Thursday, February 28, 2013

رسائل أبية.. زهرة (1)


 هاتفتني.. صوتها هاديء وقد انتزعت منه تلك الحيوية العذبة التي أحبها في صوتها
اخذت تحادثني في أمور كثيرة عادية بشكل مقصود وأخذت أبحث عن ابتسامتها في الحديث بين كل تلك التنهيدات في صوتها
سألتها ما بها وألححت في السؤال على غير عادتي ولم تدر هي من أين تبدأ الحديث.. بدا ويكأنه حملا ثقيلا على قلبها كالجبال
وكان حديثها به وجعا عميقا صنيعه الإهمال
...
قالت لي: فلتبحثي لي في كل تلك الكتب التي تقرأنيها وقولي لي ماذا أفعل.. صرت أتحاشاه بشتى الطرق أفتقده ولكني أتحاشاه.. صرت أكره حبي له الذي يجعله يهملني هكذا وهو يطمئن أني لن أتوقف عن حبه.. سأمت من عتاب طويل صار لا يجدي نفعا.. طلبت منه مرات عديدة بالتلميح وبالإشارة.. بالوضوح والصدق.. بالإنزواء والصمت ولا يفلح الأمر
يستنفذ رصيده لدي بصورة مفزعة وأصر أنا على زيادة الاهتمام ومواصلة الطريق.. أبات ليلي وأنا أخشى أن يستيقظ فيجدني وقد جف نبع حبي هو لا يعلم أنه حينها لن يستطيع ملأة مهما فعل.. أخشى أن يزداد جفاف روحي في انتظار بعض قطرات نداه حتى تبور أرضي
عندما أرى الآن حبيب يحب محبوبته أراقبها جدا وأتحسر كثيرا.. أنظر ماذا يفعل الحبيب وهو يحاول أن يرضي محبوبته بشتى الطرق: لا يفكر إلا فيها وفي سعادتها.. لا يفعل إلا ما يرضيها يتتبعها بعينه أينما سارت يفكر بماذا يكافئها وكيف يدخل السرور على قلبها.. كيف يمسك بيديها ويتشبث بها.. أستغرق في الأفلام ماذا يفعل البطل كيف يمسح على شعر محبوبته كيف يراقبها وهي نائمة كيف لا يرى سواها.. اضحك بحسرة عندما اقرأ كلمات تحفز الرجل ليعد فطورا لزوجته أو يصنع شيئا من أجلها
واسأل نفسي لماذا لا يعاملني زوجي هكذا.. لقد وعدني قديما أن أكون أميرته وأنا أعامله كملك
 لماذا يأتي علي من أجل الآخرين وهو يعلم أني لن أرفض له طلبا لأني أحبه ثم لا أجد إلا مزيدا من عدم التقدير والإهانة من هؤلاء الآخرين 
لماذا يجعلني الطرف الأوهن والأقل اهتماما يؤجل احتياجاتي ويعدني طوال الوقت بما لن يفعله من أجلي بينما يجيب طلبات الآخرين بكل أريحية حتى لو كانت مثقلة 
هو يفقدني ولا يدري..يستمتع بما أمنحه له ويضن علي .. تكلمت كثيرا ولا أجد سوي بعض الكلمات التي صارت لا تسمن ولا تغني من جوع
ولا تقولي لي أن أبدأ بنفسي وأجدد في مظهري وفي البيت
قد فعلت كل ما تتخيليه وكل ما يحبه ويزداد الأمر سوءا بكل مجهود أبذله ولا أجد له تقديرا
نحن في أوائل سنوات زواجنا وأشعر أني وحيدة جدا وحزينة جدا
لا أدري هي سأمتلك الطاقة والاصرار على الاستمرار أم سأترك كل شيء وأرحل بعيد ا بقلبي وحبي
!!أين ذهب كل ذاك الذي كان
وانفجرت في بكاء طويل وطلبت مني بتوسل أن اغلق المكالمة الآن فهي تريد أن تصمت
.......
