Thursday, December 2, 2010

خواطر م ب ع ث ر ة.. 3

"انهض"

وطني بحق كل ذرة طين فيك سلبت وبيعت بثمن بخس إلى من لا حق له.. انهض
وطني بحق كل مظلوم ينكسر تحت سماءك كل ليلة يدعو على ظالمه وسارقه.. انهض
وطني بحق كل مريض أصابته لعنة الهواء الملوث والماء المسمم والأكل المسرطن الذي ينهش جسده.. ثم أعياه غلاء الدواء.. انهض
وطني بحق كل قلب يحبك ويجاهد حبك في قلبه حتى لا يلحق بسفن الراحلين منك دون عودة رغماً عن انف الحنين.. انهض
لكم أتعبتني يا وطن.. لكم أشقاني حبك
ويشقيني ما أرى من شقاء على وجوه أبنائك
كمرجل في صدري يثور الحنق داخلي على ما أرى من فساد
أحدث نفسي كل ليلة ألا مكان ليأس ولا ندم
وأن ذرة إصلاح يوم ما ستأتينا باشراق مؤمل
وأنني سأنجب من يكمل الإصلاح وستعلو يا وطن
وأحارب طواحين افكاري السلبية أن لا شيء قد ينقذ هذا الوطن المرقع الجوانب
كقطعة ثياب رثة لا فائدة من اصلاحها
ولا يقوى القلب بحنينه الجارف على استبدالها
اصبحت أخشى على أولادي منك يا وطن
لكم أود أن أخرج حتى لو أصرخ كالمجذوبين اصيح في الآذان.. انهض يا وطن
انهض يا وطن.. قبل ألا تجد فوق أرضك من لا يحرم دمك يا وطن
انهض.. يا وطن

***
"
نسيج واحد"

هلال.. وقمر.. ومحارة الروح

ثلاثية أعشقها كعشقي للكون بكل ما يحوى

أحب تلك القدرة المتجلية في كل حركاته وسكونه
احب فعل "كن" الآلهي ليكون في ابدع صورة
وأحب هلال وقمر عندما تحتويهما روحي بداخلها وكأنها تعود إليهما بعد غياب أيام
فاتني أن ألحظ القمر وفات دون أن يلقي علي السلام
أضعت بهائه وسرحت في دهاليز الحياة
لكن اكثر ما احبه فيهما انني أعلم أنهما سيعودان مرة أخرى
وسأنظر إليهما وأكون نفسي.. دون اصطناع
للهلال مذاق المشاعر البكر والفاكهة اللامعة على فروع الأشجار ومياه النبع الصافية
وللقمر مذاق النضج والاكتمال والتشبع بالكون والانطلاق
تثيرني رؤية الهلال وليداً فلا أملك سوى ان اضحك بشكل طفولي للغاية وأردد ربي وربك الله
ويثير حنيني رؤيتي للقمر ويلفني في عالم ساحر كجنية تطير على وجه الارض دون أن تمسها
تحن روحها لكل قلب حنون في الحياة
وكأني على موعد معهما.. أئتنس بواحد حتى يأتيني الآخر
وكأن كل منهما يعطيني الامل في ميلاد أخر
فأعيش بمشاعر الهلال
وأتقمص دور القمر
ويصبا معاً سحرهما في الروح مخلفين ورائهم أملاً جديداً.. لكل يوم
***
"
إياب"

يا رب عدت الى رحابك تائباً
مستسلماً مستمسكاً بعراك
ادعوك يا ربي تغفر ذلتي وتعينني وتمدني بهداك
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي
ما خاب يوما من دعى ورجاك
لله في الافاق آيات
لعل اقلها هو ما إليه هداك
فإذا رأيت النبت في الصحراء يربو وحده
فاسأله من ارباك؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشراً انواره
فسأله من اسراك؟
فسأل شعاع الشمس يدنو
وهي ابعد كل شئ من الذى ادناك؟
رباه..رباه..رباه
ها انا ذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلي هواك
وتركت انسي بالحياه ولهوها
ولقيت كل الانس في نجواك
ونسيت حبي واعتزلت احبتي
ونسيت نفسي خوف ان انساك
ذقت الهوى مراً ولم اذق الهوى
ولم اذق الهوى يا رب حلواً قبل ان اهواك
يا غافر الذنب العظيم
وقابلا للتوب قلبٌ تائبٌ ناجاك
سبحانك..سبحانك...سبحانك جل جلالك يا الله

Tuesday, November 9, 2010

نعمــة الحـلال


تلتفت عيناه نحوها يلمحها قادمة نحوه تعلوها إبتسامة مشرقة بحضوره.. طيف روحها يلامس روحه فتصيب قلبه رجة صادقة
يلقى عليها سلاماً عبر الأثير ويخفي اشتياق في قلبه لا يرسله لها الآن يمني نفسه أنه عما قريب ستوصلها لها كل جوارحه ولن يعد سبيل للإخفاء
يطول الحديث بينهما ويعلو الشوق في قلبه فيضغط عليه أكثر وأكثر.. يثقله
يتذبذب بين استمتاع بحديثهما وثقل مجاهدة في نفسه
ترنو عينيه لأناملها وعينيها فيتجنب أن يطيل النظر في وجهها.. لطالما أتعبته وأثقلته تلك المسافات الفاصلة
يشيح ببصره عنها.. نعم هي حبيبته ولا سواها في قلبه.. لكن لا يزال بينهما المسافات
يكاد يحسبها بقلبه فتبدو أمتار وكيلومترات
يغمض عينيه ويسكن ويردد في نفسه: هي لك فلا تعجل
هي لك فحافظ عليها من أجلك
...
تقف تنتظره في الشرفة عين على الطريق على استحياء.. وعين في المرآة تتأكد أن كل شيء سيبدو جميلاً في نظره
يدق على الباب دقته المميزة ويدق معها قلبها حتى يكاد يخرج بين اضلعها
تجري على الباب تفتحه فيبدو وجهه من فرجة الباب فتختبيء خلف الباب من شدة مشاعرها وهي التي كانت تتمنى ان ترتمي بين يديه
ترد على سلامه عبر الأثير وتخفي اشتياق في قلبها يضج القلب باخفائه
تخشى أن يخرج منها دون استئذان فتلزم الصمت للحظات
يهديها أزهارها المفضلة فتضمها وتشتم عبيرها وهي في الحقيقة تشتم عبير سحره الذي يلفها
يصيبها وجوده في مقتل.. ويجعل كل ما فيها يضطرب ويرتبك
نعم هو حبيبها.. لكنها لا تملك سوى أن تخفيها
فلا تتحرك إلا بحشمة.. ولا تتحدث إلا باحترام
تمسك بطرف خمارها وتستمد منه طاقة للوقار لتعينها على الإخفاء
سيكون رجلك.. فلا تعجلي
سيكون رجلك.. فاستمسكي وحافظي على كل خلية في قلبك من أجله
...
لا تحرم نفسك ابداً من نعمة الحلال.. فإن لها سحراً رباني لا يصفه إنسان
لا تحرم نفسك أبداً من نعمة الحلال.. فإنك إن سلبت نظرة أو لمسة أو كلمة فأنت سلبتها من نصيبك من السكن والمودة
لا تحرم نفسك ابداً من نعمة الحلال.. فإن لكل شيء على تلك الأرض ميزان وميزان الحب هو الحلال
لا تحرم نفسك أبداً من نعمة الحلال.. وأعلم إن من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه
لا تحرم نفسك أبدا من نعمة الحلال.. واجعل يقينك في انه ما منعك إلا ليغرقك في فيض من السكن
لا تحرم نفسك ابدا من نعمة الحلال.. فكلما كان أشق وأصعب كلما عظمت النعمة
لا تحرم نفسك أبداً من نعمة الحلال.. فما كلفك بشيء إلا وهو أعلم سبحانه أنك قادر على كبح نفسك فيه
قد تدمع عينيك شوقاً.. وقد يفيض القلب حباً.. وقد ترتعش الأنامل والخلجات رغبة
لكن لا تطاوعها أبدا.. إلا في الحلال
*
*
"كنت أشعر أن في داخلي مرجلا يغلي بالعاطفة والأشواق، ولم أعد أطيق الاحتمال، وكنت في أشد اللهفة على أن ألقي ما في براكين قلبي المضطرمة بالحب الكبير.. وكنت أريد مع ذلك شيئا هو أن ألمس كفه بكفي..
لقد كانت لحظة فريدة خالدة أظن أنها كانت أجمل لحظة في حياتي الماضية، وكذا في حياتي القادمة، ولئن عببت من ألوان السعادة بعدها عبا، إلا أن هذه اللحظة تبقى فريدة وحدها، لأنها كانت المفتاح والمدخل، ولولاها، لما شعرت بسعادة قط..
تحققت هذه اللحظة فور هبوطنا من السيارة التي أقلتنا فوضعت ذراعي على ذراعه أعلقها بها، ولقد كان كل ما بي متعلقا به، ولمسته أخيرا، لأدرك فقط أنه حقيقة.. حقيقة واقعة، وليس حلما أو خيالا أو طيف إنسان، ها هو ذراعه تمس ذراعي، فهو إنسان حقيقي بلحم وشحم..
انتظرها طويلا
وانتظرتها أطول
قلت له بوضوح وبصوت مسموع، لا أثر فيه لهمس، وإن كانت خلايا جسدي كلها تهمس به، ودقات قلبي كانت تهتف به في نفس اللحظة، تساعدني على أن أجهر بالكلمة الجميلة.. ثم.. ثم ألقيت ما في نفسي من حمم الحب الملتهبة، مرة واحدة لتستقر النفس، وتلفظ ما يموج بها ويضطرم من مشاعر حارقة ملتهبة..
- عماد.. إني أحبك.. جدا.. جدا.. جدا..

