Thursday, December 10, 2009

اجترار اللحظات


نعم يثيرني! بل لطالما أذهلني تلك الموهبة الخارقة التي هي آية للخالق في كونه.. هو يستمتع بطعامه تماماً ويخزنه ليستعيده وقت الحاجة إليه حيث بيئته من القسوة بمكان أنه يحتاج أن يتحمل تقلبات بيئته وظروف معيشته
.
هكذا شرحت لي أمي يوماً أنه
"يجتر"
كم أدهشني وقع تلك الكمة على مسامعي
بل وهي منذ ذاك الوقت تخصه وحده
لا نطلقها على أحد سواه
كما لو أنها خصصت له وحسب
ذاك الجمل
.
وتمري أيامي وهو وحده يجتر
حتى اكتشفت أن الإنسان ايضاً عليه أن يجتر
لكنه
.
اجترار اللحظات
أن يستمتع بكل لحظة جميلة تمر به بكل خلية من خلاياه
بكل جارحة له
يتشربها جيداً ويٌخضغ كل حواسه لها
يمتصها بمسام عقله وقلبه ووجدانه ويعمق وجودها بداخله
يصيح ويضحك ويشرق وجهه بها
لا يتركها تتسلل من بين يديه بسهولة
وتمر في غفلة من الزمن
لا يجعل لها حظاً ضيقا من ذاكرته
حتى لا تنطوي سريعا في بئر الذكريات
.
اجترار اللحظات
أن تجتر لحظات السعادة لتعيننا على لحظات الضيق وغربة النفس
عندما تجثم الأحمال على الروح والفكر ولا تجد لها متنفسا
عندما يصيبنا سهم أحزان وفقد
فنتذكر لحظة من سعادة ونشوة سرت في الأوصال
لحظة فرح تشرق في الذاكرة كالضحى
.
اجترار اللحظات
أن تجتر لحظات الإيمان لتخرجنا من الخواء والبعد
عندما يشدنا الطين إلى الأرض
تكبلنا الأهواء والشهوات والإدبار
فنتذكر لحظة تحررت فيها النفس وارتقت حتى بلغت السموات
لحظة ملأت القلب بنور الإله
قبسات رحمة ولمحات إيمان
عندها تلاشت الحياة وانطلقت الروح تلامس أبواب الجنان
.

اجترار اللحظات
أن نجتر لحظات الانتصار
لحظات النجاح والبريق
عندما يواجهنا على الدرب اخفاقات
وتبدو الآمال هزيلة عجاف
والأحلام تخبو امام الصعاب
فتنتذكر كيف كان يوماً طعم الأمنيات
كيف ارتشفنا لذة الانتصار
كيف كانت النفس تبرق من عذوبة النجاح
.
اجترار اللحظات
أن نجتر لحظات الأمان عندنا تعصف بنا الظنون والشاردات
عندما تصيب العقل حالة من الشلل المؤقت
ويصيب جدار الروح تصدعات
فنتذكر ضمة صدر حنون تزيل عنا كل عبء الأيام
نظرة حانية وكتف أرحنا عليه كل ما علق بنا
وعندئذ يغلفنا شعاع من أمان
.
اجترار اللحظات
أن نجتر لحظات الرضا واليقين
حتى إذا ما أصاب النفس شائبة سخط
وكادت أن تسقط في بئر الأوهام والظنون
وعلا صوت العقل على مجريات القدر
تذكرنا كيف تمضي تقديرات الاحوال
كيف تقضي يد الإله بين مقادير البشر
كيف يجهل العقل مسببات الخير
ومكنونات الخطر
.
هي كذلك وستظل
حياتنا مفعمة بكل أنواع اللحظات
تنتظرنا لنحياها
أن نعيشها بكل خلية فينا
نشبعها كل قطرة دم تجري في العروق
نجعلها تغزو دهاليز العقل
وتلمس شغاف هذا القلب
حتى إذا ما خبى شعاع نور بداخل الروح
تذكرنا هذه اللحظات
واقتبسنا منها ما يعيننا على تحمل
صحراء أيامنا

***
life is not measured by the breaths we take, but the moments that take our breath away

Friday, November 13, 2009

عنه وعنها أتحدث.. أرجوك لا


عندما يتعلق رجل بإمرأة..ينصب همه الأكبر على فهمها وفك غموضها وشفرات أحوالها.. وربما في كثير من الأحيان وضع حدود وإطر لشخصيتها.. لكنه يفاجأ بأنه كلما امسك بتلابيب إحدى حالتها تغيرت وتقلبت فيمل ويقف في منتصف الطريق لاهثاً..معلقاً قلبه بتلك الأنثى الرقيقة..مجهداً عقله ومتخوف من تقلباتها العجيبة.. ويتردد صوت بداخله..أنا تعبت
.
وعندما تنجذب أنظار المرأة لأحد الرجال..ينصب اهتمامها الأكبر على أن تتحول لتصبح أنثى لطيفة ناعمة وديعة حتى تستطيع أسر ذلك القلب وامتلاكه "للأبد" فلا يتجول بعيداً عنها ولا يلتفت عن حسنها وفتنتها.. لكنها تفاجأ به يزداد مللأ كلما ازدادت هي اقتراباً من تلك الصورة الملائكية..فتقف في منتصف الطريق ساهمة..يذوب قلبها في ذلك الفارس الساحر متشكك قلبها في حبه وإخلاصه لها..ويتردد صدي بداخلها..أنا تعبت
.
أرجوك لا تفهمني
يا رجلها الحنون! أقولها لك بكل ثقة:الأنثى تحتاجك أن تشعر بها لا أن تفهمها..فقط شاركها مشاعرها كيفما كانت..لا تضع لها أسوار وحدود فتحتار حينما تخترقها..هي لم تخلق ليكون لها أطر وتوضع تحت توصيفات محددة..بل خلقها الله لتصبح الساكنة المتحركة..العاقلة المتقلبة.. الحنون الحازمة..المنطقية الامنطقية..الباردة الحارة..خلقت هكذا لإنها يجب أن تصبح قادرة على تحمل كل الأدوار..وهو فرق جوهري بين الرجل والمرأة..المرأة قد تقوم بدور الرجل المعنوي في غيابه ولكن الرجل يصعب عليه القيام ببعض أدوار المرأة في غيابها..خلقها الله بالشكل الذي يضمن استقرار الأسرة ولتلين بسكونها حركتك.. ولتضخ بالدماء في تلك العلاقة وتكون قادرة على التأقلم مع كل الأوضاع التي قد تمر بها في الحياة..ه
.
المرأة لا تحتاج منك أيها المريخي فهم..لأن الفهم يتطلب منك توصيفات ثابتة وهي بفطرتها متقلبة خلقت من ضلع أعوج وكمال القوس اعوجاجه..بل تحتاج منك احساس بها، مشاطرتها تلك التقلبات والصبر عليها..وبالتالي كلما تزداد إمرأتك غموضاً وتقلباً..إزدد منها قربا واغداقاً عليها بالمشاعر..تجنب كل تلك المحاولات والنداءات الداخلية في عقلك المريخي لمنطقة أفعالها وقولبة شخصيتها..وأرفع شعاراً لك في الحياة "أحبك مثلماأنت..أحبك كيفما كنت" واستمتع بعودتها مرة أخرى لنقطة الاتزان سريعاً مملوء قلبها بالامتنان لوجودك معها..في الحياة كيفما هي
.
أرجوكي لا تتحولي
يا إمرأتي الفاتنة! قد اختارك رجلك كما أنت..فلم التحول الكبير؟؟ قد أعجب بك كما أنت..من قال إنه يهوى الحياة مع قطة لطيفة وديعة!! لو أرادك بهذا التحول لبحث عن غيرك..هو يريد أن يحيا الحياة مع إنسان مثله له صفات بعضها حلو وقليل من لمحاتها مر..إنك عندما تنزعين عنك صفات الإنسانية وسماتك التي اختارك في المقام الأول بها..فإنك تنزعين عنك أجزاءك واحدة تلو الأخرى..وعندئذ تتعجبين أن رجلك الحنون قد ابتعد عنك مللأ أو تعجباً
.
وإني لأجرؤ أن اقول ان تحولك لتلك القطة الوديعة يقلل اهتمام الرجل بك.. فقليل من المشاكسه يثير الرجل لأن يحاول فهمهك فيفشل كعادته..بعض الاستقلالية في أفكارك تثير داخله رغبات في التفوق وإظهار القوامة..بعض سماتك التي تختلف عنه تقوده إلى التركيز في كينونتك.. شخصيتك التي تحمل داخلها جوهر ثابت متزن قطعاً تثير أهتمامه أكثر من قطة وديعة تبدو ككائن هلامي قد يبدو مبهراً في البداية ولكنه سرعان ما يبعث على الملل لفراغه الداخلي
.
قطعاً لا أقصد ألا تحاولى إرضائه أو التشكل لرجلك على النحو الذي يحبه..ولا أعني التثبت بلمحات في الشخصية قد تتصادم في بعض لمحاتها مع رفيق العمر..فقد جعلك الله له سكنا وأنت له خير متاع الدنيا بصلاحك وإرضائه جزء من إرضاء الخالق..لكني قصدت الحفاظ على جوهرك الجميل الذي أحبك بسببه من التحول..كفي عن نزع شخصيتك عنك وخلع آرائك وافكارك أمام عتبة قلبه الواحدة تلو الآخرى حتى تصيرين بلا هوية..هو يحتاج إليك رفيقة فلتكوني أنت ذاتك..تتبدلين وتتشكلين على النحو الذي يدور في فلك شخصيتك وكينونتك..ه
.
لعل كلماتي هذه المرة لا تخاطب فئة عريضة..فلا تخاطب الرجل الذي يتزوج ليمحو حياة زوجته تماماً ويشكلها كما يرى هو وتلك الزوجة التي تستجيب لتلك التحول لتصبح قطة وديعة حسناء ذات ملامح هلامية..ولا تخاطب الذين ينظرون للزواج أنه علاقة روتينة وهي التطور الطبيعي للحياة دون التدبر عن معاني السكن والمودة ومشاركة الحياة..فهؤلاء لهم شأن آخر.. خارج حدود هذه التدوينة
.
The virtue of true love is not finding the perfect person, but loving the imperfect person perfectly.
.
.
لمتابعة بقية التدوينات ذات الصلة

