Thursday, March 21, 2013

Pursuit of Happiness




بدأ الأمر غريبا جدا.. كل ما في الأمر إني كنت أحاول مشاهدة فيلم pursuit of happiness واكتشفت أن مشغل الميديا يحتاج إلى التحديث فبحثت عن برنامج آخر رغم عدم حبي له كثيرا إلا أنه غالبا يقوم بتشغيل أغلب انواع الميديا.. لم يبد تحميله أمرا غريبا قادرا على تغيير تفكير ومزاجي على مدار االأسبوع بأكمله..إلا إنني بمجرد إن مررت على مدونتي عن دون قصد أتصفحها وأنا أعلم انه لا يوجد بها جديد يذكر.. اعتدت المرور بها يوميا عدة مرات أستزيد بها طاقة تعينيني على الالتحام مع "واصطنعتك لنفسي" تلك الفتاة المرسومة في خيالي حتى لا تنسينيها الحياة.. تلك الفتاة التي كنته التي لا أنفك في التفكير في الوصول إليها عساها توصلني لجنة القلب..
.
حينها وجدته مرةأخرى يصدح.. والقلب شاك حنين.. كان صوت الابتهالات قد توقف من فترة عند فتحي للمدونة وتخيلت أن خللا ما بالموقع الذي أربط به المدونة.. لم أهتم كثيرا بإصلاحها رغم افتقادي لها بحنين بالغ.. كانت واحدة من تلك الأعمال المؤجلة جدا.. وكانت مفاجأة بدرجة مربكة للغاية.. ألقت عليا بفيض مشاعر هاجت في صدري تبحث عن مخرج ولم تجد ذلك المخرج الذي كانت تعتاده.. نعم أدركت حينها أنني كنت لا أكتب إلا على صوت طوبار.. وحده الصدق في إبتهاله هو ما كان يعيد إلي نفسي ويخرج بصدق ما في وجداني.. وكان يلهمني صدقا فيمن حولي
.
غريب ذلك الصدق الذي صرت أفتقده في كل من حولي.. صرت أدقق كثيرا في المشاعر حولي أختبرها كثيرا عما قبل.. بشكل ما أصبح هناك حاجز ما على باب قلبي.. صار لا يلج فيه الجميع كما كنت.. كنت أقول لهم: إني أحب كل البشر كل بني الإنسان.. والآن أبحث عن صدق من حولي.. هل أكتفيت: قطعا لا لكني تعلمت الاكتفاء بالعيش بقليل من المشاعر.. عندما يضن عليك من حولك بالمشاعر تتعلم أن تكتفي بما قل.. وصار البعض في عيني يكذب حتى يثبت صدقه..والآخر فقط لا يلج رغم صدقه
..
كان يلهمني طاقة تصالحني على الحياة.. والآن صرت أبحث عن صدق الحياة وزيفها.. ما يتردد حاليا في ذهني في تلك المرحلة التي أحياها أن الحياة قاسية بحق ولا أعرف كيف سأكملها وهي بتلك القسوة.. وأنا أرى بشار يقتل السوريين ويغتال كل جميل ولازال يطغى.. والفسدة يمرحون ببلادي ويرقصون على جثمان فلذات أكبادها.. ومن يريدون صلاحا يتخبطون في الطريق..والفقراء في كل شارع ينظرون لي بنظرات لن أنساها ما حييت.. كيف نحيا في الحياة وأصدقائنا من تخيلنا أنهم جزءا من قلوبنا قد رحلوا.. من كنا نعترف لهم أننا نحبهم في الله قد خانوا.. خانوا ما اتفقنا عليه من تجمع في حب الله لا نريد جزاء ولا شكورا.. صار لقاؤنا أن حدث مؤلم وبعدهم أكثر إيلاما.. كيف يظن المرء بشخص ألا يفارقه ما حيا ثم يحرص هو بعد ذلك على المفارقة..
.
أحسبني أخذت أكبر درس قاسي في الحياة في بعد الأصدقاء.. الصديقات يتحولن بعد الزواج.. عندما تزوجن صديقاتي هربن كلا منهن وتركوني وحيدة وتعللن بأي حجج بانت لي واهية.. وظللت وحدي أقاوم التحول مثلهن فقط بقيت واحدة أو اثنتان نتقاسم الحياة على استحياء.. تعجبت كثيرا كيف تحولت من صديقة الجميع إلى أني لا أجد صديقة تحدوني الشجاعة لمهاتفتها عندما أحتاجها.. هل لم أجيد مجاراة صديقاتي في واقع السيدات أم كان اختياري منذ البداية بعيدا عن الحقيقة.. ولماذا تسافر كل المخلصات منهن ويصممن على تركي وحيدة هنا.. لماذا عندما نرزق بنعمة جميلة نحرم من أخرى.. رزقت بزوجي وحرمت أصدقائي.. من كانت النفس تسكن بقربهن.. لماذا لم يعد لدي طاقة على القرب من صديقات جديدة.. هل هو الخوف من فقدهن كمن سبقوا!
.
نعمّ أنا أقاوم التحول بضراوة وأخشى أن تلك المقاومة باتت تستهلكني أكثر من أي عمل.. قبلا كنت أنظر في حال من تزوجن وكيف يتحولن تماما لسيدات وكنت وحدي أدعو الله ألا ينضج قلب الفتاة بداخلي.. ألا تشيخ ولا تشقى أبدا.. لكني وجدت الحياة بحق قاسية تجبرني على تغيير جلدي والانخراط فيها لكني صممت على المقاومة حتى آخر نفس في صدري.. وصار ما يحييني عندما يراني أحدهم ويقول لي: لم تتغيري يا صغيرتي لازلت شخصيتك كما هي! ربما خطأ مني أن أظل كما أنا وتمر الأيام.. ربما لابد لي أن اتوقف عن المقاومة قبل أن تستهلك قواي.. لا أعلم.. كل يوم تكبر مساحة اللا علم
.
لطالما تعبت من طبيعتي .. كنت أكتب عن نفسي وأفضفض بالأسبانية أمام البحر ووحدي في جلساتي بالنادي ..في ساقية الصاوي.. أكتب صفحات وصفحات حتى لا يفهمها أحد حولي سواي.. أكتب عن التناقض في روحي وعن رغبتي في تعلم كل شيء وعن الأسد الجسور في قلبي وعن العشق الذي لا أجد لنفسي طاقة على تحمله وعن مقاومتي لذاتي وعن تجبري على نفسي وعن انكساري أمام الفقر.. وعن حنيني الذي لا ينضب.. والآن صرت لا أكتب عنه ولا أذهب للنادي ولا يتسنى لي التواجد في الساقية بكل تلك الأحداث اليومية على كوبري أكتوبر.. فقط أحياه وأكتمه بداخلي أكثر وأكثر
.