ولو قدر للكون كله أن يتلاشى وأن يتوقف، وللقدر أن يوقف حياتي عند هذه اللحظة، فما كنت سأصبح أكثر سعادة من ذلك، فلم أكن أنتظر بعدها أي سعادة أو متعة أو لذة أخرى.. تحققت كل أمنياتي في الحياة، ولم أكن أنتظر حتى مقابل من عماد ولا رد فعل منه.. كانت كل أمنيات الحياة عندي مرتكزة على تلك اللحظة..
ولو أن شاعرا أراد أن يختصر كل دواوين الشعر التي قيلت في العشق والهوى، والحب والجوى، ولو أن كل قصص الحب ورواياته وأفلامه ومسلسلاته، أراد لها واصف أن يلخصها في سطر، وأن يختزلها في جملة.
ولو أن كل كلمات الغزل والعشق والهيام المعسولة الرائعة في الوجود، كان يمكن إجمالها في جملة واحدة..
أما أنا فلم أكن ألامس الأرض بقدمي.. كنت في حالة من السعادة لا تكون إلا بين اليقظة والمنام، أو أن تكون في عالم علوي ليس على الأرض.. كنت أشعر أنني هائمة، روحي ترفرف ترتشف من السعادة، التي غابت فيها الجوارح عن الوجود.. كنت أشعر بعد هذه اللحظات أننا نعيش من الداخل، أننا خلعنا عنا الجسم الخارجي الذي يمثل لنا أسوارا وحواجز، وألقيناه عنا، كما يلقى الناس ثيابهم، لتلتقي أنفسنا الشفافة، وتتعانق قلوبنا النابضة بالحب..
لم يعد لحواسنا الخارجية وجود..
كانت هذه حقيقة مشاعري، وليست هذه محاولة مني لجعل اللحظة شاعرية أكثر مما كانت..
فإني أتذكر دقات قلبي وقلبه أكثر من خطوات أقدامنا، ومن كلماتنا..
لم نعد نتكلم، كان القلب هو الذي يتكلم، والقلب هو الذي يسمع
.. "
من رواية حتى لا تموت الروح للكاتب علاء حسن عن قصة حقيقية تصف مشاعر ليلة عقد القرآن

شكر من القلب

شكر من القلب جدااااا
شكر خاص لكل من هنأنا بمشاعر واحاسيس صادقة رائعة على الزواج
ودعا لنا بكل خير
الحمد لله رب العالمين كان فضل الله علينا عظيماً
وشكر خاص جدا لأخي إسلام ناجح الذي أسعدني حضوره بشكل أعجز عن وصفه مخصوص من سوهاج لحضور الزفاف وإهدائه لنا أغلى هدية تلقيناها مصطفى وأنا
وشكر لحبيبتي في الله إيمان عاطف ان شرفتني ووالدتها وأسعدتني بابتسامتها الجميلة
وشكر خاص جدا جدا لدكتور أحمد عبد العدل الذي يغمرنا بفيض من مشاعر الأخوة والود الصافية والذي كنا نتمنى وجوده بيننا بشدة
وأمني نفسي إن شاء الله بصداقة عائلية تربطنا بأغلى زوجين قريباً إن شاء الله
وشكر خاص لعصفور المدينة الذي لولا الظروف لشرفنا بحضوره
جزاكم الله عنا كل خيـــــــر
أدخلتم السرور على قلبينا فكان أحلى ليالي العمــر
....
عودة ولو بعد حيـــن
الانقطاع مغري بالاستمرار جدا.. مغري بالركود لأن الواقع اصبح يحمل كم هائل من الأحداث يصعب سرعة مجاراتها بشكل مستمر.. ومغري بالصمت لإن الأحداث تثقلنا رغماً عني بشحنات حنق على الحكومة وتوجس من كل تلك التحركات السلبية ومظاهر القمع وأخشى أن يخبو الأمل.. ومغري بالسكون لأني لا أريد أن أصحو أو تلتفت عيناي عن أجمل نعمة أنعم بها الله علي في حياتي وهو.. زوجي
لكني.. لم اعتد الصمت يوماً ولم أحبه
ولطالما كان صمتي دليل قلق على أني يساورني خطب ما
ولذا كان لابد أن استمر في التعبير حتى لا تتجمد الأفكار
وأن استمر في الحديث عن الإصلاح حتى لا أعتاد الفساد
وأن استمر في التأمل حتى تغيب عيني قليلاً عن كل ما يثقل في الحياة
وحتى لا يبقى صوت طوبار يناجي ربه وحده في صفحة بات يعلوها الصمت
"إلهي ألا لمحة من هذا الاصطناع"

Friday, September 17, 2010

مودة ورحمة.. إن في ذلك لآيات


وكان فضــــل الله علينا عظيما
أكتب في شغف وأمسح ما كتبت
حقاً تعجز كل الكلمات أن تصف ما بداخلي الآن
فقط أدعوكم بصدق جداً لحضور
عقد القرآن وزفافنا
مصطفى وإيمان
أو كما تقول مدوناتنا
بصمة وجدان * واصطنعتك لنفسي
إن شاء الله
يوم الجمعة القادم 24 سبتمبر
دار الأرقم (95 شارع أحمد الصاوي من مكرم عبيد) - قاعة الصفا
بعد صلاة العصر من الساعة 5-7
لن تكتمل فرحتنا بحق إلا بحضوركم جميعا

أسالكم الدعاء لنا
بأن يؤلف الله بين قلوبنا
ويجمع ذات بيننا
ويرزقنا ذرية صالحة يرضى الله عنها
وألا ينزغ بيننا الشيطان أبدا
***
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون

Wednesday, August 18, 2010

لحظات براح

أكتشف نفسي في ممرات الحياة كلما انعطفت في إحدى دهاليزها.. أتامل وأتعلم.. وأتعثر في بعض الأحيان

وأكتشف نفسي في قلوب من حولي.. مما أراه في أعينهم وفي تعاملاتهم معي

ويكتشفني من تتلاقى أرواحنا بعذوبة.. يكتشفون متى يخبو الضياء بداخلى ومتى تحط الفراشات كسلى ساهمة

aمتى تصاب الطفلة داخلي بالخمول وتستفيق قسراً الانثى الملتفة برداء من تعقل وهدوء

ويعلمون من إلتفاتة لعيناي متى يعييني التكدس

متى فتحت أبوابي للتكدس ينتشر بداخلي

فيعييني.. ويضيق صدري بتفاصيله ويسرق مني الأطياف التي تلهو بداخل الروح

يعييني تكدس الأفكار في عقلى.. تكدس أحاسيس لم يكتب لها أذن البوح بعد.. تكدس آثار العابرون من حولي.. تكدس أحلام مؤجلة.. تكدس ذنوب مكومة.. تكدس الاحتياجات غير المعلنة.. تكدس هموم مشتركة