Sunday, October 11, 2009

خواطر مبعثرة.. 2

خنوع
.

يجتاحني الآن غضب عارم
تغرقني الدماء حتي فمي
تخنق داخلي
صرخة حبيسة
يتساقطون
بينما عيني تدور في خواء
ويداي ترتعش بالبكاء
لا يقوى ضميري على الوقوف
شارداً هذه المرة
ليتني فقط

لم أكن بهذا
الخنوع
.
نفيت واستوطن الأغراب في بلدي
ودمروا كل أشيائي الحبيبات
_____

انسلاخ
.
تارة تغلبني وتارة أغلبها.. أيا رداء مسته نفحات نور لا لا تنسلخ عني الآن.. سيأخذ ربي بيدي حتماً.. صوت الآيات سيمحو الران عن قلبي وتجلوه مرة أخرى.. سيصل دعائي إلى ربي: "لا تتركني ونفسي فهى واهنة ضعيفة".. فيأخذ بناصيتي ويهديني للطريق.. سأعود بفضله سأعود.. وستهب رياح إيمان ندية تطرد كل ما يحتل ذلك القلب سوى حبه وحب فيه.. وتجلو عن فكرى كل شأن سوى رضاه
.
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
______

Saturday, September 26, 2009

بصمة وجدان*واصطنعتك لنفسي


قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ

وسكنت حلقته الذهبية التي تحمل اسمه بين أناملي

وحتى ألقاه في الجنة إن شاء الله

مصطفى * إيمان

بصمة وجدان * واصطنعتك لنفسي

الجمعة 25 سبتمبر 2009
.
.
جمعتنا دفعات القدر وتلاقينا لتفاجئنا مع كل خطوة دفعة أخرى

و جمعنا نسيج من أشخاص كثيرة نكتشف كل يوم أن القدر نسج علاقتنا معهم لتقود كلاً منا للآخر في ميعاد قدره الله

*****
اللهم بارك لنا وبارك علينا واجمع بيننا في خير
اللهم بارك لنا وبارك علينا واجمع بيننا في خير
اللهم بارك لنا وبارك علينا واجمع بيننا في خير

****
صفا
واصطفى
فهو
مصطفى

فالحمد لله رب العالمين

قد رضينا ياربي.. فلك الحمد حمداً كثيراً طيبا ملأ السموات والأرض وما بينهما وملأ كل شيء بعد
****
سوف يبقى الوجد فيما بيننا
طالما عشتَ وما عشتُ انا
نحن بالاخلاص نبنى بيتنا
وعليه قد كتبنا الموثقا

Tuesday, August 4, 2009

عنه وعنها أتحدث.. إنتماء

تستدعي فكرة وكلمة الزواج كثير من المشاعر والافكار
فهو: حب وحنان..عاطفة ودفء..شهوة وغريزة..سكينة ومودة..إطمئنان واستقرار
وهو:أسرة وعائلة..ذرية ومستقبل..أمل وإصلاح..رسالة واسثمار

وهو:مسئولية وسعي في الحياة..خلافات وعبأ..تأقلم وتحمل..أزمات وتقلبات


نعم.. الزواج هو مزيج وخليط من لحظات في جنة ساحرة تسلب العقل والقلب.. ولحظات نيران محرقة قد تحرق ايضاً العقل والقلب
لكني اتحدث هذه المرة عن معنى مختلف تماماً.. معنى مستقل بذاته.. معني كثيراً ما نستخدمه ونحن نتحدث عن الوطن وعن الأرض والجذور، لكنه في رأيي يصلح أن ينتسب لتلك العلاقة ليملأ فراغاً لا تملأه تلك المشاعر والأحاسيس السابقة

هو الإنتماء

هل اختيار شريك حياتك يستند لمعايير الانتماء؟.. تنظر لحياتك وما يملأها.. ذلك الخليط من عملك، دراستك، هواياتك، أنشطتك، أهدافك وأحلامك التي تسعى لتحقيقها.. وتسأل نفسك بصدق: هل ينتمى هذا الشريك إليها بشكل ما أو بآخر؟.. هل مغزولة خيوط تربط بينكما بقوة؟.. خيوط لا يهم أن تراها بقدر ما توقن وتعلم أنها موجودة

قطعاً لا اقصد المعنى الحرفي بأن يعمل نفس العمل أو تكون له نفس الهوايات والأنشطة.. بل لابد من بعض الاختلاف الذي يؤدي إلى ثراء وابداع وابتكار واضافات جميلة وجديدة في الحياة.. لكني اقصد الانتماء للروح.. الروح المحركة لكل هذه الامور المكونة لحياتك .. الانتماء للروح التي تسكن في كل الأفعال والأفكار.. فوقتها أينما اتجهت بك حياتك وتغيرت سيتجه معك.. لإن انتماءه للروح لا للأشياء

أن تنتمي.. "نماء" أن تشعران أنكما كالحبة التي تنمو في داخل الآخر.. فروحك يكتمل نضجها وحياة كل منكما تتشكل وتنمو بداخل الآخر.. أن قد بدأت الحياة وظهرت الأحلام والأهداف على جنبات الطريق تنتظر التحقيق.. أنه أصبح من الممتع تخطي عقبات الحياة.. أن قد اشتدت الرغبة الشديدة في الارتقاء وأن تكون أفضل إنسان يمكنك أن تكونه من أجل الآخر.. الذي تنتمي إليه

