Sunday, October 21, 2012

فإذا عزمت!




شغلني.. حتى صرت أسير باحثة عنه في كل مكان.. آثار باقية في بعض ممارساتي.. ومضات ألمحها في تصرفات من حولي.. مواقف لا تنسى ولن تنسي.. كنت أسير ابحث عنه يشغل تفكيري وبالي حتى أني حاولت اصطناعه واختلاقه لعله يأتيني ويراودني بنفس قوة ما كان..

إنه "العزم".. كلما رأيت موقفا يعتريه التهرأ والضعف أعرف أن ما ينقصه هو قوة العزم تلك التي لو نزعت من النفس لصار كل ما تفعله هزيل مهترأ وإذا بداته فلا يستمر طويلا فالنفس ستجزع وتمل.. وتجدها ضعيفة في مواجهة ما قد يجابها
.
نعم.. ذلك العزم الذي يعرف صاحبه على بعد آلاف الأميال.. تلك القوة التي تقيمه بين يدي الرحمن ليلا يتلو ويرقى.. وتلك القوة التي تملأ جنباته فتجعله يسعى بين كل الأماكن لا يحسب المسافات ولا يرعي لها اهتماما لا يهمه كم قطع ولكن يهمه ماذا فيها قد صنع.. تلك القوة التي تفتح العينان ثاقبان بحثا عن علم ينتفع به.. وتثبت اللسان على دعوة لحوحة تستجاب لا ترد.. وتمد الجسد بمدد يشع قوة لا يستنفذها بل يبثها فيمن حوله
.
كنت أبحث وتتكالب الخواطر على عقلى وقلبي وإن تكالبها علي أشد وأقسى من الحياة بأسرها..
سألت زوجي من يومين: "ذكرني بكتاب أقرأه، كتاب أحتاجه".. فوجدته يقترح لي كتب عن التحكم في النفس وتعجبت طويلا كيف له أن يعلم ما أبحث عنه.. أيبدو علي إمارات لما ابحث عنه.. وبحثت طويلا عن الكتاب الذي اعلم أني أملكه ولم أجده..ربما كان اختبار لصدقي في البحث... تلك الليلة أخدت اسمع لكلمات تذكرني بعهودي الأولى وعزمي الذي كان يحركني.. كنت استحثه بكل ما أوتيت من قولي: ولمعت عيني وانا اردد.. "فأمامنا سفر طويل من بعده يأتي السكن"
.
حتى جاءتني رسالة منه.. من ربي.. من كنت أوقن أنه لن يتركني في حيرتي وبحثي طويلة
كنت أعلم ان صباحي اليوم مختلف.. ظهر جليا منذ بدايته.. وربما أني عزمت على جعله كذلك قسرا وقهرا

وجاءني خبر "سند" لتتوطد قدماي عند كلماته.. وسند لمن لم يقرأ الخبر بعد هو من البوسنة من اسود الله 47 عام اشتاق بصدق لأداء فريضة الحج فقرر أن يسير إليها سيرا دون حساب لمعوقات ولا صعاب ولا جهد.. قد انطلق إلى الله وحسبه عزيمته.. فالله غايته
 .
وسند راود حلم السفر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة منذ عدة أعوام، ولكن لعجزه عن تدبير تكاليف السفر لم يستطع تحقيق حلمه بأداء فريضة الحج ، فقرر سند أخيرا أن يحج سيرا على الأقدام معتمدا على ضيافة أهل الخير خلال السفر. واستضافه الكثير من سكان القرى سند خلال رحلته،بدأ الرحلة دون تخطيط يذكر يقينه أن الله يطعم الطيور وآمله في الله أنه سيطعمه أيضا.

كان سند يقطع 20 إلي 30 كيلومترا يوميا خلال رحلته و قد عبر حدود ست دول قبل الوصول إلى مكة المكرمة، فعبر البوسنة ثم صربيا ثم بلغاريا وتركيا ثم سوريا ثم الأردن وصولا إلى مكة

ربما كانوا قديما أيام الرسول وصحبه يقطعون أميالا أطول ولكن كان هو المتعارف.. لم يكن هناك طيارات وسفن وسيارات.. وربما هناك من سار أميالا أطول من سند ليكسر حاجز ويحقق رقم قياسي لكن ما أسرني في قصة سند هو تفكري في كم شخصا ألهم.. وكم صعوبة واجه.. وكم جديدا تعلم.. وكم ليلة صبر.. وكم أفكار يائسة هزم
.
إنها النفس عندما يحركها العزم ويوجهها الصدق ويطمأنها الإيمان ولا ترى سوى رضا الله مقصدا.. فلابد لها يقينا من الوصول
وقد وصل سند..تزود بعزمه وانطلق به.. وأحسبه سوف يحييا بهذه الرحلة طويلا وسيتبعه آخرون
 .
وعندئذ قمت وخططت كلماته على وريقات وثبتها أمام عيني.. حتى إذا بحثت عن عزم ملهم.. جاءني..