وأخطيء في حق نفسي عندما أسهو عن القلب فتخرج منه تتسرب لحظات البراح
aالبراح عندما أتصل بالسماء دون انقطاع.. وصل له خدر لذيذ
لحظة براح.. كوقفة على حافة النيل وآذان المغرب قد شق الآفاق والليل يحبو وليداً والشمس تتثاقل أجفانها يغلبها النعاس
وأنا أمام صفحة المياه يتطهر قلبي من كل ما علق به من الحياة
واشعر ببراح بداخلي يتسع باتساع السماء وزرقة الماء
براح لا نهائي يغسلني.. يداويني
براح أشبه.. بصوته
.
ولحظة براح
اجلس متربعة في صحن المسجد تتصل كل أوصالي ببرودة الأرضيةالبيضاء النورانية الامعة كأنها مرمر
وقطع الخسب الفاصلة المعشوقة تشع بالدفء حولي
كأنها تضمنا أرواحاً مؤلفة قلوبهم متلاقين
واتذكر القرآن.. والإسلام.. والنور
أسرح بعيني بعيدا بعيدا مع الطيور السارحة إلى الجنة
وأحس بالبراح
براح بقلبٍ معي يحسه ويقرأه في لمعة نظراتي
براح يذيب تمرد النفس وقسوة الاغتراب
براح برائحة المسك والتوابل الأزهرية
براح بعمق التاريخ وامتداد جذوره
.
ولحظة براح
تثيرني بيدهاالصغيرة وأناملها الرقيقة
أمسك أناملها وأدغدغها بأسناني في لهو وتضحك هي ضحكات بريئة
تجذبني بيديها الصغيرة وتحتضنني فجأة وتربت بأناملها على كتفي
وتهمس لي حبيكي حبيكي
فأفهم أنها تقول لي.. أحبك
فأضمها انا وأنظر لعينها
واغرق في البراح
براح الأحاسيس العذبة البريئة
براح العذوبة والدفء
براح الطفولة والمشاعر غير المقيدة الطليقة
براح بطعم طفولتي ودفء النوم على راحة كف أبي كل يوم.. بعد الظهيرة
.
ولحظة براح
حينما أمنى نفسي أنني سأسافر إليها "معه" قريباً
ولا يسع تخيلي تصور أحاسيسي عندما أراها لأول مرة
الكعبة
بيت الله الحرام بكل هذا البهاء والخشوع والسكون حوله
ولا شيء يتردد في الآفاق سوى الله
الله الله الله
لا معبود سواه ولا خالق إلاه
الله الله الله
سينبض بها بصدق القلب والوجدان
الله الله الله
ويمر شريط الذاكرة بكل الذكريات
كل مسجد سجدت فيه.. وكل موضع سبحت فيه
وكل دمعة سقطت خشية من ذنوب أرهقتني اقترفتها
وكل رمضان
وكل صحبات الخير
وكل صويحبات الخير
وكل "أحبك في الله" رددتها بصدق وخجل
لقلب مؤمنة مس قلبي
وأول الركعات لنا سويا
واول قرآن نقرأه سويا
وأول قرآن أقرأه عليه سويا
وأشعر حينها بالبراح
فأجد نفسي أسقط ساجدة لا أستوعب ما بداخلي
ويتسع البراح بداخلي حتى أظنه لا يضيق صدري بعدها في الحياة ابدا ابدا
براح بطعم الجنة
لحظات براح محفورة في الذاكرة
مع الرفاق والأهل والسماء والأرض والكون وكل المخلوقات
مع نفسي ومع افكاري ومع احاسيسي
مع كل شيء يمكنني أن أستمد منه براااحاً.. يزيح بداخلي تكدس الحياة
فهلا محوت كل التكدس داخلك
وافسحت بداخلك كل حيز.. للبراح
حتى لا يغادرك الضياء أبدا
....

ريشة ويّا ريشة
يكمل الجناح
والله أحلى عيشة
عيشة البراح
قشّة جنب قشّة تبقى أحلى عشّة
لا الغصون قليلة أو دروبنا حايشة
واحنا كنا ذوبنا من الحنان قلوبنا
لا اشتكينا من تعبنا أو من الجراح


Tuesday, July 13, 2010

صوت للسماء

جل المنادي..ينادي
يا عبادي أنا ماحي الذنوب و الأوذار
الهي
بنورك اهتدينا..و بفضلك استعنا
وبك أصبحنا و أمسينا
بين يديك نستغفرك
يا الله..يا غفار..يا تواب..يا رحيم


لطالما تساءلت عن سر هذه الرجفة التي تعتريني عندما أسمع صوته..الذي للمفارقة الشديدة ليس قوي و ينبض بالعزة كصوت الحصري و لا عذب كصوت المنشاوي..ولا ملائكي كعبد الباسط.. و لكنني أستسلم تماما عندما أسمعه يناجيه قائلا

ربي..الهي..دموع العين جارية و القلب تحرقه في أضلعه النار..إن ضل
قلبي فقلبي أنت تعرفه
أو كان ذنبي عظيماً..أنت غفار
..
إنها ابتهالات نصر الدين طوبار

هذا العشق الذي لا يشاركني فيه كثيرون..أو بمعني اخر..الذي يسخر مني بسببه الكثيرون
إنها تمدني بلذة و سعادة غريبتين
كثيرا ما سألت نفسي لماذا؟ هل لاني تعودت سماعها في إذاعة القران الكريم التي تحرص أمي علي تشغيلها كل صباح و أغلب الاوقات؟؟..اذا فلم لا يحبها أخوتي؟؟..بل و يتضايقون جدا جدا لسماعها..
ام لاني أحسب ان ابي كان يحبها..و أنا أحب كل شيء أحبه هذا الرجل..
يا مؤنسي في وحدتي..يا منقذي في شدتي
يا سامعا لندائي
فإذا دجي ليلي وطال ظلامه
ناديت يارب فكنت ضيائي



إنني اسمعه الان و أنا أكتب هذه الكلمات
لا أمَل ابدا من سماع هذه الابتهالات و كأنها أول مرة
..و لن أمل من الكلام عن حبي لهذه الابتهالات
سبحان الله..ما هذا الحب الذي قذفه لله في قلبي لهذا الصوت

عندما وجدت هذه الابتهالات في موقع متواضع..طرت فرحا و جلست ابكي من السعادة..إنها كنزي أنا
ملكي أنا..لا يشاركني فيه أحدا تقريبا..مما يؤلمني كثيرا
في جزء يخترقني جدا يقول فيه

مسبحاً بك..مملوء بحبك
مشغوف بقربك..مشغول بنجواك
راضٍ بما أنت ترضاه
و متخذا إليك منك طريقاً من عطاياك

إنه يشعرني بإسلامي..بضعفي و احتياجي للاستسلام..و للاستكانة
أشعر اني ارتفع مع صوته و أصل الي السماء لاناجي ربي..