أن تنتمي .. ألا تجد نفسك مضطراً لشرح ما تقول..لا تحتاج إلى كثير من التفسيرات وإزالة اللبس.. بل لا تحتاج إلى تبيرير ذاتك ولا ردود أفعالك ولا افكارك.. فعقل كل منكما يستوعب نفس الأفكار وينظر في نفس الاتجاه.. يري الأمور بنفس النظرة الإيجابية أو السلبية.. بل وقد تنطقان كثير من الكلمات سوياً.. فالروح التي تحمل الافكار تنساب بينكما من عقل أحدكما إلى الآخر دون حواجز زجاجية أو معوقات نفسية

أن تنتمي.. أن تجد الروح تسعى لكشف كل ما بداخلها أمام الآخر.. تريد أن يعيش كل تفصيلات حياتك قبله وألا تمر عليه لحظة دون أن يشاركك فيها.. تكشف أمامه نقاط الضعف قبل القوه كما لو كنت تعطيه مفاتيح روحك.. لا تبالي كثيراً بالحفاظ على صورة ما براقة أو جذابة.. فأنت تعلم أن جزءاً ما منك يحيا بداخله لا تستطيع أن تحيا دونه

أن تنتمي.. أن تلتقط دون مبرر أو أسباب موجات وذبذبات شريكك.. تعلم متى يحس بالفرح ومتى يلم به أمر ما .. تستشعره جيداً قبل أن ينطق.. يصبح لكما ذلك المزاج المشترك الذي تتقاسمانه وتحافظان عليه كوليد غالي .. لم يعد أحدكما يعيش في قوقعة معزولاً عن الآخر.. بل يشاركهه الآخر أقل تقلباته المزاجية

أن تنتمي.. أن تبدأ في اكتشاف كل الموجودات حولك مرة أخرى.. تتأمل ما غاب عنك من نفسك.. من ذاتك.. تتراءى أمامك أحلامك متجسدة قابلة للتحقيق.. تستكشف في نفسك ما لم تكن تعلمه أو تتخيل وجوده.. وترى الكون والمخلوقات والأحداث بنظرة شاملة.. تكتشف في نفسك قوى ما كانت مدفونة وتصقل مهاراتك المخبوءة.. تكون مشحوناً بطاقة هائلة للتقدم والتحرك وتحقيق الأحلام

أن تنتمي.. أن تؤمن.. أن سواه/سواها.. ليس هناك من أحد

ولعل كلماتي قد تشبه أوصاف حالة الحب.. لكن في رأيي كل انتماء يحمل بداخله حب.. ولكن هناك كثيراً من أشكال الحب لا تحمل معها شعور الانتماء..فالحب فعل للقلب لا يتدخل فيه الإنسان.. الحب قد يتكرر ويحدث أكثر من مرة، ولكن الإنتماء من الصعب أن يتكرر.. والحب قد يقود البعض إلى حالة من سكر العقل والبصيرة فيدفع أحياناً لأفعال سلبية وبعض ردود الفعل غير الصحيحة والخاطئة..أما الإنتماء فهو ينير الظلمات في دهاليز العقل والقلب ليضفي دوماً شعوراً إيجابياً وحالة من القوة والوعي.. يعلو بالإنسان في نضوج ورقي مستمر
.
فلا تلهث في تلك الحياة بحثاُ عن الحب الغامر الذي يسحرك.. ولكن ابحث عن "هي" التي تنتمي إلى عالمك.. ولتبحثى عن "هو" الذي ينتمي إلى عالمك.. وسيقودك الإنتماء لا مفر إلى أنهار من الحب العميق
****

لمتابعة بقية التدوينات ذات الصلة

Monday, July 27, 2009

عهود.. مع الله

*عهود حياة*

يارب انجح.. يارب نجحني.. يارب والله هبقى مسلم صالح وهطيعك.. يارب نجحني يارب ومش هعمل معاصي تاني
يارب أجيب مجموع كبير علشان أبقى قدوة للمسلمين.. وأنفع الإسلام بعلمي

هكذا كان عهده يوماً مع الله

*
يارب ارزقني زوجة صالحة.. يارب أنا بجاهد وبقاوم.. يارب الفتن كثيرة وأنا تعبت والله مش عايز أعصيك.. يارب عايز أكون طائع ليك.. يارب حصني وارزقني زوجة صالحة تساعدني على الطاعة وتعصمني بها من الفتن.. يارب زوجني وأنا ساغض بصري ما حييت وسأتفرغ لطاعتك.. ولن أنشغل عن الدعوة إلى دينك
هكذا كان عهده يوماً مع الله

*
يارب ارزقني زوج صالح.. يارب آنس وحدتي يارب فرج كربتي يارب اجعل لي رفيقاً صالحاً كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً.. يارب الفتن كثرت يارب وأنا محتاجة رفيق لحياتي.. يارب ارزقني زوج ندخل سوياً الجنة وأنا هعينه على الطاعة ومش هنعمل اي شيء يعصيك.. يارب هنسعى احنا الاثنين لرضاك ونبني بيت مسلم.. ..ه
هكذا كان عهدها يوماً مع الله

*
يارب ارزقني ذرية صالحة.. رب لا تذرني فرداً.. يارب انا نفسي في ولد صالح والله ياربي هأربيه تربية إسلامية كما ترضى.. هعلمه القرآن وأجعله طائع لك.. يارب ارزقني بطفل وأنا يارب ساعبدك ليل نهار..ه
هكذا كان عهدما يوماً مع الله

*
يارب وسع رزقي وساعدني الاقي شغل .. يارب أنا هبذل كل ما في جهدي وأثبتلهم إني مسلم مجتهد وأمين.. يارب وهطلع صدقات من مرتبي وسأعين على الخير.. يارب ساعدني ما تسبنيش يارب وأنا سأعبدك يارب وسأكون قدوة لمن حولي
هكذا كان عهده يوماً مع الله

*
يارب اشفي والداي وأنا مش هزعلهم تاني ابداً.. هساعدهم وأبرهم ومش هرفضلهم طلب.. يارب اشفيهم يارب وارزقهم صحة في عمر..ه
عهد مع الله

*
يارب أغفر لي الذنب يارب.. أنا أذنبت أنا أخطأت.. يارب انا مش هعمل كده تاني هغض بصري ولن أنظر للحرام تاني ابداً.. والله لن أدخل على تلك المواقع تاني.. يارب الشيطان غلبني.. يارب اعصمني واغفر لي أنا ضعيف أوي.. أنا تبت ومش هعمل كده تاني..ه
عهد مع الله

*
يارب اسافر عمرة .. يارب ارزقني حج وعمرة ارجع بعدها نظيف من الذنوب اعبدك وابدأ من جديد..ه
عهد مع الله

*

يارب بلغني رمضان.. وسأعبدك كما لم أعبدك من قبل.. هصلي قيام وتهجد واختم مرات كثيرة.. ومش هغتاب وهصلي سنن ونوافل
عهد مع الله



فأين نحن من عهودنا؟؟


عهد يليه عهد يليه آخر في سلسلة الحياة.. لكنها ليست كأية عهود.. فتلك الكلمات كتبت عهوداً موثقة مع الله
لعلها الدائرة التي نسير فيها كلما ضاقت بنا ضائقة.. سقطنا في ذنب.. أحتجنا عونه ومدده.. اغلقت كل السبل في وجوهنا.. غلبنا الشيطان وهوى النفس.. سمعنا موعظة أو تذكرة باليوم الآخر.. ضاق علينا الرزق.. مرض لنا حبيب أو صديق.. ألحت علينا شهوة ما أو هوى.. تذكرنا الحساب والقبر واللحد.. سمعنا عن موت قريب.. فنهرع إليه وندعوه ونتبتل وما أجمله هذا الانكسار