(“انطلقت ومعي 500 يورو واعتمد فقط على دعم الله ونوايا الناس الحسنة الذين يفتحون لي ابوابهم، ومن اقواله خلال رحلته “الوصول الى مكة مشيا هو امنيتي الوحيدة. فاما ان اتمكن من ذلك واما اموت لكنني لن اعود الى البوسنة من دون ان اكون قد انجزت ذلك. و أشار حاجيتش الى انه خلال رحلته كان في حقيبة الظهر نسخة عن القرآن وسجادة صلاة وخرائط الدول التي يعبرها واعلامها. واثناء عبوره تركيا كان من تصريحاته“بعد تركيا اريد ان اعبر سوريا رغم النزاع وبالتحديد بسبب النزاع. سارفع علما سوريا يحمل كلمة “حرية” واصلي لضحايا نظام الرئيس السوري بشار الاسد.و عندما سئل ألم تخف البرارى الجبال والطرقات المظلمة،أجاب قائلا:" الله معى فى كل مكان فلما أخاف، كم فرحت وقد استقبلنى فى كل مدخل مدينه المسلمون يقدمون لى المساعدة و الدعاء و بتوفيق الله و صلت للحج".)

Wednesday, October 3, 2012

يا سالكين إليه الدرب



يعود الحنين ليزور القلب.. زائر لا يسأم ولا يمل
تارة يحن لذكريات تأبى أن يعتليها التراب ويغفلها القلب
وتارة يحن للحظات يحياها بكل الوجدان ويخشى عليها بشدة
يخاف أن يبحث عنها يوما فلا يجدها.. فصار يدمن استحضارها والحنين إليها
عله يملكها ويسعها بقلبه كله
تارة يحن لأطياف من ولوا وهو يعلم أن الأيام بهم لن تعود أبدا
وتارة يحن لذاته بتقلباتها وجموحها.. بعزها وانكسارتها
بأحلامها وآملاها.. بتصالحه معها وجفائها عندما يحس بها اغتربت
وكثيرا ما يحن لمجهول.. حنين.. وحسبه به
زائر صار يدمن أبوابي.. يطرقها كل ليلة وصرت أشتهي الاستجابة له
حنين جارف لزاد القلب والروح
ذاك العنفوان والقوة والعزم ...الانكسار والتضرع والاستسلام
أيا سالكين إليه الدرب لا تقفوا.. طاب الوصول لمحروم تمناه

كان القلب يدعوه في ليالي الوحدة والغربة التي كانتا تنخران في محارة الروح.. فكان يأنس به وأقامه بين يديه يستغفره ويعينه على قيام ليله واصطفاه بآيات في القلب ليقف بين يديه يدعوه.. فلماذا ذاك البعد والنفس تشتاق له والجسد صارت له طاقة عليه والروح تشتهيه كنجمة مشتعلة
كيف تنأى تلك النفس التي ذاقت واغترفت من ملذات الدنيا فصارت تركن للأسهل.. تستصغر الذنب وتركن إلى حسن الظن
كيف يغتر ذلك الجسد فصارت سهام العقل ترمى في كل صوب تحيد عن أهدافها.. وسهام العين تصيب ما كنت تخشى أن يطلع الله عليه فيجده قد نكت سواد في قلبه.. والأذن ما صارت يعتريها سهام الحزن عندما يصل إلى سمعها ما يبعد القلب عن خالقها.. كيف صرت أيها الجسد قادر أن تهنأ بما يخالف أوامره أو يبعده عنكأ
يتها الجنة لما صرتي تغيبين عن الأحلام وصارت الأحلام دونك.. فأنت الحلم ومنتهى الآمال والأحلام
أيتها النار لما صار القلب لا يفزع لاسمك وينخلع.. صار يعوذ بالله منك في صمت بهمهمة روح غافلة هزيلة
كيف تجرأت تلك الأنامل على هجر صفحات النور والأنيس.. كيف طاقت الابتعاد الحياة بالقرآن
كيف صار القلب يتألم في خجل مذموم عندما ينسى آية قد نقشت يوما على جنباته
وعاش بها ليال وحارب من أجلها في صراعات طويلة مع النفس
أيها العزم أستجديك بخالقي أن تعود بقوة الأيام الأولى
بقوة الإيمان التي كانت تترك لله أيا ما كان إذا خافت على قلبها من البعد والجفاء
ذاك القلب يحن إلى الارتواء بك
أيتها النفس.. أتقولين طال وفاض الاشتياق!
إذن.. فلتصدقي ولتستعدي الآن للقاء
..
يارب عدت لرحابك تائبا.. مستسلما مستمسكا بعراك
أدعوك ياربي.. أدعوك ياربي
لتغفر زلتي.. وتعينني.. وتمدني بهداك
فاقبل دعائي.. واستجب لرجاوتي
ما خاب يوما من دعا ورجاك