مجيب السائلين..حملت ذنبي..و سرت علي الطريق الي حماك
و رحت أدق بابك مستجيراً..و معتذراً.. و منتظراً رضاك
دعوتك يا مفرج كل كرب..و لست ترد مكروبا دعاك
و تبت اليك توبة من تراه غريقا في الدموع..غريقاً في الدموع
غريقاً في الدموع ..و لا يراك


هذه الافكار لا يتأملها الكثيرون..صدقوني

حين يهدي الصبح إشراق سناه
يسكب الطل رحيقاً من نداه
موقظاً بالنور أجفان الحياة
الضحي من نور من؟
والندي من فيض من؟

سبحت لله في العيش الطيور..ترسل الانغام عطراً في الزهور
تصنع العش..وتسعي في البكور

عيشها في رزق من؟
و هي ايضا صنع من؟
الله
الله
الله

لا أستطيع أن أمنع نفسي كلما سمعتها أن أردد
الله ..مع كل تساؤل أقول الله
و لكنها تخرج من أغوار قلبي..صادقة..و بإبتسامة
ربما لبساطة السؤال مع تجلي الخالق
بالله عليك هل سمعت مثل تشبيه موقظاً بالنور أجفان الحياة

كم تمنيت أن أجلس مع أحد نسمعه سويا و يشعر بما أشعر به و هو يقول

يا اله العالمين..حنيني دائم
و القلب شاكٍ عليل
سال دمعي يا إلهي..و لولا غربتي ما كان دمعي يسيل
و إذا ضاقت فنجوي دعائي
حسبي الله..حسبي الله و نعم الوكيل

و عندما تهب هذه النفحات الصوفية أشعر بتحرري من نفسي
و تنهار كل أقنعتي..و أرتفع..أرتفع

رباه.. ها أنا ذا خلصت من الهوي ..و أستقبل القلب الخالي هواك
و تركت أنسي بالحياة و لهوها..و لقيت كل الأنس في نجواك
و نسيت حبي..و أعتزلت أحبتي..و نسيت نفسي..خوف أن أنساك

ذقت الهوي مراً..و لم أذق الهوي يا ربي حلواً قبل أن أهواك
يا غافر الذنب العظيم..و قابل التوب
قلب تائب ناجاك..قلب تائب ناداك


http://quran.maktoob.com/duaa.php
......
تدوينة فديمة نشرتها منذ نحو العامان
كانت أول تمرد لي على نشر افكاري وشيء من لقطاتي الخاصة على الملأ
وانتابني اليوم شعور كان أقرب ما يكون وقت كتابة هذه التدوينة
أعيد نشرها في محاولة مني أن اتشبث بتلك اللحظات لعلها تخلد في الزمان
لكم اخشي أن تنفلت من قلبي هذه اللحظات عقابا لي على تقصيري في حق ربي
وما أشد التقصير
يارب.. أنت المستعان
بلغني رمضان وانت راض عني
آمين
...

Saturday, May 15, 2010

مــذاق الارض


أتمدد على الأرض .. أشعر بفقرات ظهري تأن بتأوه متقطع تشكوني طول جلوسي بوضع مؤلم
أتذكر كلمات أمي عندما تطل برأسها من باب غرفتي تدعوني لتغيير وضعية جلوسي من وقت لآخر حتى لا أتعب ومشاركتها بعض الطعام أو الفاكهة وأتعجب من اصرارها على تكرار دعوتها لي يوميا برغم ردي المعتاد بالابتسام لها وجوابها بأني كنت بالفعل على وشك القيام وكالعادة لا اصدق في قولي ويسرقني مزيد من الوقت
.
أفرد ذراعي بامتدادهما بجواري.. أنا أحب الأرض كل أرض وبقدر حبي للأرض أعشق تأمل السماء
كل من يعرفني لابد وأن رآني يوماً أرفع رأسي عالياً منهمكة في تأمل طويل للسماء ابثها حنيناً خفي.. حنين بلا حد كثيراً ما كان يؤلمني.. لا أعرف له أسباب وكأنه جزء من تركيب روحي
.
أحب الارض بكل أشكالها.. وأشعر بأن التحامي بها يكسبني توهج ويعيد لي روحي التي تتسرب من بين أصابعي في الحياة.. هو أشبه بمداوة ومعالجة لكل تلك الخدوش التي تصيب جدار الروح
أقاوم بكل شدة أن أنسلخ من اراضي كل الأماكن المحببة لقلبي.. أذكر أني لم أكن لأترك تجربة التحامي بكل أرض أحمل لها حنيناً مرة على الأقل ولا ينزعني منها سوى الحاح من حولي وتلك النظرات المتعجبة من رغبتي بالاستلقاء على أرض
.
ربما أستمد من التحامي بالأرض بعض من صلابتها وثباتها الذي كثيراً ما أحتاجه للمضي في الطريق.. صلابة أحتاجها للوصول لحلم وهدف لن أسمح للوهن أن يسلبه مني
أفرد قدماي فاحس ببقايا الوجع يتسلل خارج خلاياي ويبدأ جسدي في السكون والاسترخاء واسمع صوت دقات قلبي وأنفاسي تنتظم
أتراني أحن لأصل تكويني..الطين.. أترى خلاياي تشتاق لبداية خلقها.. أم تشتاق لفطرة نقية ولدت بها أتركها تتلوث كل يوم بالحياة
.
اصبح أكثر ما يعيد لي الرونق هو مذاق تلك الأرض الطينية الخضراء عندما أتمدد عليها فتملأ رائحة الخضرة الندية والطين الندى صدري ويعلق بيدي بقايا من طينها.. في تلك اللحظة فقط لا أخشى أن يصيبني أي حشرات وتذهب عني تلك الفوبيا العجيبة التي تجعلني أصاب الهلع من لمس ذبابة ليدي واقتراب أي حشرة مني.. كم أنا مجنونة حقاً كما يشاكسني "هو" دوماً
.
أغمض عيناي واستعيد تلك اللذة التي يمنحنيها مذاق الأرض.. يبعث في نشوة رؤية السماء باتساعها والأفق.. وسكينة الالتحام مع الأرض الندية
يبقى إستلاقي على أرض المطبخ إحدى اسراري التي لا أعرف لها مبرراً.. لا تعلم أمي أنني أعشق صلاة ركعتي الضحى في المطبخ.. ربما يستوهيني السجود في مكان جديدة كل مرة.. غير متوقع
ويظل حلم حياتي أن أبيت ليلة كاملة على أرض مسجد.. ليلة كاملة أكون فيها هناك وحدي.. لتمنحني زاداً يكفيني كل الحياة.. في مسجد ذو نوافذ خشبية مفتوحة على الأفق.. مسجد قديم غير مزخرف بألوان ولا يتغير سجاده كل عام.. ولا تمتلأ كل زواياه كولديرات المياه الحديثة
.
أتذكر أني برغم كل ذكريات الالتحام بالارض الطويلة هذه إلا أنني لم أجرب الاستلقاء على أرض رملية من قبل.. ربما لشعوري بقسوتها وتفرقها.. أو إنني لم أجد فرصة للاختلاء بنفسي على شاطيء رملي بعيداً عن أعين الناس.. أو ربما لأنني كنت أتضايق وانا طفلة من دخول الرمل في شعري عندما نكون على الشاطيء.. مزعج هو الرمل أحيانا
مزعج لأني تعودت أن أمشي عليه طويلاً.. وحيدة
.
اسمع خطوات أمي الحنونة تقترب.. فاضطر أن أهب واقفة بسرعة وأعبث بالملعقة في كوب القهوة الذي دخلت في الأصل لأعده حتى لا تراني ممدة ويصيبها فزع ككل مرة تراني ممدة على الارض لأنها تخالني قد مت أو اصابني سوء ما.. ولأتجنب أن تعاتبني عيناها كل مرة من شدة خوفها وتسالني: نايمة ليه على الارض كده يا أنّه؟؟
___________________
لو أني أملك لو بيدي
أن أقتلِعَ جذورَ البُغضْ
أن أُقصي قابيلَ الثعلبْ
أن أغسل بالماء الصافي
إخْوة يوسفْ
وأطهّرُ أعماق الإخوة
من دنسِ الشرْ
***
لو بيدي
أن أمسح عن هذه الأرض
بصمات الفقرْ
وأحرّرها من أسْر القهرْ
أن أجتثّ شروش الظلمْ
وأجفّف من هذه الارض
أنهار الدمْ
***
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع للإنسان المتعبْ
في درب الحيرة والأحزان ْ
قنديل رخاء واطمئنانْ
أن أمنحه العيش الآمِنْ
فيصير الحب هو الأرض
ويصير الحب هو الدرب
(الابيات لفدوى طوقان)

