Wednesday, August 27, 2008

فخ


سويعات ويظلنا رمضان إن شاء الله
ويكثر الحديث الآن حول الاستعداد لرمضان
وبالرغم من أهميته الشديدة إلا أني اري أننا قد نسقط في فخ أكبر من عدم الاستعداد الكافي لرمضان
.
فخ ما يلقيه الشيطان من أفكار وخواطر في هذه الأيام
فخ ما يقذفنا به من أحداث متسارعة
فخ ما يسلط علينا من البشر
فخ ذنب يبدو صغير يجعلنا نتعلق به
نعم
فخ اتباع خطوات الشيطان
.
الشيطان الذي سيحشد كل أسلحته لإفساد هذه اللحظات الاخيرة بالظبط كما يفعل بنا في أول أيام العيد
بل بعد آذان مغرب آخر يوم في رمضان
الشيطان سيسلط علينا هذه الأيام كل الأحداث التي قد تصيبنا بالغم او الحزن
سيجعلنا نفتعل خلافات مع أشخاص مقربين لنا من الاشيء
سيثير خواطرنا وأفكارانا ويشعلها بما يشغل عقولنا طوال رمضان ويبعدها عن الله
بل وقد يصيبنا بشعور وهمي من الوهن والضعف حتي نظن أننا لن نقدر علي شيء في رمضان
سيجعلنا نستصغر ذنب ونعتاده ليسرق من حسناتنا
كل هذا لغرض واحد
ليفسد علينا فرحتنا بقدوم رمضان
ليسلبنا استعدادنا
وندخل رمضان بأنفس مكسورة وعقول مثقلة بالهموم والخواطر
بهمة مستهلكة
وليشد طرف بكرة الخيط الذي سيتركها تكر طوال الشهر في غيابه
لتفسد علينا كل ما يمكن إفساده بأقصي شكل ممكن
ليسلبنا حلاوة الدعاء بهذا البال المشغول
ويسرق منا سجودنا وقيامنا بالأفكار المتناثرة
ويفسد علينا صفاء قلوبنا بالخلافات والمشاحنات
.
فلنحذر الشيطان قبل رمضان
فلنحذر الشيطان أن يلقي في قلوبنا غماً أو حزن
فلنحذر ألا يفسد فرحتنا بصلاة تراويح أول يوم بعدما يُعلن أن اليوم هو المتمم لشعبان وأن رمضان غداً
.
أيانا والسقوط في البئر أو الدخول في الكهف
فلنرفع رؤوسنا ونصمد ونظل علي وجه الأرض
نستمتع باقتراب رمضان
نحمد الله أن هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
اللهم بلغنا رمضان وتقبل منا رمضان
اللهم بلغنا رمضان وتقبل منا رمضان
اللهم بلغنا رمضان وتقبل منا رمضان
وجنبنا الشيطان وشركه
آمين

Monday, August 18, 2008

شطحات.. 4


ولو انضنيت وفنيت وعمري انفرط
مش عاوز ألجأ للحلول الوسط
وكمان شطط وجنون منيش عاوز
يا مين يقولي الصح فين والغلط ؟
عجبي
.
الحيرة عندي أرجوحة ترتفع وتنخفض.. للأمام وللخلف.. كنت كلما ركبت المراجيح اقفز منها وهي في قمة ارتفاعها.. لعلي اثبت لنفسي بقفزتي ووثبتي هذه إنني الاقوي من التردد والحيرة.. هو القرار الحاسم الذي سينهي اللعبة وقتما أقرر أنا.. لن أنتظر حتي تهدأ سرعتها وتقرر هي بي الوقوف.. لم أكن أدر حينها إن هذه الأفكار هي بداية تشكيل طريقة تفكيري التي ستقودني للميل لحل الأمور من جذورها ونزعها انتزاعاً..هرباً من الاستسلام لدوامة التردد والحيرة
.
يوماً ما كنت مشاركة في مسابقتين للسباحة والكاراتيه ضد نادي آخر.. وبمجرد وصولنا للنادي ورؤيتي للمراجيح تركت عائلتي وجريت بقوة نحوها.. وأخذت ارتفع بالارجوحة عالياً.. أحرك قدمي للأمام والخلف لتعلو وتعلو.. وعندما هممت بالقفز انزلقت وسقطت علي ظهري.. سقطة كادت تكسر بحق عظام جسدي كله.. رآني أحد اصدقاء أبي وأنا أطير في الهواء وأسقط.. جري وحملني وذهب بي لأهلي.. لم أقو بالطبع علي المشاركة ووبخني كلاً من المدربين بشدة.. يومها علمت انه لن يمكننا دوماً السيطرة علي الحيرة والتردد مهما كانت قدرتنا علي الحسم.. قوتنا او حتي قدرتنا علي تحمل المسئولية
.
منذ ذلك اليوم البعيد أدركت أنني قد اضطر للاستسلام احياناً لبعض الحيرة والتردد تجاه أمر ما.. وأن خيار القفز من الأرجوحة ليس هو الأسلم في بعض الأحيان.. كما إنه غير متاحاً في حالات أخري..وإن الانكسارات من الأخطاء هي ما تردنا إلي الله وإلي أنفسنا رداً جميلاً.. كالصنفرة التي تهذبنا وتهذب جاهليتنا الموروثة والمكتسبة
.
والآن كل ما تستبد بي الحيرة في أمر ما أقف لأتسائل.. هي هي دليل قوة أم دليل ضعف؟
هل هوالخوف من ارتكاب الأخطاء أو الاختيار الخاطيء فهي إذاً دليل علي القوة؟ .. القوة التي تدفع الانسان للمحاولة للسير علي الصراط المستقيم بقدر استطاعته بمجرد أن يجده.. أو لعلها نفسه التي تنشد المثالية؟ ..التي تؤرقه دوماً بين جنبيه عندما تبدأ تستشعر انها تحيد أو تجرفها أهوائها ونزواتها بعيداً عن شاطئ المثالية المنشودة التي لم تُكتب للبشر علي الأرض
.
أم هي في الاصل دليل ضعف؟! .. ضعف بشري يجعل الانسان ممزق الافكار ومشتت القرارات.. ضعف نتيجة خوفه من قدرته علي تحمل تبعات قراراته.. الضعف الذي هو في هذه الحالة الوجه الآخر لعملة الهروب والجبن البشري
.
وجدت معني الحيرة ذكر في القرآن مرة واحدة: "قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا قل ان هدى الله هو الهدى وامرنا لنسلم لرب العالمين".. وقتها تساءلت هل حيرته نابعة من ضعفه وعدم قدرته علي اتخاذ الطريق المستقيم وهدي الله رغم وضوحه.. أم نابعة من قوة ما دفينه في تردده وحيرته نحو الانقياد التام للشياطين بسهولةً.. لعله يحاول المقاومة ولكن همته ضعيفة.. أين هو الآن.. قابع في تلك المنطقة الرمادية حيران؟.. هل نصفه بالضعف أم بالقوة؟ .. بما تصفه أنت؟
.
والأن بعد أن توقفت عن القفز عن الأرجوحة وهي مرتفعة -رغم اشتياقي الشديد لذلك- أصبحت أري الحيرة نازع إنساني بحت.. لم ولن ينج منه أحد.. كلما تنازعني اقف واقول لنفسي.. لست معصومه من الاختيارات والقرارات الخاطئة التي لا شك ستصيبني بالانكسار.. لكن عزائي الوحيد أن هذه الانكسارات ستشكلني لأكون أنا كما أريد.. لا كما يريدني الآخرون
.
مجرد شطحات عشتها هكذا.. دون تعقل.. دون رقابة