لكن الساخر جدا في نهاية الأمر أني لم أشاهد الفيلم واستغرقتني الخواطر وصوت الابتهال جتى استيقظت صغيرتي وأخذت تناديني "نا".. لكنه أوصلني عن غير قصد نحو بث السعادة في قلب بدأت الحياة تترك آثارها على جنباته

عذرا أيتها الحياة.. فأنا قد احترفت مقاومة الغرق في دوامتك..
.........
"مشكلات والسعادة جناحي الحياة التي لا تُحلّق عالياً حتى يخفقان معاً، هكذا هي نواميس الكون: تَنبُتُ الأشجار من جفاف الأراضي القاحلة، وتتسلق الورود أبواب الحدائق المُقفلة.

سألني أحدهم لماذا أتحدث عن الحُب والإيمان دائماً؛ فقلتُ لأنهما شيء واحد؛ كلاهما جوهرٌ للآخر، وصورة له. فمن يُحب يُعطي دون أن يدري، ومن يؤمن يدري حينها أنّه يدري. الحُب والإيمان يدفعاننا للحياة أكثر؛ لأنهما يُجرداننا من رغباتها ويملآنا بالأمل. هل جربتَ أن تتذكر في منتصف يوم طويل ومُنهِك بأنك ستعود في آخره لرؤية وجه من تُحب؟ وهل جربتَ عندما يشتد بك الألم أن تتذكر .أن إيمانك الراسخ قادرٌ على احتواء كل مشكلة ووجع؟ عندما يجتمع الحُب والإيمان في قلب إنسان يولَدُ الأمل.

الأمل يشبه الضياء في عين من نهوى، يُنسينا عندما نراهُ بأننا قابلون للانكسار. الأملُ يجعلُ الانكسار بداية جديدة، صغيرة في كثير من الأحيان، ولكنها عميقةٌ كجذور الأرز في الجبال الشاهقة، وعذبةٌ كمقطوعة موسيقية قديمة ظهرت لنا فجأة ونحن نُقلّب المذياع على طريق طويل بعد منتصف الليل."ياسر حارب