Sunday, July 13, 2008

رواسب الجاهلية .. 2

في ضميري دائماً صوت النبي آمراً: جاهد وكابد واتعب
صائحاً: غالب وطالب وادأب صارخاً: كن أبداً حراً أبي
.
(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )
أمشاج يعني أخلاط..فالقضية إذاً : إنك أخلاط في النفسية.. في الأخلاق.. في الهمة.. في القلب.. في العقل.. في العمل.. في الأمل .. في الجسم.. خلقت مختلطاً خير بشر.. وابتليت أن تطهر نفسك من هذه الأخلاط فتهذب هذه الأخلاق، وتشذب هذه الأفكار، وتضبط تلك الهمم لتكون العبد المراد
مجمل القضية أن في النفس فجوراً وتقوي.. والسعيد كل السعيد من أستطاع أن يزكي نفسه بتغليب التقوي علي الفجور.. ولكن كيف ذلك؟؟
.
لابد من وقفة مع النفس للتأمل فيها.. تتأمل في نفسك كل شئ.. اجلس مع تلك النفس وأسألها: ماذا تريدين؟.. الجنة أم النار؟.. إنه سبيل واحد منهما !..أنت محتاج للخروج من الساقية التي تديرها وأنت مغمض العينين.. واجه نفسك بمنتهي الصراحة والوضوح والصدق..من أنت؟؟ وماذا تريد؟؟ استعرض شريط حياتك واسترجع كل تفاصيله وحلل شخصيتك.. تصرفاتك .. أفكارك.. آمالاك.. مشاعرك.. وأحلامك.. أقوالك.. أفعالك.. مواقفك.. رغباتك.. شهواتك.. عاداتك.. محبوباتك وكروهاتك.. اكتب كل هذا ليس عليك رقيب ولا حسيب إلا الله
.

قد تقول بعد كلامي هذا وتهز رأسك: كلام مشايخ!! وأنت يا شيخ هل فعلتها مرة؟؟
.
وقفتي مع النفس سنة 1984 : هأنذا أنقل طرفاً يسيراً مما كتبته في أجندة خضراء في 11 يوليو 1984 في المدينة المنورة.. جلسة علي مدار عشرة أيام قضيتها وحدي في غرفة بسيطة صغيرة..ملازماً نفسي.. حاصرت نفسي في أحد أركان الغرفة وواجهتها بمنتهي الصارحة والوضوح وتعالوا أحدثكم علي استحياء شديد ماذا وجدت في نفسي

وجدت فيها حب الراحة، وكراهية المشقة ولو كانت لله،؟ واختلاق المعاذير لتبرير المواقف
لمست من نفسي كرهها واستثقالها لخدمة الآخرين، بل لمست حبها وولعها أن يخدمها الآخرون

لاحظت من نفسي سرعة الغضب والشدة والحدة بصفة مستمرة
وأحسست بفرحها عندما يمدحها أحد المقربين، وعلي العكس نفورها عندما ينتقدها أحد من الآخرين

رأيتها وهي شديدة الغضب عندما تجرح ولو بكلمة، وشعرت بتحفزها -إذا جرحت- للانتصار من جرحها

رأيت نفسي وهي تمنعني من أن أقول لا أعلم - عندما أسأل عما أجهله، وبخاصة أمام من يظنني من أهل العلم

لمست من نفسي أنني إذا جادلت أحداً أحببت لنفسي العلو والصواب، وكرهت لمن أجادل الحق والانتصار

لاحظت من نفسي أنني إذا جلست مجلساً، أردت أن استأثر لنفسي بالكلام، تدفعني لأطيل في الحديث، وأن أتحدث عن أعمالي وإنجازاتي، أشعر بها تلح علي لكي أقاطع المتحدث وأنفرد بالحديث

لاحظت فيها الخوف التام من الفقر وضيق العيش ووجدتها تحاول أن تمنعني من الإنفاق في سبيل الله

لمست منها عدم سماع العقل عند وزن الأمور، بل تريد الانصياع والانسياق وراء العواطف

لمست من نفسي التسرع في اتخاذ القرار، وعدم نظرها إلي العواقب ونهايات الأمور

لمست من نفسي حبهها للشهوات، وتطلعها للملذات وإيثارها الراحات
لاحظت في نفسي أنها تنتظر خطأ غيري لتصححه، بل تظهر الفضل والتميز

في كثير من المرات رأيت من نفسي إستشرافاً لأن يعرف الناس كل اعمالي التي وفقني الله إليها، رأيت إصرارها علي أن تنسب الفضل لي، وتتنتسي أنه من عند الله

لمست من نفسي أكثر من ذلك كثيراً .. فبدأت حرب ضروس.. حقيقة المنازعة بين القلب والنفس الأمارة.. حقيقة المنازعة بين الواقع والشرع.. حرب حقيقية ومتاعب فعلاً شرسة.. حتي بدأت العلاج
.
.
كيف تعرف نفسك؟؟
الطريقة الأولي: أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس يعرفه عيوب نفسه وطرق

الطريقة الثانية: أن يطلب صديقاً بصيراً متديناص، وينصبه لينبهه علي الكروه من أخلاقه واعماله

الطريقة الثالثة: من ألسنة الأعداء، فإن عين السخط تبدي المساوئ، واتفاع النفس بعدو مشاجر يذكر عيوبه أكثر من إنتفاعه بصديق مداهن يخفي عنه عيوبه

الطريقة الرابعة: أن يخالط الناس، فكل ما يراه مذموماً فيما بينهم يجتنبه

***************
لطالما كان التغيير والانصهار وإعادة التشكيل مؤلم للغاية حتي تكاد تشعر احياناً أنك ستلفظ أنفاسك.. وكثيراً ما يروادك الشعور بالاستسلام والضعف والرغبة في العودة كما كنت ..