Thursday, May 6, 2010

عنه وعنها أتحدث.. ماسر هذه الروح؟

كان كثيراً ما يدهشني أن يمسك أحدهم بزجاجة ماء في نهار شمس حارقة ويتجرعها سريعا ولا يرتوي ابدا فيعيد الكرة والكرة ويظل يشكو طول الطريق من القيظ والظمأ.. وآخر تراه وقد ضم شربة بين كفين ممدودين له فيرتوي ظمأ أيام طوال.. فكنت اساءل نفسي كثيراً أو ليس كله ماء؟؟ أو ليس كل الماء يروى العطش؟؟
.
وعندما كنت أرى شخصاً يتدثر بمعاطف ثقيلة.. ضخمة.. ولعلها باهظة الثمن ويشكو من أن صقيعاً يغزو جسده.. ويعاني من أن البرد يجمد أطرافه.. وألمح في نفس الطريق على الجهة المقابلة آخر يمر وقد اكتفي بكوفية من صوف يبدو عليها آثار خطوات الحياة.. فأراه يسدل طرف على صدره لتمس قلبه وطرف آخر يلتف على رقبته ليدفيء دمه.. يسير و قد ظهر على وجهه نعيم خفي وكأن البرد لا يعرف إليه مدخلاً.. فكنت أساءل نفسي أو ليست كل المعاطف على الدفء قادرة؟
.
أين يكمن السر وماهو مفتاح اللغز؟
فالأمر لا يتعلق هنا فقط بشعور من الرضا يجعل الإنسان يرضى بحال ما فيلقى الله عليه من رضاه.. إنما هو شيء ما داخل النفس كامن بها لم تحاول النفس أن تتحلى به ولكن قد من الله عليها
ووجدت حواء اشبه ما تكون بشربة الماء هذه والمعطف

من بين الافكار التي تطورت مؤخراً في عقلي أو لعلها مسها بعض النضج هي النظرة لتقييم الأنثى والرجل على حد سواء ولكن كل بما يناسب تكوين روحه
.
وبحثت حولي كثيراً في كل حواء النساء حولي.. أين تكمن جوهرة قلبها.. ما هي ذلك الشيء الذي يجعلها لا تقدر بثمن ولا يمكن وصفها ووجدته تمثل لي في.. الدفء.
فاذا وجد الدفء في الأنثى فاض بداخلها كل شيء.. وثقل ميزان الأنثى ليطيش بجانبه أي شيء
.
والأعجب في دفء حواء أنها لو تحمله بداخلها فإنك تراه وتمسه في جميع أعمارها صغرت أو كبرت وعلاقاتها.. بعدت أو قربت
تجده في طفلة تحمل بداخلها دفء يشع من أعينها فيرتمي الأب في حضن ابنته ويضمها فتربت بأنامل ضئيلة كجناحات الفراشات تبثه دفئاً وحنانا
.
وفي شابة لو تواجدت مع عجوز أخدت بأيديها تحنو عليها وإذا رأت مريضا كانت له مصدر بهجة وأمل.. وإذا كانت مع صديقاتها كانت هي الدعم ونقطة الاتزان لهن.. فأينما تخطو تشيع دفئاً كالدفء الذي يبعثه رؤية الشمس في الأفق
.
وفي زوجة هي لزوجها.. وطن
.
وفي أم ينبع الدفء في كل شيء تصنعه بأيديها من أجل أطفالها وبيتها.. وكأنه يندس في كل ما تلمسه يداها وحولها
.
إذا كان في حواء دفء فلن يخطيء قلبك ابداً عن استشعاره في كل خلجاتها
..
السيدة خديجة جاءها النبي صلي الله عليه وسلم يرجف فؤاده ويقول لها: زملوني زملوني.. فكانت له فيضان دفء وسند حتى ذهب عنه الروع
وتوفى النبي بين صدر ونحر السيدة عائشة بعد أن لينت له السواك بريقها.. فكان أخر ما دخل جوفه صلى الله عليه وسلم.. إنه الدفء
.
الدفء هو جوهرة حواء التي يبحث عنها آدم
يا رجل.. ابحث عن الدفء في حواء فإن القلب الذي سكنه الدفء إنما هو انعكاس لنور الدين والحياء والإيمان فيه
وإن الجسد الذي يشع منه الدفء إنما مسته نفحات من الجمال والإشراق كامنة فيه
أنت تحتاج لحواء دافئة لتذيب ثلج حياتك الشاقة
فإن حواء دون دفء كقطعة حلوى نزعوا منها السكر.. وكشربة ماء ساخنة في نهار ظاميء
..
وأنت أيتها الزهرة الدافئة لا تسمحي للحياة القاسية أن تصبغك بمذاق عملي قاسي ينزع من بين جناباتك الدفء فهو أروع ما فيكي
لا تتعمدي أن تظهري بشخصية حادة قوية تواجهين بها قسوة الأشياء حولك، فقط اجعليها رداء مؤقت جدا تواجهين به الأشياء ثم انزعيه عنك في لحظتها.. لا تنسيه عليك فيصبح جزءاً منك ..فتتركي الايام تسلبك الاستمتاع بنثر دفئك بين الناس
قفى كل ليلة لحظات تأملي فيها الدفء الذي تبعثه تلك السحب البيضاء الحنونة في السماء الحالكة.. تعانق أشعة شمس الصباح لتأخدنا مثلك من دفء ليل إلى إشراقة صباح
.
فليست كل النساء إناثا،، وليست كل المعاطف على الدفء قادرة
....
عصفوريــــــن بيلقطوا ورق الشجر
وبيبنوا عش
شىء مؤكد ماكنش فيه بينهم خداع
وماكنش غش
الوطن .. راحة القلوب
لو مبني طوب
أو مبني قش
..
وللحديث بقية للحديث عن سر روحه "هو" ه
.
لمتابعة بقية تدوينات عنه وعنها أتحدث

Saturday, May 1, 2010

عن الحياة

من اروع التدوينات التي قرأتها
لا تفوتك قراءتها

Wednesday, April 28, 2010

ومضة ...


تتراءي أحيانا له الحياة كومضات.. ومضة ضوء تبزغ دون مقدمات في العقل فتنير مساحات ما ولقطات طالتها آفة النسيان أو الهجران.. ومضة تتسلل كروح خفية تعيد بث دماء جديدة في عروقه.. بعضها يحمل لحظات توهج لكل كيانه.. ومضة تعيد إلى ركود أطرافه دماء حركة وسريان فتجعل من النفس نبع تنشق منه حيوات مختلفة وتنطبع على جنباته.. وتحمل في مكنونها.. نور يكمن في ومضة
يا سالكين إليه الدرب لا تقفوا
.
يسير في الطريق يحمل عقله بركان من الأفكار التي تحتاج إلى ترتيب.. يذهب ببصره يميناً فيلمح وجوهاً نضرة يعلوها ضياء قد هرعت لتلبى نداء لصوت حاني من عجب يسمعه من بعيد يدعوه لسجود في ظل رحيب بارد بين يدي الملك.. وجوهاً تركت عنها ترددها وحيرتها واستسلمت في حب للنداء وتركت كل شيء في الحياة خلفها.. وتتبعت النور

طاب الوصول لمحروم تمناه
.
يراها تعبر الطريق تخفض رأسها على استحياء يعلوها رداء عفة يحفظ عقلها قبل جسدها.. يكاد يرى نقاء فطرتها ينير موضع قدمها أينما ذهبت.. يمر بجوارها فيستتشعر قلباً ليناً يتفطر من الحنين ولكن يأبى إلا الصفاء والنور بداخله.. تنير وجهها سكينة كأنها ترى الجنة أمامها ماثلة ويحملها ملائكة.. بل يكاد يرى غيرة الحور العين من قدرها.. في كل لمحة لها ضياء لنور تتبعته..
رحماك ..لا تحرم عبادك من رضاك وأمنحهم ما أنت ترضاه
.
يخطو إلى موضع سجوده.. ها هنا أعتاد أن يقف أمام النافذة يناجي ربه ويدعوه أن يمنحه رضاه وستره.. كان دوماً يسأله اياهما فقط.. يتردد صدى آيات يحفظها جيداً من طوال ترديده لهما في صلاة المغرب ويتذكر تلك اللحظات.. فيها فقط يتبدل ويتغير ويستسلم لنور تتبعه أن يغشاه من كل مكان
يا رب .. هيأ لنا من أمرنا رشدا
.
يدخل غرفته ويغلق بابها ويفتح شغاف قلبه يبحث عن النور.. يقع ببصره الدامع على سبحة أضاءت له .. أمسك بها بأنامل مرتعشة مترددة في الرجوع كم يبدو شاق فيلمح آثار دمع مر على تلك الحبات فكانت له مأوى ونجاة.. ها هو مصحفه بغلافه المزين لايزال يحتفظ ببقايا مسك كان يعطره به كل فجر..
يهدي إلى الحق من ضلوا .. ومن تابوا
.
إنه النور حين يبزغ بهالته الرقراقة فيجتاح كل ما حوله.. فلا تملك القلوب سوى أن تتجه إليه بكل قوتها وأملها لتشرق الشمس على جدرها التي اشتاقت للضياء
إنه النور حينما يشرق في قلب يلقى كل من يمر به شحنة من سواد ويأس محطم.. فتجده وهو يستمتع بنشر زخاته بين قلوب الحيارى حولهم فيتبعونه على هداه ويصبح لهم مثوى ونجاة
إنه النور حينما تشق خيوط الصبح ليل قلب ساهر يتأمل في الحياة.. يصبر على عقل وجسد يجره خلف شهوات تفتك به.. فتنعكس أشعة الصباح على آيات في صفحة في مصحف يكمن بجوار قلبه
إنه النور حينما تقودنا عقولنا لفهم رسالة ربانية جائتنا من السماء.. لترتفع أقدامنا عن الأرض وتنزع عنها ثوبها الطيني المثقل
إنه النور حين ترى الأفق حولك واسعاً برغم ضيق صدور من حولك.. وترى نفسك مقصراً على ثناء الآخرين حولك.. وترى المقصد في الطريق ماثلاُ وقد ملأ جانبي الطريق الحيارى