Saturday, September 22, 2012

عامان :))



أجواء سبتمبر تحوي سحرا لا يتذوقه سوى عاشقين
سبتمبر.. ربما لغيرهما هو حفنة من أيام تنقضي كما ولت ما قبلها
لكنها لقلبين عاشقين جمعهما الله بميثاقه الغليظ كانت البداية

سبتمبر وتلك النسمات الباردة الليلية التي تبشر أن أيام القيظ والجفاف قد ولت وها قد آن أوان الارتواء
وأن صباحا بطعم الندي سيزين الشجرات والورود في الصباح إيذانا بحياة جديدة

سبتمبر وتلك الشمس المشرقة التي تداعب من تحتها، تارة تدفئه.. تارة تنير له دون أن تحرقه
تخبرهم أن الطريق ربما لن يكون ممهدا.. بل محفوف بالابتلاءات والمصاعب
لكنها ستظل تنير لهما ضفتيه وعليهما أن يجتهدا ليحافظا على تلك الشعلة المتوقدة حتى لا تنطفأ

سبتمبر وذلك السكون ليلا بعدما انقضت أيام العطلات وصار الجميع يسعى لعلا وعزة
يثير في الأجواء عبق فرحة النجاح.. مذاق أحلام الطفولة.. آثار جموح المراهقة.. رهبة تطلعات الشباب.. وسعي الرجال

سبتمبر وذاك الصباح الذي يسعى باكرا يحمل الرزق لكل من يحيونه
ينثر قوة الأيمان أن لست وحدك في الكون الفسيح.. ما تسقط من ورقة إلا يعلمها.. رحيم بكل ما ذرأ وبرأ

سبتمبر وتلك السحائب الحانية تمر برشاقة كفراشة تحملها الرياح..
تخبر قلوبا تجاه مصاعب الحياة أن كل ألم في الحياة فانٍ
أن المشقة مصيرها إلى الزوال.. وأن الابتلاء مصاف الأولياء

سبتمبر وقرآن الفجر وابتهالاته تمر علي القلوب تغمرهم بحنان وسكن ينزع عنهما وحشة الاغتراب

سبتمبر وما يثيره في النفس من شتى التأملات
يشع في القلب دفء وأمان.. سيظل فيه السحر يبقى ما بقى الزمان
.
زوجي.. جزيت عني الفردوس الأعلى من الجنة
وأكرمني بصحبتك فيها وأناأحلى من بنات الحور
.
عامان.. مروا على نبض القلب وعودة الروح للحياة
24 سبتمبر 2012
...........
"إرتسم العشق بينهما .. بجمال نقوشِ الحناء .. لم يرضى بغيرها بديلا ..ولم تتمنى لنفسها غيره رجلا .. بنظرات العيونِ إجتمعا .. لـلحظةِ الأولى وبروحيهما.. إتفقا على أن تكون تلكَ البداية .. من بعيد .. دون حتى همسةٍ واحدة.. عشقا بعضهما فى صمت !!
وأشتاق كل منهما للآخر.. فى وحدة .. لم يقبل أن يدنسُ بياضها بكلمة واحدة حرام .. ولو حتى كانت لهُ ..
ولم ترضى أن ينتزعَ الله منه نوره.. بلمسة يدٍ وإن كانت بالسلام .. ولو حتى كانت لها !!
وعندما تكون البدايات.. بهذا النقاء .. لا تُكتَب لها أبدآ نهايات .. !!!
وإنما تتجدد البداية على يدِ مأذون .. وميثاق
وقُبلة على الجبين.. أمام مرآى من الناس ومسمع "
....
النص بين الأقواس مقتبس

Wednesday, March 28, 2012

هي.. نـــور :)


هي.. نور تسلل إلى قلبينا فأحيانا وجبر كسر أرواحنا
هي.. نور انقشعت به عنا كل لحظات الألم والوجع والافتقاد
هي.. نور دعوت لها في لحظات الولادة وهي تخرج من حناياي أن يصطنعها الله لنفسه كما كنت أدعو لنفسي كل سجدة
هي.. نور رأيته كالذي أغشانا عندما دخلنا ساحة الحرم فجرا معتمرين يصدح في الآذان صوت الأذان
هي.. نور أنعم بها علينا ربنا رسالة ربانية لتكون لنا تذكرة أن من ابتلي فصبر واحتسب له الأجر والتعويض وأكثر
هي.. نور يهديني في طريقي الذي تعثرت فيه وتوقفت في جنباته طويلا
هي.. نور أسال الله ان يعيننا على تربيتها وإنباتها نباتا حسنا وألا يحرمنا من نعمته بتقصيرنا في حقه

هي.. نور مصطفى
أكتب لها هذه المرة تلك الكلمات لتعلم أن تلك الصفحة قد شهدت
لحظات التلاقي.. ولحظات الميلاد
21 مارس 2012
....
وأشرقت الأرض بنور ربها
صدق الله العظيم