Saturday, November 28, 2015

يا يحيى!

هل نصل لليوم الذي لا تسعنا فيه الكلمات عن التعبير أم قد خاننا الأمل في التغيير،أم سأمنا التجمل بكلمات لا تطيق مواجهة الواقع،
إذا كانت الكتابة لا تكفيني فلم أشتاق لجريان أصبعي بالحروف؟، هل هو التعود؟ أم الاحتياج للتعبير حتى لو كان بلا طائل؟
تغيرت ملامحنا يا بني، وتغيرنا كثيرا، كنت أخذت عهدا أن أترك لك تلك الصفحات ملآي بأفكاري لتتذكرني بها يوما..
يا يحيى! ياصغيري سامحني أني لم أجد الطاقة للكتابة عن فرحة مجيئك كما ينبغي هنا كما فعلت بنوري الجميلة،
ها وقد أتممت أيها الحنون عام وأنا أواجه صمتا أجوف لقلب أعتاد أن يفيض،
لا أدرى ماذا حدث لي وقتها، أفقدت شغف الكتابة ام كان استيعابي للمجريات يستنفذ كل حضوري،
يا يحيى إني كنت أكتب خواطري ها هنا كثيرا، هنا اقتربنا وهنا ابتعدنا وهنا وجدت أحلامي
هنا المساحة التي لا يعرفها عني الأقرباء إلا من اقترب بصدق
هنا الصوت الذي يصمت في الحضور أما صخب حضوري في الواقع
وهنا الحنين الذي يحلق أمام انشغالي الظاهري
هنا أنا الحقيقة ولست التي تراها معك في الصخب وفي الارهاق
هنا الفضفضة عما أحب، وأبغض.. عما تمنيت وحصلت عليه
عما حمله القلب وعما سلب من الروح
هنا أمك الحقيقية،، هنا كانت "واصطنعتك لنفسي" كما لم تعرفها بعد
أضع صورة لي على مرآتي.. صورتي التي ألتقطها لتعلو ميثاق الزواج بجوار صورة أبيك
أضعها لأراها كل يوم لتذكرني بتلك اللحظات.. كانت هي الأكثر اطمئنانا وسعادة وصخبا
لتضع أمامي قلبا أجاهد للحافظ عليه وروحا أستدعيها كل صباح..
كذلك توقف أبيك، قلمه الناضج الأصيل صار يكتب في الخفاء،
يدون وأراها سرا دون العلن، يبذل طاقته في المقاومة على التوازن هكذا أراه، يقاوم الانسحاق في الحياة
فمن بعد الثورة المحرمة والموت ينهش في عقولنا وقلوبنا فكسى وجوهنا عمرا زائفا
ها أنذا استغرقتني الكتابة وفاتني ما بدأت كلامي من أجله،
كنت اقول لك يا بني: إذا كبرت وصارت صفحاتنا خاوية لا تقلق ولا تحزن
بل ابحث عن صورتنا على الميثاق ستجد أحلى ما كنا وأقوى ما عشنا وأغلى ما كسبنا في الحياة
وتذكرني وأنا أقول لك كل صباح: يا يحيى خذ الكتاب بقوة،
ففرض الكفاية صار بعد وجعنا.. عينا

 .............
موطني موطني 
الشباب لن يكل همه أن تستقل أو تبيد
نستقي من الردى ولن نكون للعدى كالعبيد
لا نريد.. لا نريد
ذلنا المؤبدا وعيشنا المنكدا
موطني موطني
ا