ألقت علي صديقتي ثقلها وحملها وتركتني أعاني صوت بكائها وألمها الصادق.. كانت صادقة جدا هذه المرة ولم أجد مبررا ولا شرحا لطبيعة الرجل بشكل ال تفهمه هي كما اعتدت ان افعل معها
وودت لو كانت بجاوري أحتويها وأنا اعلم ان احتوائي لها لن يرويها.. هي تحتاج هذا الارتواء الذي لن يمنحه لها إلاه
وتذكرت مقولة قراتها من أيام "اعتني بزهرتك قبل أن تذبل" وغضبت من ذلك الغافل لماذا يصر على فقدانها وهو بكامل وعيه وإدراكه
أخذت أراجع ما كنت اقرأه وأؤمن به.. بحثت عن ملاحظاتي التي أعتدت تديونها.. بحثت في أغوار عقلي عن كل ما تعلمته وآمنت به 
وأخذت أردد تلك الجملة وتساءلت وأين زهرتها هي.. هل تعتني هي بزهرتها قبل أن يعتني هو بها هي من تترك زهرتها تذبل بدافع الحب والعطاء
وهاتفتها ووقلت لها بذلت جهدا كبيرا حتى تستعيدي شعور زوجط لكا وأنا أسألك هل بذلت جهدا مماثلا لاستعادة روحك التي فقدتها سهوا في طريقك
هل اعتنيت بزهرتك ودللتها كما كنتي تفعلين من قبل.. أنت كزهرة إن اعطيتها ماء وتركتها في ظلام فسوف تذبل.. وإن أعطيتها نور وحرمتها الماء جفت.. زهرتك تحتاج منك ماء وضياء فاهتمي بها قبل أن تطالبيه بالاهتمام
قبل أن تحاسبيه على إهمالك حاسبي نفسك واخرجي نفسك من لعنة التحول تلك التي تصيب من تتزوج
وليس التحول الآن أن تهملي في شكلك خارجيا وتستقبليه كما كانوا يضحكون علينا برائحة الثوم والبصل.. تلك كانت لعنة السابقين
صرنا نستغرق وقتا طويلا في تجميل مظهرنا حتى نسينا أنهم ما أحبونا إلا لما في عقولنا وباطننا.. آفاتنا الآن هي أن تفقدي نفسك في فلكه وتتخيلين أنه عطاء
ولكن ايضا البر لا يبلى.. فما تتحملينه من أذى من أجله أو تبذليه من أجله لا تمني به عليه يوما وتذكري أن من ظلمك فالله قادر على أن يقتص لك منه حتى ترضي.. ومن جار على حقك يرزقك الله من يعيده إليك 
وضعي حدودا لكل شيء حتى العطاء حتى لا يكن سفها
أرجوك يا رفيقة الدرب ألا تتوقفي ولا تجزعي ولا تتركي الشيطان يفسد قلبك ويفسد ما بينكما
لكن توقفي عن الدوران في فلكه.. توقفي عن مراقبته ومتابعته
اصنعي لنفسك عالما تتدللين فيه كما كنت تفعلين من قبل
دللي نفسك ولا تربطي أشياءك الجميلة بوجوده.. إن اختار إهمالك وجعلك آخر أولوياته فليتحمل تبعاته ولكن لا تتوقفي
ولا تهجري ما تفعلين فتخسرينه وتخسرين حبا يفيض بقلبك لن تجدي له يوما بديلا
تذكري لمعة الحب التي رأيتها في عينه لما كانت. . وكوني امرأة مختلفة يبحث هو عنها ويسعى ورائها ويود لو تمن عليه بنظره 
مرة أخرى برضاها
 كوني أنت زهرة تعتني بنفسها قبل أن تذبل
...
 في خيط ضعيف رابط ما بينا هتخاف عليه هخاف عليه هتسيب هسيب.. الخيط خلاص مبقاش متحمل رعشة إيدي
بإيديك الخيط يقوى في لحظة والجرح يطيب.. أو تضعف وأضعف واستسلم وتسيب وأنا اسيب