of true love is not finding the perfect person, but loving the imperfect person perfectly.
.
.
لمتابعة بقية التدوينات ذات الصلة