مسبح بك.. مملوء بحبك.. مشغول بقربك.. مشغوف بنجواك
ومتخداّ منك طريقاً من عطاياك
.
النور يبحث عنك بقدر بحثك أنت عنه.. فإذا ساد الظلام فاعلم أنك قد هجرت النور ونأيت بعيداً

إذا فقدت النور تفقد خطاه في كل شيء حولك وتتبع أثره أينما سار
لا تحجب النور عن عقلك.. واترك له مساحة فأنه يجاهد لكي يشق ويبزغ
لا تحجب النور عن قلبك.. مهد له الطريق وأزل منه أطلال وحطام كانت.. فإنه يشتاق ان ينير جدرانه
وعش متتبعاً الومضات
....
أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
...
اشتم رائحة رمضان في الأجواء
وفي نداءات الصلاة
اللهم بلغنا رمضان
الله بلغنا رمضان

Monday, April 12, 2010

بذرة.. ومن جديد أبدأ

ويتزايد صدى الصوت في داخل أجواء عقلي.. اكتبي هيا اكتبي
قومي الآن وافتحي صفحة بيضاء وخطي عليها بعضاً من تلك الافكار
لم تعتادي يوماً السكون الملبد بغيوم الركود
.
وأتهرب كل ليلة من أفكاري التي تطاردني وأقول لها غداً يوماً جديد وسأكتب.. وأنا أعلم أني قد لا أصدق في حديثي
كنت قد قررت منذ نحو العام ألا اكتب تدوينات تحمل شحنة سلبية على المدونة.. ربما لأني رأيت أنه ظلم كبير لي أن أنشر تلك الشحنة السلبية لتصبغ روح من يأتي ليقرأ ها هنا بشحنة من سواد تفرضها المشاعر التي تكمن وراء الكلمات
.
ولكنني ايضا ما عدت أستطيع أن أكتب فقط عن مشاعر رقراقة فياضة أو استعيد ذكريات المرح والسعادة طوال الوقت كما كنت أفعل
فأنا يا عقلي أشعر حينها بالسطحية
سطحية لإني أدرك أن أمتي تتجه نحو منحنى متأزم لا نعرف لنا خلالها طريقاً وسط رؤي رمادية
وأن إنتمائي لديني يفرض علي فروضاً وحقوقاً لست أوديها في حق المسلمين من حولي
فهل أستمر في الكتابة عن ذلك العالم الطفولي والفراشات التي أهرب وسطها حين يشتد السواد ممن حولي
أم تتحول المدونة لمحطة تفريغ لكل الشحنات السلبية التي قد أمتصها في طريق الحياة
.
يحكي ابن القيم عن ابن تيمية فيقول: "كنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض آتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحاً وطمأنينة
.
ولهذا فأنا أرفض بكل كياني أن تكون كلماتي تغييب لواقع لابد أن نتذكره ونذكره.. واقع يتشكل من الحاجة إلى نصرة المسلمين المستضعفين في الأرض بكل مظاهر الاستضعاف
.
واقع يتشكل بالحاجة إلى المساهمة في اصلاح مجتمعي وأمتي وقبلهما وأولهما نفسي وذاتي
واقع يعبر عن بعض المواقف والأزمات التي يواجهها كل منا في طريق حياته وكل تلك المواضيع التي تصطبغ دون قصد بمشاعر سلبية عند التطرق إليها

وأرفض ايضا أن تكون تلك المساحة التي أمتلكها وامتلك عبرها صوت لعله يترك أثراً ما في إحدى النفوس التي تخطو ها هنا أن تتحول لكلمات استعيد بها فقط بعضاً من الذكريات الجميلة والأحداث السعيدة والمشاعر النورانية
.
ولهذا فقد طال وامتد بي الصمت كثير من الوقت.. حتى كاد يصبح موت
فما السبيل يا عقلي.. ما السبيل حتى لا يصيبني الجمود؟ وتركد الافكار داخلي كمياه لا يقربها أحد
هل السبيل في العودة مرة أخرى إلى طريق الإصلاح
وفكرة الإصلاح دون الغوص في تحليل مفصل ومطول عن واقع سوداوي
وهل يمكن الوصول للإصلاح دون التعمق في التحليل الذي يصيب بالاحباط
هل الحل هو أن نقف على ذاك الصراط بين الواقع والخيال.. لنعيش في أرض الخيال لنستمتع بالحياة ولكننا في داخلنا نعلم وندرك واقعاً ملموساً حولنا ينتظر منا أن نعود له فنصلحه
أنستمد من كل تلك اللحظات الجميلة التي عشناها سابقاً قوة وطاقة تعيننا على نبذ السلبية والافكار القاتمة عن النفس
.
ربما هو السبيل
وأعلم يقيناً أنه سيتضح اكثر ويستبين كلما تقدمنا في الخطى
.
سأبدأ طريقي منذ البداية مرة اخرى
أخرج من دائرتي لأرى ذاتي.. كما بدأت معها منذ ثماني سنوات
وابدأ معها في تنمية كل شيء حولي لأستمتع بلذة البدء من جديد
قطعاً ستختلف البدايات عن تلك التي عشتها سابقاً.. فهي الآن بدايات لشابة أنضج من تلك التي عاشت منذ ثماني سنوات
وسأجد مع البدايات ذكريات مختلفة ومشاعر جديدة
ولعلني أحلل الحياة حولي من منظور مختلف.. منظور ثنائي الرؤية والأهداف وليس أحادياً كما كان من قبل
ولعل هذا من أجمل ما في البداية
من جديد
.
واصطنعتك لنفسي
إلهي.. ألا لمحة من هذا الاصطناع؟
-------
جذوري تمد في أرضي تدق أصول
بتلملم الحياة م الأرض لجل تطول
واوصل و اشب لفوق, و اعمل بدون ما أقول
رغم ان شطري تحت, رغم الجسد مشلول
.
أنا لامسة نجم السما, عالية لحد مهول
ويا لبيب افهم, خدها من الشجرة
يا طير أسير محبوس, نفسك تطير برة
لحد ما تفرج, اطرحلي كام بذرة
تكبر ف قلب الحر, و توصل الفكرة
البذرة تبقى اتنين
عشرين.. ميتين.. ملايين
.
متغميين يمكن, و بقلبهم شايفين
متكتفين فعلا,لكنهم قادرين
واصلين لكل مكان, و بلا جناح طايرين
يا قلب يا مكسور, متقضيهاشي حزين
منتاش زعيم جايز, لكن وراك ملايين
لو بذرتك تطرح, هيقوم صلاح الدين
صحيح مهوش انت
بس أنت كبرته
ربيته ع الفكرة
وبقيت كما الشجرة
لو حتى مش قادرة
تطرح.. بذور حرة
.
البذرة
تبقى اثنين.عشرين .. ميتين.. ملاييين