والوقفة مع النفس تحتاج توكل وعزم.. وهمة.. ونفس طويـــل.. وصبر ..والنفس مستهلكة من الفتن والمعاصي .. متعبة بحق بدون مبالغة

لا نملك إلا الاستعانة وأخذ اولي الخطوات لعله يأخذ بيدنا لنكمل

وأنا أنقل هذه الكلمات وجدت آلاف من الآفات تخطر ببالي بل وآفات ممن ذكرها الشيخ في ومتأصلة بداخلي وغيرها كثير.. ففزعت بشدة

لم أنقل بعد كلاماً عن الآفات أو العلاج
ولكن وجدت الوقفة أهم ما في الأمر.. وأصعبها
فأصعب ما في الأمر الدفعة الأولي
وهي تحتاج وقت.. وتفرغ .. وبعد عن الآخرين وهو صعب جداً جداً في الوقت الحاضر.. لكنه أكيـــــــــــد ممكن
وكم من مرات عزمنا علي كتابة أشياء وأنتوينا وقفات مع النفس ولم نصدق العهد
فهل صدقت أنا هذه المرة.. وهلا صدقتم أنتم؟؟
فلعلها آخر فرصة تواتينا لهذه الوقفة
.
إلهي لا قوة علي طاعاتك إلا بإعانتك ولا حول علي معصيتك إلا بمشيئتك ولا ملجأ منك إلا إليك ولا خير يرجي إلا في يديك، يا من بيده إصلاح القلوب أصلح قلوبنا

Thursday, July 10, 2008

التخلص من رواسب الجاهلية..1

علي الرغم مما يبدو من زحمة في الحياة وامتلاء، إلا أن إنسان هذه الأيام يشعر بالخواء..الخواء الروحي..الخواء الحقيقي داخله وإن ازدحمت الحياة من حوله

نعم: هناك مرح كثير يخيل علي من لا يعرف أنه سعادة

تلك الضحكات التي ترن في الهواء

تلك المهارشات التي تتحسس مساقط اللذة في الأجساد

تلك الكؤوس التي لا تفرغ من المشروبات

تلك الضجة التي لا تهدأ ولا تسكن

ولكنه المرح الحيواني لا السعادة القلبية ولا الفرح الروحي.. تماماً مثل قرقعة الآلات لتفريغ البخار

إنه انطلاق الطاقة المكبوتة تحت ضغط الواقع المر

ولكن أين الإنسان؟

أين هدوء القلب، واطمئنان النفس؟

أين الروح والقلب؟

أين المسلم في هذا الركام؟

أيها الإنسان إنك بحاجة إلي الإسلام..بحاجة أن تفهم ما تريد، ولتعرف كيف تكون، ولتتعلم كيف تعيش ولتكن سعيداً ككل، قلباً وقالبا..جسداً وروحاً

إنه سبب الالتزام بدين الإسلام
إنها قصة الإلتزام

...................
التزم صاحبنا وصار في بيئته العادية انسان غير عادي.. ومرت شهور وسنين ولكنه يشعر بين الحين والآخر أن هناك خطأ ما.. فنفسه تراوده إلي فعل المعاصي.. فتذكره احياناً بلذاتها يجد نفسه احياناً يقوم بأفعال وكأنه لا يمت للإسلام بصلة.. ثم ما يلبث أن يفيق ويسترجع ويجتهد أن يتوب
وبعد مرور سنوات من الالتزام وقد سمع كثير من الأشرطة..وحضر كثير من مجالس العلم وصاحب كثير من الأخوة والدعاة إلا أن أوقات فتور عجيبة تطول وتقصر..ومعاص باقتراف كبائر..أو اغتراف لمم..تقل وتكثر
يجد نفسه احياناً في قمة الالتزام والخشوع والإخبات والخشية ورقة القلب وإسبال الدمعة..وأحياناً يجد نفسه متلهفاً علي المعاصي، هائماً علي وجهه في الغفلة تستصعب عليه الطاعات مع قسوة القلب وتحجر العين

وهنا تنبه صاحبنا إلي أنه اكتسي ثوباً جميلاً طاهراً ناصعاً جمل به ظاهره، ولكن الوحل الذي شربه في جاهليته مازل يسود باطنه، واجترار هذا الوحل يحصل بين الحين والحين، ووجوده بداخله يثقل كاهله

إنها رواسب السنين..ومآسي الذكريات..تثيرها كلمة عابرة في طريق ..أو لمحة رآها في مكان

فعرف صاحبنا أنه لابد من التخلص فوراً من هذه الرواسب السيئة..رواسب الجاهلية

قال ابن القيم: ولا يذوق العبد حلاوة الإيمان، وطعم الصدق واليقين، حتي تخرج الجاهلية كلها من قلبه

...............
هي مقتطفات متفرقة من أحد كتبي المفضلة "قصة الإلتزام والتخلص من رواسب الجاهلية"..كتاب قررت إعادة قرآته مرة أخري ..وفكرت أن نضع معاً سطوراً تحت ما يحمله من خير..هي رواسب وآفات نكتشفها معاً ونتعالج منها بإنتزاعها نزعاً من قلوبنا بالإستعانة بالله والكثير من المجاهدة

كانت هذه المقدمة والبقية تأتي بشكل متتابع إن شاء الله


ألم يأن للذين آمنوآ أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق.. بلي قد آن ياربي.. قد آن..قد آن يا ربي..قد آن

Monday, July 7, 2008

¡Cómo!



¡Cómo han pasado los días!
¡Cómo cambiaron las cosas!
¡Qué mundo tan diferente!
y que no es mentira
no es mentira
رجب جه خلاص
اهو جه ياولاد اهو جه ياولاد
اهو جه ياولاد
:)