ولكن مهلاً


هي عهود بالفعل أجمل ما تكون .. بل وكانت صادقة تماماً حينئذٍ.. ولكن هل صدقنا نحن فيها؟؟

هل نصدق الله عهده؟.. هل نوفي بعدنا كما أوفى الله بعهده؟
أم نحن في ظاهر الأمر عباد طائعون .. وصفتنا عنده: نقض عهده مع الله.. نعوذ بك ياالله أن تكتبنا من هؤلاء


ولعل من أسباب نقض العهد

التراخي: أن الإنسان يبدأ قوياً قادراً لى التنفيذ ثم تتكالب عليه الدنيا وتتراكم على قلبه الهفوات فيبتعد ترديجياً ويكون أضعف من المقاومة والاستمرار.. فتقل همته ويقل زاده في الطريق و.. يقف


فالأمر حينئذ يتطلب دعاء لله بأن يعيننا على طاعته ويعننا على حفظ العهد بيننا وبينه.. وذكر بالليل والنهار ليزكي الهمم وينظف آثار المعاصي ونكتات المعاصي والذنوب والخطرات السوداء


ونسيان العهد: بأن ننسى بعد تغير الحال ما كان.. وننسى ما عاهدنا عليه الله
واعتقد أن السبيل للخروج من هذا المأزق تعظيم شعائر الله وكل ما هو لله.. فعهد الله مقامه في القلب لا كأي عهد
فكلمة مع الله عظيمة.. ونقضها ينبغي أن يكون له وقع شيء أثم بغيض على النفس


انظر لحالك الآن في هذه اللحظة..ربما يحتاج القلب لوقفة بين يدي الله
يقرأ فيها ويتأمل ويعيد عبادة التفكر.. التفكر في آيات العهد مع الله
تلك الكلمة التي ذكرت 45 مرة في القرآن.. تارة عن عهود المؤمنين وأخرى عن عهود المنافقين وقطعاً اليهود

أقبل شعبان.. الشهر الذي ترفع فيه الأعمال.. لعلنا نحتاج لوقفة مع النفس.. نتذكر أحاديثنا وعهونا مع الله ونتأمل أين نحن من: والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون


وترن في أذني كلمة أمي لي وأنا طفلة: "أسوأ صفات اليهود هي نقض العهد.. كانوا كلما عاهدوا عهداً نقضوه.. أما المسلم يا إيمان فيوفي بعهده ووعده".. فانظر لحالي واستغرق في صمت حتماً يعني الكثير
.
.
وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
.
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا

Wednesday, July 1, 2009

بالأمس.. سقط سهواً

بالأمس سقط مني سهواً أن أقف في شرفة غرفتي وأطيل التأمل في السماء لأستمتع بجمال نجمة لامعة.. أراها تلمع فضية تتوسط سماء مظلمة.. تقذف في قلبي قبساً إلهياً "ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين" فيتردد داخلي "ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك".. ينعكس ضوئها على عيني فاتذكر ما أنعم الله به علي فأحس به رؤوف ودود كريم.. تمر نسمة رقيقة عليها ثم على فينعشني رائحة مسك دافئة وخليط زهور وردية.. اسمع وشوشة النسيم يداعبني خلف أذني بأنه *هو* في مكان ما يتذكرني وأمر بخاطره الآن بل ولعله يتأمل نجمة الآن مثلي.. أتابعها بعيني طويلاً فيخشع عقلي عندما أتذكر ان ما أراه منها إنما هو ضوء لنجمة كانت هنا منذ آلاف سنين طوال سافر سنوات ليصلني الآن ولعها انتهت الآن.. وأتذكر: "يا نجمة كل ما ضيها يلمس حجر يعلى ويتحول قمرفأتخيل ضوئها يحيل كل الحجارة ورمال الكون لنجمات صغيرة وليدة تعلو لتزين السماء.. أغمض عيني لاحاول الاحتفاظ بصدى تلك النجمة في داخلي لكي لا تهرب مني غداً عندما يغشاها ضوء النهار باكراً.. أفتش في دهاليز ذاكرتي لأستحضر آخر مرة تشبهت فيها بتلك النجمة البعيدة.. لعبت دورها لسائر وحيد في طريق مظلم وعر وآنست وحشته أخذت بيده في الطريق

نعم!! ربما سقط مني سهواً أن أفعل ذلك بالأمس.. ولكني -الحمد لله- مازلت أمتلك اليوم لأتأمل سماء ليله الساحر.. ولأتشبه بنجمة لامعه هذا المساء
..
.
If I could reach up and hold a star for every time you've made me smile, the entire evening sky would be in the palm of my hand

Saturday, June 20, 2009

إشارات حياة


بداخلي وبداخلك إشارات
حولي وحولك إشارات
هي أشبه بمحطات على الطريق.. وقفات
إشارات حياة ملونة.. خضراء وحمراء
.

إشارة حمراء..ان قف وتأمل أين أنت من الطريق..لمَ لم تعد تراه عيان أمامك.. كم حدت عنه وبعدت
.
وإشارة خضراء..أن طريقك واضحاً نصب عينيك.. وعينك لا تزال تنظر لهدفك الاسمى القابع هناك بين النجمات
.
إشارة حمراء..ان انتبه بريقك يخبو وينطفى.. مصباح قلبك يكاد ينطفيء
.
وإشارة خضراء..أن بريقك يضوى في الافاق يأخذ بأيدي الحائرين.. وينور لهم بصيص بين تلك الظلمات الحالكة
.
إشارة حمراء..أن لا تجعلها نصب عينيك.. فمن تملكها خسر، من تعلق بها وتركها تتملك من قلبه طبقت على أنفاسه وأجهزت على روحه
.
وإشارة خضراء..أنك قد اقتربت من يوم الحصاد، يوم ستجني ثمرة كل شقاء وكل جهد بذلته في ذات الحياة
.
إشارة حمراء..أن من حولك يسيرون وأنت وحدك تقف.. تخلفت عن الجميع فصرت وحيداً
.
وإشارة خضراء..أنك في المقدمة فلا تنظر خلفك.. توكل عليه وإياك أن تتوقف الآن
.
ربما!! يكون حقاً بداخلنا إشارت حياة.. ملونة بألوان زاهية وأخرى منذرة
.
ربما!! يدرك بعضنا تلك الإشارات ويتأملها وربما لا يعبأ لها البعض ولا تثيره تلك الإشارات.. وما بين
.
خمول وحركة
نجاحات واخفاقات
هبوط وصعود
رقي وانحدا
.
ربما!! يكون من الذكاء أن لا نقف كثيراً نتأمل تلك الإشارات .. أن نضيع الوقت في انتظارها لتتبدل لتشير لنا أين نحن من الطريق.. فمن يدري فلعل ألوان إشارتنا معطلة.. ونحن نقف أمامها ننتظر أن يتحول لونها من أجلنا وهو في الحقيقة لن يتغير ولو بعد حين
.
ربما!! عندئذ يكون كل الحكمة وجم الذكاء أن نبدأ العمل ونسعى طول الوقت بلا ملل لتصبح إشارتتنا دوماً خضراء.. أياً كان لونها في الحقيقة الآن
.
.
Do not wait to strike till the iron is hot; but make it hot by striking
(William Butler)
.
يأتي الامداد على قدر الإستعداد
(بن عطاء الله السكندري)