Tuesday, March 23, 2010

راقب حبلك

شايف الصورة ده ..شفت الحبل كان غليظ أزاي
تخيل أنه بقي معلق بخيط رفيع علي وشك أنه يتقطع
.
تخيل بقي أن حياتك كلها حبال وخيوط
حبل مع الله..حبل مع نفسك
حبل مع أهلك و أصحابك
حبل مع كل شيء في حياتك
.
لو في عبادة كنت قربت فيها أوي من ربنا و بدأت تفقد جمال أحاسيسها وأثرها عليك
و المعاصي بتقطع خيط ورا خيط من الحبل أفتكر الصورة ده كويس
.
لو في إنسان بيبعد عنك بالرغم من أن أمره يهمك.. و كل يوم بتقطعوا خيط من الحبل ده
أفتكر الصورة ده و أحذر أنك تشد الحبل أكثر من كده
.
لو في قران في قلبك و جيت لحظة تدور عليه لقيته مش منقوش جوا قلبك زي ما كان
أفتكر الصورة ده كويس..و ألحق أنقشه تاني
.
بأيدك أنك متوصلش أي شيء ثمين تملكه..أهلك..أصحابك..وقتك..صحتك..حياتك
لصورة الحبل ده لأنه لو خيط كمان أتقطع..
.
.
راقب دايما حبلك و خيوطك اللي بتقطعها
و أفتكر أن الحبل دايما ممكن يتربط

Friday, January 29, 2010

أدور.. أدور


أدور وأدور أدور حتى يتوه كل توازني ويتلاشي
أفرد ذراعي كأجنحة بيضاء حريرية وأدور.. تتساقط الشريطة الحريرية التي تقيد خصلات شعرى معي فتنطلق تدور معي فرحة هى الأخرى.. لعبتي المفضلة عندما كنت طفلة
أرفع رأسي فأري الحوائط حولي تتلاشى.. يصبح النور ساطع في كل الارجاء دون توقف.. وينتشر إشراقه في كل أرجاء المكان.. حتى إنه ليتسلل داخلي
وعندما تنفذ آخر قطرة في رصيد توازني ألقى بنفسي على دثاري الدافيء لاستمتع بشعور الخدر اللذيذ من فقدان التوازن يسري في جسدي وتنطلق مني ضحكة تعلو وأنا ارى كل الموجودات حولى تتمازج وتندمج.. لا فوارق بين الحائط والأرض.. الاثاث الثابت وعقارب ساعتي المتحركة
كله صار مزيجاً محبباً إلى قلبي.. يحنو على
.
ندور بين الغرف - لا يجرؤ أحدنا أن يصف هذه الغرفة بـ البيت- حجرة مظلمة تخنقها الرطوبة.. لا نافذة.. لا أية آثار حياة سوى بقايا غطاء ملقى في جانب مهدم.. تشكو لنا بأن أحدهم سرق حلتها الوحيدة وهي لا ترغب سوى في حلة ولو دون غطاء حتى تستطيع إعداد طعام.. تؤكد لنا إنها مستورة.. الحمد لله
.
ندور ندور بين الغرف -لا يجرؤ أحدنا أن يصفها بـ بيت- حفرة في الارض يغطيها قطعة قماش مهترئة.. تطير عند عبور فقط أحدهم بجوارها.. وتنخلع لتيار هواء عابر.. يخبرنا أحدهم أن هذا الحمام المشترك لجميع الساكنين.. لكنه يؤكد لنا إنها مستورة.. الحمد لله
.
ندور ندور بين الغرف - لا يجرؤ أحدنا أن يصفها بـ البيت- تخبرنا أنها تقبض شهرياً 52 جنية ونصفا كمعاش لزوجها.. فقط لديها ثلاثة ابناء ووالدتها.. تؤكد لنا أنها مستورة.. الحمد لله
.
تقابلني جارتي صدفة فتخبرني بأنها سترسل ولدها لاستكمال دراسته الثانوية في الخارج.. وتشاركني قلقها في إنها تخشى عليه بقوة.. هو لا يستطيع أن يقشر تفاحة لنفسه.. تقسم لي بقوة أنها هي من تقشر له التفاح.. ستكون مستورة.. الحمد لله
.
ادور وأدور وأدور حتى يتلاشي كل توازني
أفرد ذراعي كأجنحة رمادية وأدور.. تقبض تلك الشريطة على خصلات شعري تقيده.. كانت لعبتي المفضلة
أرفع رأسي عالياً فأرى الحوائط حولي تعلو عالياً.. والظلام ينتشر في الغرفة حولي في كل مكان.. بل يكاد ينطبع بداخلي
وعندما استنفذ آخر قطرة من توازني أرتمي على الأرض يعلوني نهيج بكائي ويصفعني قسوة الحواجز كلها حولي
نعم.. الفارق يتسع بين الحائط والأرض.. الأثاث يرتطم بجسدي
وساعتي قد توقفت عن العمل
ليتهم فقط تركوا لي لعبتي المفضلة.. يوماً آخر
قبل أن تثقلني.. فوارق الحيـاة
_______
أنك ثابت
وأنا على ذاتي أدور أدور
الارض تحتي دوماً محروقة
والارض تحتك مخمل وحرير
فرق كبيـر بيننا يا سيدي
فأنا مقيدة وأنت تطير
(سعاد الصباح)

Friday, January 8, 2010

لم يكد يراها

إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
تترد صدى الآية داخل كل خلايا عقلي دون توقف..دون توقف
افتح نافذة السيارة رغم قسوة برودة الجو وتوسلاتهم لي أن أحكم غلقها لعلني أرى فقط أي علامات على الطريق أو حتى ألمح رصيف الطريق فيفاجئني ستار أبيض من الضباب من الكثافة بشكل يحجب الكون.. ضباب على الجانبين كأنه حائط أبيض قادر أن يقنعك باختفاء كل مظاهر الحياة بل وباختفاء الصحراء ذاتها.. أغطى وجهي بوشاحي وأحاول الهروب في دوامة نوم مرددة بداخلي قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا فلم القلق إذن.. ألوم نفسي بأن ازدياد القلق يعني نقص في يقيني بالأقدار فأزيح الوشاح عن وجهي وأبدأ في مراقبة الطريق لعلي افلح في رؤية أي معلم فأقوم بأي دعم
.
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
انظر لأختي وأقول لها وأنا أضحك أننا نبدو كما لو كنا في فيلم رسوم متحركة أو فيلم رعب أجنبي تظهر فيه العربات كالأشباح.. أؤكد لها إن الضباب سينتهي بالقطع عند نقطة ما وأننا لابد سنلمح أي يافطة تشير لنا كم تبقى من هذا الطريق الذي بدا لساعات طالت جداً أنه لن ينتهي أبدا.. فيجبرني الضباب الذي تزداد كثافته على الصمت والتوقف عن أي محاولات للتفاؤل وتلطيف الأجواء
.
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
أتذكر كلماته لي عندما تأخرت طائرته لأعطال فنية وقال لي أنه وقتها كان يتمنى فقط ألا يصيبه مكروه من أجلى لإنه لا يريد أن يسبب لي أي ضيق أو قلق.. أتذكرها بقوة عندما وجدتني أدعو بقوة أن يكون قد نام دون أن يرى رسالتي الأولى وألا يحاول الاتصال بي لإن هاتفي انتهى شحنه.. أقاوم بشدة أن أحدثه من هاتف أختي لأحكي له ما أمر به .. وأعد نفسي مراراً بأني سأريحها وأحكي له كل شيء ولكن بعد أن تمر هذه الليلة وينتهي الطريق.. فأنا بقدر ما أحتاجه معي ليطمئنني ويبدد خوفي، بقدر ما أدعو ألا يحدث لي ما قد يسبب له أي ضيق أو حزن أو حتى بعض القلق.. لو علم بما أنا فيه الآن لن يغمض له جفن الليلة ولو حاول الاتصال على هاتفي ووجده مغلقاً سيكلم والدتي وستحكي له من القلق أنا أعلم أمي لن تخفي عنه.. أدعو بقوة ان يكون "هو" بعيداً عن هذا الجو المضطرب
.
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
الظلام دامس جداً لا أرى شيئاً وتذكرت القبر.. وهنا خفت بحق.. قبر مظلم لا صاحب فيه ولا أنيس.. تفزعني الفكرة رغم أني لا أكف عن ذكر الموت ولا أنساه لكني لم أتفكر من قبل في ظلمة القبر بهذا القدر.. تفزعني أن تشبه فقط هذا الظلام الذي أنا فيه.. كيف سأبقى هناك حتى تقوم الساعة..تتردد بداخلي الكلمة وكأنني اسمعها لأول مرة.. ظلمة ..ظلمة القبر.. يعلو صوت بداخلي يذكرني بذنوبي وتقصير حالي مع الله وغفلاتي وعثراتي.. فأوقفه بقوة وأسكته بعنف فالظلام وحده تكفي وطأته على الآن
.
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
يمر بي خاطر فجأة: هل سيأتي النهار؟؟ هل سيسطع ضوء ما في لحظة حتى لو كانت بعد ساعات؟؟ تتردد صدى آية آخرى: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين
دخان؟؟
هل هذا هو الدخان؟؟ أسيكون أشد منه؟؟.. ابحث عن الحكمة فيما يحدث فلا شيء يحدث عبثاً في هذا الكون
أنا جزء من هذه الأحداث وكان المعتاد أن أكون في بيتي الآن أو عائدة من محاضرة ولكني هنا في هذا الطريق وسط هذا الظلام
أرسالة هي؟؟.. أتذكر يوم أن فقدت طريقي ولمدة 3 ساعات كاملة أمشي في طريق السويس وسط أمطار غزيرة لا أدرى سبيل الرجوع.. تذكرت يومها هذه الرسالة.. كانت وطأتها شديدة جداً على نفسي حتى لا أنساها ماحييت.. وأفهمنيها الله من رحمته بي.. الأحداث تكاد تشبها إلى حد ما؛ نفس إحساس عدم القدرة على أي شيء.. وأن الملجأ والنجاة هي فقط من عنده.. أتراها نفس الرسالة؟؟..ولكن لماذا؟ هل ضَعُف يقيني لهذا الحد؟؟ هل ضعفت ثقتي بالله للحد الذي تأتيني رسالة مرة أخرى أقوى وأشد؟؟
أم لعله تنبيه إفاقة؟؟ ألا اغوص في إعداد بيت للدنيا سأفارقه بعد سنوات مهما طالت فهي معدودة حتى ينسيني بيت لن أفارقه.. نعم فأنا صار أغلب ما يشغل عقلي أينما ذهبت ألا أنسى أن أشترى هذه لبيتنا وهذه وهذه.. وكيف ستكون الحوائط وأين سيكون كذا وكذا وكذا
هل هي الحكمة؟؟ ان احذري من استحكام القلب علي الدنيا الجديدة التي أخوضها.. أن امتلك الدنيا في يدي لا في قلبي
.
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
غفوت للحظات دون قصد واستيقظت على صوت حوار يدور في السيارة وتقول إختى إنها سمعتهم ينادوا أن هناك حادثة ما فنتوقف.. انتبه أنا فأسمع أصوات رجال تصيح بقوة في كل العربات القادمة بالتوقف لإن عديد من السيارات اصطدمت بعضها ببعض أمامنا.. افتح النافذة فألمح عربة مقلوبة وزجاج واجزاء من سيارات تملأ الأرض ولا يظهر سوى أضواء إشارات الانتظار وصوت يصرخ يبحث عمن يقلهم لأقرب إسعاف وصوت آخر يطالب العربات القادمة بالتوقف حتى يستطيع من بالعربات المتصادمة عبور الطريق فالضباب يحجب المارين تماماً.. نقف لبضع دقائق لا ندري في أي حارة نحن في الطريق حتى.. عربات كثيرة تقف مثلنا ورجال تطوعوا بالخروج من عرباتهم للمساعدة ويتطوع سائق شاحنة كبيرة في نقل المصابين للإسعاف.. ونبدأ في التحرك بعدما استقر الوضع قليلاً لإن الوقوف غير آمن في نصف الطريق هكذا.. ونلمح على الجانب الآخر أنوار عربات إسعاف عديدة تتوالي تبدو كأشباح تسير لا نسمع إلا صوتها المقبض
.
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
بعد مرور نحو خمس ساعات بقايا الطفلة بداخلي أحست بالحاجة إلى الإرتماء على كتف حنون وأطلاق سراح بعض الدمعات الحبيسة.. أنا بخير حال لكني فقط أحتاج لتفريغ شحنة القلق المكبوتة لثوان وبعدها أهدأ.. انظر لأختى بجواري وأهم بأن افعلها.. فيقمعني صوت عاقل بأني لم أعد طفلة وأنني لطالما شكلت نفسي أن أكون إمرأة قوية عند الأزمات والشدائد.. لابد من التماسك حتى نهاية الأمر تكن ما تكون نهايته.. لابد من الصلابة والقوة المطلقة فأنا سأكون مسئولة عن بيت كامل وأسرة فكيف لي بعدم الثبات في مثل تلك اللحظات! كيف أنفس عن قلقي وأزيد من توترهم هم بدمعاتي الطفولية هذه! أحبس تلك الطفلة بداخلي وأحكم عليها الغلق وأعدها بأن اطلق سراحها عندما أعود إلى بيتي وأندس في فراشي
.
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
افكر في أن اقترح عليهم أن نستغفر جميعاً وقول لا حول ولا قوة إلا بالله بدلاً من الاستغفار وحدي.. الاستغفار مفعوله مؤكد وقد جربته مراراً.. أتردد.. اصمت وافعله دون أن يدركه أحد .. يؤكد لي صمتي في هذه اللحظة أني تغيرت.. وصوت بداخلي ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.. يطول صمتي وأزيد أستغفاري وحدي.. نعم أنا تغيرت وبداخلي مفاهيم بات واضحاً أنها ينبغي أن تصحح مرة أخرى
أقاوم صمتي بعد فترة طالت من الزمن وأشير على استحياء لهم بأن الوقت رائع للقيام الذي قلما نؤديه وأنه من كان متوضئاً يجوز له أن يصلي صلاة النافلة في السيارة وقبلته حيثما اتجهت راحلته.. فتستجيب إختي وتأخذ مصحفاً.. فأندم بشدة لطول صمتي كل هذه المدة
.
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
وصلنا الساعة الثالثة بعد منتصف الليل إلى بوابات القاهرة واختفت كل معالم الطريق المؤدي للمحور.. فقررنا كأغلب العربات الانتظار عند بوابات القاهرة في السيارات نحو أربع ساعات حتى الشروق لعله حينئذ نرى بصيصاُ من نور.. وخطوت لبيتي في نحو الثامنة صباحاً بعد نحو اثنتى عشرة ساعة عشتها في ضباب دامس
اثنتى عشرة ساعة كاملة قضيتها في طريق الإسكندرية الصحراوي والعالمين عائدين من بضع ساعات في الساحل
اثنتى عشرة ساعة لن تنمحي أثرها من على جدار روحي بسهولة
انهالت علي فيها مزيج من ذكريات الطفولة
التفكير في المستقبل والحياة
علاقاتي كلها وكل من حولي
كم تغيرت وأين أسير؟
كيف هذا الكون بتدبير أقداره؟؟
وأين يمضي بي عقلي وإرادتي؟؟
.
أدخل من باب المنزل ألقي السلام على أمي التي لم يغمض لها جفن.. أقبلها كثيراً وأرتمي في أحضانها في هدوء غريب وأعدها أن أحكي لها كل التفاصيل بعد ان أنام قليلاً.. أرسل له برسالة أنني وصلت بخير الحمد لله وأنني سأنام فقط لإني مرهقة بعض الشيء.. اغلق صوت رنين هاتفي واندس تحت الأغطية جيداً ولكن يفاجئني برد غريب يسري في كل خلاياي لم أشعر بعده بأي شيء.. ولم يوقظني منه إلا صوت اهتزاز هاتفي وهو يتصل بي مرة تلو اخرى قلقاً بشدة من رسائلي تلك فأجيبك: مش هتتخيل ابدً.. فعلاً إذا أخرج يده لم يكد يراها
.
.
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ
ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ
(سورة النور- الآية 40)