Wednesday, June 10, 2009

اعترافات عقل.. 2


عدت مرة أخرى إليك.. مر وقت طويل على اعترافاتي.. لاداعي أن تدعي الذكاء إنها فقط مشاغل الحياة التي جعلتني أتغيب.. ولكن لماذا تسألني عن غيابي!.. لا تنسى اتفاقتنا السابقة: أنت تسمعني حتى أنتهي تماماً وأخرج كل ما في جعبتي ثم أرحل مغادرة.. وعليك أن تلزم الصمت المطبق، ألا تتلفظ بنبس شفة عما سمعت مني .. أن تتركني أحافظ على الأنا البراقة التي تعبت في تشكيلها لتكون مبهرة للجميع .. أن تنكر قطعاً معرفتك بهذا الجزء المخبوء في نقوش محارتي

دعنا من تلك المقدمات المستهلكة والكلمات الموزونة، الأمر بحق خطير هذه المرة، إنهم يتبدلون.. يتبدلوووون..تسقط حواجز وأغشية من أمام عيني.. رباااااه أم لعلها تتكون.. لا أدري.. صدقني صرت لا أعقل شيئاً، ما أعلمه يقيناً أن ما حولي من موجودات تتغير، تتبدل بشكل خطير وتتشكل مرة أخرى بشكل ينذر بأمر جد.. أنا لم أخطط لذلك.. ولم نتفق على هذا منذ البداية.. ومع ذلك فإنهم يتبدلون.. يتشكلون

حسناً سأضطر أن أشرح لك.. ليتك كنت فقط أكثر ذكاءاً؟؟

انصت!.. انصت جيداً معي.. أتسمع صدى تلك الحروف، لم يعد ابداً كالسابق.. انطق هكذا حرف الميم.. بم تشعر؟؟ جرب الحاء الآن.. عشت دهراً تتساوي عندي الميم والظاء، الحاء والراء، من قال أن الباء قد تختلف عن القاف.. لكنني أؤكد لك انها اختلفت الآن.. بعض الحروف يهوي عند نطقها قلبي الآن.. تخفق لها الروح بين جنباتي وأظل ابحث عن تلك الروح المسروقة.. كم عشت عمراً طويلاً ساذجة أصدق أن الأبجدية ثمانية وعشرون حرفاً فكيف يعقل أن أختزلت الآن في بضعة حروف.. لم يقل لي أحدهم ابداً أن حروف الأبجدية قد تتبدل وتتلون بهذا الشكل.. قد تملؤها فراشات ملونة وضى القمر.. قد تفوح منها رائحة مسكى الابيض المفضل وزنبق فضي.. كنت قديماً أنعتها بالصماء، حروف جرداء تموت حين تقال، أما الآن فهي حروف تتبدل لتترك عزفاً سماوياً الألحان يتردد صداه في.. وجداني
.
دعك.. دعك من السماع
فلتنظر.. افتح عينيك وتأمل حولك تلك الأماكن: أوقن أن مساً ما أصابها هى الأخرى.. تتبدل هي الأخرى..لكم مررت بتلك البنايات الحجرية ولم تعن لي يوماً أي شيء مختلف، نفس الحوائط ونفس الشوراع.. أيعقل ان تتبدل أمام خلايا عيني ليصبح لها ذاك الوقع الغريب في النفس.. كما لو أن رباطاً غليظاً يشدني مربوط في أعماق الروح.. قل لي بربك من أنطق تلك الأماكن بالحنين؟.. من نثر فيها ذاك الدفء والأمان، وذكريات لا تزال بعد في طي التكوين.. ما هذا الطيف النوراني الغريب الذي يضيء في حنايا المكان

لكم يقلقني صمتك المريب هذا.. إذن فلتستعد للضربة القاصمة.. حزر من يتبدل ايضاً
إنها الساعات، الأيام والدقائق، عندما تدق يدق معها أشياء أخرى بداخلي.. من قال أن دقات العاشرة قد تجعلك تحلق للسماء وأن دقات الثانية عشر قد تغرق عينك في العبرات.. قل لي بربك من ذا الذي تجرأ وأخذ يعبث بساعاتي ودقائقي وأيامي وشهوري.. لكم بدت لي حمقاء تلك الأميرة وهي تستجيب لدقات الثانية عشرة.. وماذا لو انتظرت للواحدة، وماذا لو لم تعد للبيت أصلاً..وهل تختلف الساعات!!.. لم أكن لأهتم بأمر الأوقات، فكيف يصير معنى للثواني والساعات

لا تتركني هكذا أجمح في جنون.. ينبغي ان تصدقني، كيف لا تسمع ما اسمع؟ لا ترى ما أرى؟؟.. ألا تشعر بما أشعر!!.. أقول لك أنهم يتبدلون.. وإني حاولت الفرار..الهرب بعيداً بعيداً
ولكن أين أذهب.. وقد سدت أمامي كل الثغرات والمنافذ
بل والأعجب أن كل الدروب تفضي إليه لا مفر
لا مفر
ـــــــ

قفي ، أين تمضين ؟ فيم اندفاعك
من ذا ترين بأفق الشرود
وما هذه ؟
رجفة في كيانك ممّا تشدّ عليه القيود
تمرّد روحك في سجنه
يريد يحطّم تلك السدود
ليسمو طليقاً خفيف الجناح
وراء الزمان ، وراء الحدود

(الأبيات لمحمود درويش - هروب)

Saturday, May 23, 2009

كمثل الأرض والنبت ..

إمممممم
.
.
حسناً
.
.
إنه
.
.
كان
.
.
الأربعاء
.
.
و
.
.
تلاقينا
.
.
تعرفونه
.
.
و
.
.
تعرفونني
.
.
ثم
.
.
إممممم
.
.
قد حدث
.
.
صفا
.
.
اصطفى
.
.
فهو
.
.
* ----- *
.
.
ثم
.
.
* قرأوا الفاتحه *
.
.
تراه ماذا عساه يحدث عندما تلتقى
بصمته ونفسي
لعله حينئذ يملأ الوجدان
صفو وإيمان

..
أسألكم الدعاء لنا
بالخير
والبركة
والرضا
والسكينة
والفرح
والصفو
والإيمان
:D
----------
يوم نموت سيمحو النسيم الرقيق
اثار اقدامنا علي الرمال
بعدما يفني النسيم تري من يخبر الابدية
اننا مشينا هاهنا
مرة في فجر الزمان

Tuesday, May 5, 2009

كلمات ليست كالكلمات..1


ما دام الاجل باقياً كان الرزق آتياً

فرغ خاطرك للهم بما أمرت به، ولا تشغله بما ضمن لك. فإن الرزق والاجل قرينان مضمونان. فما دام الأجل باقياً كان الرزق آتياً. وإذا سد عليك بحكمته طريقاً من طرقه فتح لك برحمته طريقاً انفع لك منه

فتأمل حال الجنين يأتيه غذاؤه وهو الدم من طريق واحد وهو السرة، فلما خرج من بطن الام، وانقطعت تلك الطريق فتح لك طريقين اثنين، واجرى له فيهما رزقاً اطيب وألذ من الأول، لبناً خالصاً سائغاً، فإذا تمت مدة الرضاع وانقطعت الطريقان بالفطام فتح لك طرقاً أربعة أكمل منها: طعامان وشرابان، فالطعامان من الحيوان والنبات والشرابان من المياه والألبان وما يضاف إليهما من المنافع والملاذ. فإذا مات انقطعت عنه هذه الطرق الأربعة لكنه سبحانه فتح له - إن كان سعيداً- طرقاً ثمانية، وهي ابواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء.


فهكذا الرب سبحانه لا يمنع عبده المؤمن شيئاً من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وانفع له، وليس ذلك لغير المؤمن، فإنه يمنعه الحظ الأدنى الخسيس ولا يرضى له به، ليعطيه الحظ الأعلى النفيس.

والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئاً وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان علياً، ولو انصف العبد ربه - وانى له بذلك- لعلم ان فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك.


فما منعه إلا ليعطيه.. ولا ابتلاه إلا ليعافيه.. ولا امتحنه إلا ليصافيه.. ولا أماته إلا ليحييه.. ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه، وليسلك الطريق الموصله إليه

(من "الفوائد" - ابن القيم)

-.

كلمات حفرت أثراً بداخلي.. وتمر بي الايام لأعود فأجدها -عجباً- صادقة.. خلافاً لأغلب الكلمات الاخرى التي قد يسطرها بشر

Thursday, April 23, 2009

فقط لالتقاط الصور

أمسك يدها بإحكام ووضع فيها تلك الحلقة الذهبية ثم أحكم إغلاق قفل الحلية في يديها وألبسها القلادة وبقية الحلى.. فتح راحة يديه لتضع يديها فيها ولكنها أبت على إستحياء ووضعت يديها بمحازة يده لالتقاط صور لتلك اللحظة الجميلة.. فامتدت يديه وأمسكت بيديها لفترة طويلة لالتقاط الصور..
.
وقفا لالتقاط صور مع الأقارب.. فوضع يديه على كتفيها وجذبها نحوه في وضوح وهى تقف يداها بجوارها في إحراج.. وتبدلت وجوه كثيرة حولهما ويداها تقبع بجوارها ويديه على كتفيها.. ووالدها وأخاها يتقبلون التهنئة.. ويلتقطون الصور
.
هدأت الأصوات قليلاً وبدأت أحاديث مختلفة بين الحضور.. وهو يصر في كل مرة أن يضع يده على مرفقيها أو كتفيها وهو يحدثهاأو عند التقاط الصور
.
لماذا صمم أن يضايقها بتلك التصرفات وهو يعلم يقيناً إنها ستشعر بالضيق منها؟

لماذا بدت حركاته ولمساته فجة مفتعلة ولم تبدو تلقائية أو رقيقة و حنونة؟

هل أشعرته تلك اللمسات المسروقة برجولته ولهذا تعمد إظهارها أمام الجميع؟

هل أشبعته هذه اللمسات أم إنها أشبعت رغبة الإمتلاك والسيطرة؟

لماذا سكتت وألجمت لسانها عن أن تصرح له أن ذلك "حرام" وهي لا ترضاه؟

لماذا لم تبعد يده عن كتفيها وتشرح له أن الأتقى أن يصبرا حتى يكتب الله أن تكون كلها له وليس فقط كتفاها ويديها؟
لماذا وقف أبوها وأخوها صامتون يشاهدون ما يحدث ويتقبلون تهنئة الحاضرين؟

لماذا بدا للجميع الأمر عادياً وأن ذلك طبيعة الشباب؟

لماذا تركت بداية الخيط ينفلت أمام عينيها في سكوت؟

لماذا وقفتٌ أنا أتأمل كل هذا في صمت أحترق من داخلى ضيقاً على صديقتي التي تدرك تبعات ما يحدث وإن طالما هذه هي البداية فتصرفات الأيام القادمة معروفة ومتوقعة؟

لماذا أصبح من السهل أن نتخلى عن معتقداتنا وما نؤمن به عند أول إحتكاك حقيقي في الحياة؟

لماذا يتأصل لدي شعور الغربة كثيراً هذه الأيام؟

لماذا صرت أشعر بالخوف والقلق والحيرة على نفسي كلما حضرت أي مناسبة أو احتفال؟
.
وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون وكان ربك بصيرا
(الفرقان: 20)
.
يا رب
أسألك ثباتاً على الحق
فكلنا بشر

Sunday, April 19, 2009

هل البلد في حاجة إلينا؟؟؟

هذه التدوينة هى صدى لسلسلة تدوينات بدأها فهد في مدونة بصمة وجدان تتناول عملية تحليل لحركة التدوين، آثارها وكيفية تحقيق أقصى إستفادة منها.. أدعوكم التجاوب معها والمشاركة بتدوينة عنها
جزاه الله خير الجزاء عن هذا الجهد
------------
دعني أبدأ من عنوان تديونتك وهو هل البلد في حاجة إلينا؟؟
إني جاعل في الأرض خليفة.. إذن فنحن خلفاء الله في الأرض .. والأرض بشكل عام يعلوها الفساد وبلدنا بشكل خاص تغرق في الفساد.. نحن في مرحلة نحتاج فيها إلى كل ذرة جهد وطاقة.. وأعتقد أننا لا نبالغ إن قلنا إن عملية الإصلاح أصبحت فرض عين وليست فرض كفاية..قد وصلنا للمرحلة التي سيُسأل كلُ منا عما فعله في الإصلاح
.
كيف تري تلك الطفرة في عالم التدوين قبل خمس سنوات والان؟
بدأت التدوين منذ سنتان تقريباً وبالتالي تنقصني المعلومات الكافية لعقد مقارنة سليمة.. ولكن دعني أجيب على السؤال من جانب آخر وهو منذ خمس سنوات كيف كان يتم التعامل مع الافكار بعيداً عن التدوين وبعده..وأعتقد أن منذ خمس سنوات كان البديل الأكثر شعبية هو المنتديات والتي تختلف عن التدوين في وجود بعض القيود والرقابة من جهة المشرفين علاوة على فرض حظر احياناً للتطرق في أمور سياسية منعاً للمشاكل .. وجاء التدوين ليسمح بحرية مطلقة دون رقابة لا على الأفكار ولا على الموضوعات وهو ما جعل كل فرد يظهر بحق كل ما في جعبته دون تصنع وهو ما سمح لنا بالتبعية بإجراء عملية تقييم سواء للحالة الأخلاقية والثقافية لشريحة هامة من المجتمع
.
ما السبب الذي جعل الشباب يدخلون هذا العالم؟
مجانية خدمة الإنترنت وسهولة الحصول عليها ساهمت بشكل كبير في سهولة قضاء وقت طويل على شبكة الإنترنت وإنقسم مستخدمو هذه الخدمة لعدة فرق؛ منهم من اتجه لتعويض الفراغ العاطفي عن طريق التشات وما شابه من علاقات غير ملموسة ليسد بها رقعاً ما داخل نفسه وسداً للفراغ النفسي.. ومنهم من اتجه لتفريغ الافكار (بكل ما تضمه تلك الأفكار من اتجاهات) والمشاركة بها سداً للغربة العقلية التي يشعر بها وسط مجتمع قد لا يحالف الإنسان الحظ في وجود صحبة لها نفس الاتجاهات
.
ايضاً بريق فكرة الكتابة وحصريتها لفترة طويلة على طبقة الكتاب والصحفيين وبالتالي لم يكن من السهل أن ينضم أي شخص لتلك الفئة حتى لو كان يتمتع بموهبة أدبية أو يحمل افكار مبدعة إلا بعد عناء.. وكثير من الأفكار والمواهب دفنت تحت ستار التعنت والقيود التي تفرضها هذه الهيئات..وبالتالي فإن وجود صفحة خاصة ينشأها الإنسان بحرية من الألف للياء ويستطيع أن يضع فيها كل ما يحلو له دون قيد أو شرط أو رقيب يبدو لامعاً جداً جداً وبراقاً للكثيرين بغض النظر عن كونه سيحسن أو يسئ استخدامه
.
كيف تري مدي نضج التجربة؟
التجربة قطعاً في نضوج واضح .. واعتقد أن المقياس الحقيقي للتجربة يكون بقياس تأثيرها على أرض الواقع سواء على الأفراد أو المجتمع
فمثلاُ تأثير تجربة التدوين على بورصة الكتب. وهو ما يتضمن زيادة عدد الكتب المنشورة، زياد ة الاتجاه نحو حضور الأحداث الثقافية، زيادة الاقبال على شراء الكتب، وجود تنوع في الكتب المنشورة على مدار العام
فمما عاصراته وعانيت منه إن منذ نحو 4 سنوات تقريباً كنت أذهب إلى معرض الكتاب بعد انتظار طويل طوال العام وأجد صعوبة بالغة يعقبه إحباط شديد من عدم إستطاعتي شراء كتب تحمل فكراً ما.. وكنت ألجأ لشراء كتب قديمة أعيد طباعتها مرة أخرى..وقد أتعثر بصعوبة في كتاب جديد أو اثنين.. ولكن الوضع الآن في إزدهار واضح.. بل إن التدوين امتد أثره على نشاط المكتبات وموزعي الكتب.. فأصبحنا نجد كتب كثيرة ربما هي لكتاب غير مشهورة ولكن كثير منها جيد يغري بالقراءة حتى لو كانت من نوعية الكتب التي تقرأ مرة واحدة
وظاهرة أخرى وهي عملية التشجيع التي بدأت تتم بين الأفراد على المستوي التدويني للنشاطات الخيرية الإصلاحية
أما تأثير التديون على الافراد فكبير ولكن قد يطول الحديث عنه
.
هل تري ان التدوين والفيس بوك قد يكون له تأثير قوي وفعال في عالم الواقع وفي مشروع النهضة؟
التدوين، نعم قد يكون له دور ولكن ليس بالقوة والفعالية التي تجعل مشروع النهضة يقوم عليه بشكل أساسي كما إنه لا يضمن استمرارية وهو الأهم ..لكنه قد يكون عامل تشجيعي مؤثر على نطاق متفرق
.
الفيس بوك دوره اضعف بكثير لإن غالبية طبقة مستخدميه قد لا تحمل نفس الأهداف الإيجابية والأفكار القيمة التي يحملها كثير من المدونين.. أقصد بكلامي أن لو افترضنا وجود إحصائية للمدونين الذين يدونون لأهداف محددة إيجابية فإن نسبة المدونين ستكون أكبر من نسبة مستخدمي الفيس بوك الذين قد يستخدموه لنفس الغرض
.
ما اهم ما في تجربة التدوين ، اهم مميزاته واهم عيوبة ومشاكله؟كيف نستفيد بالتدوين وكيف نفعله؟
اعتقد إن الحديث عن هذا الأمر قد يطول للغاية فلأجعل إجابتي عن التدوين مميزاته وعيوبه والإستفادة منه في تدوينة أخرى
.
هل ترحب بوجود تمثيل لهذا العالم في ارض الواقع كهيئة او نقابة او جمعية او كرابطة اديبة ام تحب ان تظل في حدود الشبكة العنكبوتية ؟
حقيقة لا أحبذ هذه الفكرة بشكل كبير لإني أجد أن ما يعطي التدوين قوته هو بعض العشوائية والحرية التي تتيح للأفكار المبدعة بالخروج ومن ثم التنقيح ووضعها على المحك بمحاولة تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع.. كما إننا نواجه مشكلة في التنازع على المقاعد الرئاسية في أي هيئة أو نقابة حتى لو كان المنصب شرفياً.. وإذا قامت تلك الهيئات على التطوع فقد لا نضمن الاستمراية والالتزام لظروف الحياة وصعوبة وجود قادة بسهولة .. إذا خرجت النقابة من دائرة التطوع إحتاج الأمر لتمويل ثابت ومن ثم الإحتياج لقيام نشاطات ربحية لتلك الهيئات والنقابات لضمان إستمرارية هذا التمويل .. وكل هذا الأمر قد يضعف دائرة تأثير التدوين ويخرجه عن إطاره غير المقيد الذي يمنحه كثير من جاذبيته
.
لكن هذا لا يمنع أننا نحتاج للتدوين كمساعد في عملية الإصلاح بجميع مستوياتها.. ويكون الاعتماد الأكثر تأثيراً وتركيزاً هو الإصلاح الملموس على أرض الواقع لأن مرحلة الكلام هي اسهل ما في الأمر والتأثير سهل وممكن ولكن اصعب مرحلة والفيصل هي التنفيذ على أرض الواقع .. فكم منا سطرت يده كلمات وكان هو الأول في عدم تنفيذها أو الاستمرار عليها
.
ختاماً: التدوين تجربة رائعة للغاية تركت أثراً ما على كل من خطا بقدمه داخلها.. قد تكون عامل مساعد قوى في عملية الإصلاح الداخلي (للنفس) والخارجي (المجتمع).. ونجحت بشكل باهر في خلق تكتلات وتجمعات غير ملموسة بين كثير من المودنين الذين تتشابه خطوطهم في الحياة.. تلك التكتلات والتجمعات يتعظم دورها بشكل يتطور تدريجياً.. هذه التكتلات تبدو كفوضى منظمة وهي في رأيي المتواضع ما تكسب التدوين جزءاً كبيراً من قوته
.
عذراً للإطالة وللإسهاب.. وللحديث في هذا الأمر بقية إن شاء الله
----------
إمتحاناتي على الأبواب.. أسألكم الدعاء بشدة

Tuesday, April 7, 2009

فراشة.. 2

فراشتي .. تحررت
عادت إلي بعد طول اشتياق
وعاد للروح بصمتها على الأشياء
.
كان فيه فراشة صغنططة..مفرفشة و مزقططة..لابسة بلوزة منقطة..على جونلة مخططة..منقطة و مخططة
*
فراشتي .. تحررت
حطت على راحتي في أمان
وبريق عينها يكاد يضيئ السماء
.
وسط الجنينة لمحتها ..وهى طايرة ف الهوا..نادتها بصت تحتها..قلتلها تيجى نلعب سوا..قالتلى طيب يا اسمك ايه..انا هاستخبى و اختفى..فى اى مطرح هالتقى..و ان كنتى شاطرة تعرفى
*
فراشتي .. تحررت
تخلصت من كل ما علق بأجنحتها
وأخذت ترفرف عالياً تعانق النجمات
.
قلتلها طب يللا العبى..يا ام جناحات ملونة..يللا يا حلوة جربى..هاتروحى فين منى انا..طارت و غابت ف الشجر..و عند اشجار اللمون..غابت تمام عن النظر..لونها تاه بين الغصون
*
فراشتي .. تحررت
ونما لها أجنحة رشيقة
بألوان قوس قزح يتلألأ في الآفاق
.
بصيت بعينى ماشفتهاش...من الشجر ماعرفتهاش..كان الورق ستر و غطا..انا قلت لا ما بدهاش..مديت ايديا للغصون..و بسرعة هزيتها اوى..لقيت جناح بالف لون..بينفرد و ينطوى
*
فراشتي.. تحررت
خرجت من شرنقتها.. من الحيرة
وصار لها إنتماء
.
فضلت كتير متنططة..و هى طايرة مزقططة..اما فراشة صغنططة..لابسة بلوزة منقطة..منقطة و مخططة
*
فراشتي
مسها من السماء فرح
وأشياء أخرى
الحمد لله رب العالمين
--------
(الزمر- 75)

Thursday, March 19, 2009

عنه وعنها اتحدث.. كانوا كما يحب

هي: الرميصاء أم سليم بنت ملحان.. ذات أنوثة وجمال تزينها رزانة وسداد رأي.. تتحلى بذكاء نادر وخلق كريم

هو: زيد بن سهل بن الأسود مشهور بكنيته أبو طلحه وقد كان من الشجعان والرماة المعدودين

زواجهما: كانت أم سليم مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار وكانت متزوجة من ابن عمها مالك بن النضر وأنجبت منه "أنس بن مالك" وعندما علم زوجها بإسلامها غضب غضباً شديداً ورفض الإسلام ولكنها كانت تلقن سيدنا أنس الشهادة والتوحيد فكان يثور ويتهمها بإفساد ابنه وكانت أم سليم تمتاز بعزيمة أقوى من الصخر فخرج زوجها من البيت يوماً غاضباً فلقيه عدو له فقتله.. فتفانت في تربية ولدها أنس و وذهبت أم سليم إلى الحبيب العظيم صلوات الله عليه وسلامه على استحياء وعرضت عليه أن يكون فلذه كبدها أنس خادما عند معلم البشريه كل خير, فرحب رسول الله صلي الله عليه وسلم وأقر عينها بذلك ومضي الناس يتحدثون عن أنس بن مالك وأمه بإعجاب وتقدير ويسمع ابو طلحه بالخبر فيهفو قلبه بالحب والإعجاب فيتقدم للزواج من أم سليم ويعرض عليها مهرا غاليا، إلا أن المفاجأه أذهلته وعقلت لسانه عندما رفضت أم سليم كل ذلك بعزه وكبرياء وهي تقول: أنه لا ينبغي أن اتزوج مشركا أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها عبد ىل فلان وأنكم لو اشعلتم فيها نارا لاحترقت. فأحس أبو طلحه بضيق شديد فانصرف وهو لا يكاد يصدق ما يرى ويسمع ولكن حبه الصادق جعله يعود في اليوم التالي يمنيها بمهر أكبر وعيشه رغده عساها تلين وتقبل.. ولكن أم سليم الداعيه الذكيه تشعر بأن قلعه الإسلام في قلبها أقوي من كل نعيم الدنيا فقالت بأدب جم: ما مثلك يا أبا طلحة يرد ولكنك رجل كافر وانا امرأه مسلمة ولا يحل لي أن أتزوجك فإن تسلم فذاك مهري ولا أسألك غيره.. ويسلم أبو طلحة
وتتزوجه أم سليم ليكون مهرها اكرم مهر أُعطى لإمرأة.. فقد كان مهرها الإسلام

معاً في الإبتلاءات: ويرزقهما الله بطفل يسمياه أبا عمير ويصبح لهما قرة عين ويشاء الله أن يمرض ولدهما.. وخرج ابو طلحه مره إلى المسجد فقبض الصبي وتلقت الأم الصابرة الحادث بنفس راضيه طيبه وسجته في فراشه وهي تردد:إنا لله وإنا إليه راجعون وقالت لاهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتي اكون أنا من أحدثه.. ولما رجع أبو طلحه كانت أم سليم قد جففت دموع الرحمة من عينيها وهشت لاستقبال زوجها واجابته عن سؤاله المعهود: مافعل ابني؟ فقالت له: هو اسكن ما يكون.. فظن أنه عوفي ففرح لسكونه وراحته ولم يدن منه لكيلا يعكر عليه سكونه ثم قربت إليه أم سليم عشاء اهدته له فاكل وشرب ثم صنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك ولبست أجمل ثيابها وتزينت وتطيبت فأصاب منها.. فلما رأته قد شبع وأصاب منها وهدأت على ولده حمدت الله إنها لم تفجعه وتركته يغط في نوم عميق.. فلما كان من آخر الليل قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم فهل لهم أن يمنعوها عنهم؟ قال : لا.. قالت: فما تقول إذا شق عليهم أن تطلب هذه العاريه منهم بعد أن انتفعوا بها.قال: ما انصفوا.. قالت: فإن ابنك كان عارية من الله فقبضه فاحتسب ابنك .. ولم يتمالك أبو طلحه أعصابه وغضب منها أن تركته يهنأ بالطعام والشراب ويصيب منها دون أن تخبره بهذه الفاجعة وأخذت تذكره وتصبره حتي استرجع وحمد لله وهدأت نفسه..فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم واخبره بما كان فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: بارك الله لكما في ليلتكما زوجين يحبهما الله ورسوله.. فكان ذلك حملها بعبد الله بن أبى طلحة فلما ولدت ليلاً ارسلت بالمولود مع أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضغ رسول الله تمرات ثم حنكه فقال أنس: سمه يارسول الله فقال:( هو عبد الله).. وأبدلهما الله ذرية صالحة (قيل سبعة أولاد) من حفظة القرآن
معاً في الخير: من مآثر هذه الزوجة الصالحة وزوجها المؤمن أن الله
أنزل فيهم قرانا يتعبد به الناس.. وذلك عندما جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب زاداًً ولم يكن في أي بيت من بيوت النبي ولا حتى ماء فقال الرسول للصحابة: (من يضيفه يرحمه الله) فقام أبو طلحه فقال: أنا يارسول الله, فانطلق به ودخل يسأل أم سليم هل عندك شيء؟ قالت : لا إلا قوت صبياني قال : فعلليهم بشيء ونوميهم.. وقدما الطعام لضيفهما وباتا هما دون طعام فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة و أنزل الله فيهما آية.. ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصه) ايه 9 من سوره الحشر .ولم يتمالك أبو طلحة نفسه من الفرح وأسرع ليثلج صدر زوجته ويقر عينها بانه قد انزل الله بهم قران يتلي
هذه لمحات بسيطة جداً من حياة زوجين مسلمين كان اولويتهما "الله" فبنيا بيت مسلم لا تزال أسسه قائمة وثابتة.. يضرب به المثل حتي يومنا هذا
أم سليم كانت لها أولويات عند اختيار زوجها فلم تتنازل عنها أمام أي مغريات أخرى.. وأبو طلحة كان يعلم قدر المرأة الصالحة السديدة الرأي فلم يفرط في أم سليم وسعى لفعل أي شئ حتي يصل إليها.. فكان كل منهما يدرك قيمة الآخر فحافظا على حبهما وأصبحا مثلاً خالد الذكر في القرآن العظيم

أم سليم اتحدت رؤيتها وأهدافها مع أبي طلحة فلم تنهره وتغضب مثلاً عندما تصدق ببستان كامل لمجرد انه عندما كان يصلى في البستان لمح طيراً ملوناً فشغله وسهى في الصلاة فتصدق بالبستان كاملاً لله ليجعله الرسول لله كما يحب الله ويرضى.. فلم يختلفا في طريقهما لله ورسوله

أبو طلحة كان لها نعم الزوج ونعم الرجل.. قوى وشجاع.. عابد أمين.. رقيق محب.. يشركها معه في كل تفصيلات حياته.. يسمح لها أن يمتد دورها الدعوى فنراها تخرج معه في غزوة حنين وتتخذ خنجرا ويقول أبو طلحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يارسول الله هذه أم سليم معها خنجر فتقول يارسول الله إن دنا مني مشرك بقرت به بطنه. وكانت تخرج لتداوي المرضى وتسقى الماء في الغزوات مع رسول الله والصحابة رضوان الله عليهم


أبو طلحة وأم سليم لم يختارا حياة عادي ابن عادي الذي يعيش حياة عادية وينجب أطفال عادية ويموت ميتة عادية.. بل اختارا حياة سخروها لخدمة الإسلام فامتلات بالعظات والعبر لكل زوجين مسلمين.. حياة صعبة وشاقة مليئة بالابتلاءات والمحن لا حياة راحة واستسهال.. شكلوا حياة يرضى الله ورسوله عنها.. فكان جزاؤهما أن بشر الرسول أم سليم بالجنة واسُتشهد أبا طلحة ليلتقيا الحبيبان ايضاً في الجنة.. فقد كانا معاً في الدنيا.. كما يحب

. .
أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم


(سورة التوبة: 109-111)

------

عنوان التدوينة (كانوا كما يحب) مقتبس من اسم سلسلة دروس للداعية مصطفى حسنى ألقاها في مسجد الصحابي 2008
والصورة مقتبسة من هنا
--------
لمتابعة بقية التدوينات ذات الصلة