تلتفت عيناه نحوها يلمحها قادمة نحوه تعلوها إبتسامة مشرقة بحضوره.. طيف روحها يلامس روحه فتصيب قلبه رجة صادقة
يلقى عليها سلاماً عبر الأثير ويخفي اشتياق في قلبه لا يرسله لها الآن يمني نفسه أنه عما قريب ستوصلها لها كل جوارحه ولن يعد سبيل للإخفاء
يطول الحديث بينهما ويعلو الشوق في قلبه فيضغط عليه أكثر وأكثر.. يثقله
يتذبذب بين استمتاع بحديثهما وثقل مجاهدة في نفسه
ترنو عينيه لأناملها وعينيها فيتجنب أن يطيل النظر في وجهها.. لطالما أتعبته وأثقلته تلك المسافات الفاصلة
يشيح ببصره عنها.. نعم هي حبيبته ولا سواها في قلبه.. لكن لا يزال بينهما المسافات
يكاد يحسبها بقلبه فتبدو أمتار وكيلومترات
يغمض عينيه ويسكن ويردد في نفسه: هي لك فلا تعجل
هي لك فحافظ عليها من أجلك
...
تقف تنتظره في الشرفة عين على الطريق على استحياء.. وعين في المرآة تتأكد أن كل شيء سيبدو جميلاً في نظره
يدق على الباب دقته المميزة ويدق معها قلبها حتى يكاد يخرج بين اضلعها
تجري على الباب تفتحه فيبدو وجهه من فرجة الباب فتختبيء خلف الباب من شدة مشاعرها وهي التي كانت تتمنى ان ترتمي بين يديه
ترد على سلامه عبر الأثير وتخفي اشتياق في قلبها يضج القلب باخفائه
تخشى أن يخرج منها دون استئذان فتلزم الصمت للحظات
يهديها أزهارها المفضلة فتضمها وتشتم عبيرها وهي في الحقيقة تشتم عبير سحره الذي يلفها
يصيبها وجوده في مقتل.. ويجعل كل ما فيها يضطرب ويرتبك
نعم هو حبيبها.. لكنها لا تملك سوى أن تخفيها
فلا تتحرك إلا بحشمة.. ولا تتحدث إلا باحترام
تمسك بطرف خمارها وتستمد منه طاقة للوقار لتعينها على الإخفاء
سيكون رجلك.. فلا تعجلي
سيكون رجلك.. فاستمسكي وحافظي على كل خلية في قلبك من أجله
...
لا تحرم نفسك ابداً من نعمة الحلال.. فإن لها سحراً رباني لا يصفه إنسان
لا تحرم نفسك أبداً من نعمة الحلال.. فإنك إن سلبت نظرة أو لمسة أو كلمة فأنت سلبتها من نصيبك من السكن والمودة
لا تحرم نفسك ابداً من نعمة الحلال.. فإن لكل شيء على تلك الأرض ميزان وميزان الحب هو الحلال
لا تحرم نفسك أبداً من نعمة الحلال.. وأعلم إن من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه
لا تحرم نفسك أبدا من نعمة الحلال.. واجعل يقينك في انه ما منعك إلا ليغرقك في فيض من السكن
لا تحرم نفسك ابدا من نعمة الحلال.. فكلما كان أشق وأصعب كلما عظمت النعمة
لا تحرم نفسك أبداً من نعمة الحلال.. فما كلفك بشيء إلا وهو أعلم سبحانه أنك قادر على كبح نفسك فيه
قد تدمع عينيك شوقاً.. وقد يفيض القلب حباً.. وقد ترتعش الأنامل والخلجات رغبة
لكن لا تطاوعها أبدا.. إلا في الحلال
*
*
"كنت أشعر أن في داخلي مرجلا يغلي بالعاطفة والأشواق، ولم أعد أطيق الاحتمال، وكنت في أشد اللهفة على أن ألقي ما في براكين قلبي المضطرمة بالحب الكبير.. وكنت أريد مع ذلك شيئا هو أن ألمس كفه بكفي..
لقد كانت لحظة فريدة خالدة أظن أنها كانت أجمل لحظة في حياتي الماضية، وكذا في حياتي القادمة، ولئن عببت من ألوان السعادة بعدها عبا، إلا أن هذه اللحظة تبقى فريدة وحدها، لأنها كانت المفتاح والمدخل، ولولاها، لما شعرت بسعادة قط..
تحققت هذه اللحظة فور هبوطنا من السيارة التي أقلتنا فوضعت ذراعي على ذراعه أعلقها بها، ولقد كان كل ما بي متعلقا به، ولمسته أخيرا، لأدرك فقط أنه حقيقة.. حقيقة واقعة، وليس حلما أو خيالا أو طيف إنسان، ها هو ذراعه تمس ذراعي، فهو إنسان حقيقي بلحم وشحم..
انتظرها طويلا
وانتظرتها أطول
قلت له بوضوح وبصوت مسموع، لا أثر فيه لهمس، وإن كانت خلايا جسدي كلها تهمس به، ودقات قلبي كانت تهتف به في نفس اللحظة، تساعدني على أن أجهر بالكلمة الجميلة.. ثم.. ثم ألقيت ما في نفسي من حمم الحب الملتهبة، مرة واحدة لتستقر النفس، وتلفظ ما يموج بها ويضطرم من مشاعر حارقة ملتهبة..
- عماد.. إني أحبك.. جدا.. جدا.. جدا..
ولو قدر للكون كله أن يتلاشى وأن يتوقف، وللقدر أن يوقف حياتي عند هذه اللحظة، فما كنت سأصبح أكثر سعادة من ذلك، فلم أكن أنتظر بعدها أي سعادة أو متعة أو لذة أخرى.. تحققت كل أمنياتي في الحياة، ولم أكن أنتظر حتى مقابل من عماد ولا رد فعل منه.. كانت كل أمنيات الحياة عندي مرتكزة على تلك اللحظة..
ولو أن شاعرا أراد أن يختصر كل دواوين الشعر التي قيلت في العشق والهوى، والحب والجوى، ولو أن كل قصص الحب ورواياته وأفلامه ومسلسلاته، أراد لها واصف أن يلخصها في سطر، وأن يختزلها في جملة.
ولو أن كل كلمات الغزل والعشق والهيام المعسولة الرائعة في الوجود، كان يمكن إجمالها في جملة واحدة..
أما أنا فلم أكن ألامس الأرض بقدمي.. كنت في حالة من السعادة لا تكون إلا بين اليقظة والمنام، أو أن تكون في عالم علوي ليس على الأرض.. كنت أشعر أنني هائمة، روحي ترفرف ترتشف من السعادة، التي غابت فيها الجوارح عن الوجود.. كنت أشعر بعد هذه اللحظات أننا نعيش من الداخل، أننا خلعنا عنا الجسم الخارجي الذي يمثل لنا أسوارا وحواجز، وألقيناه عنا، كما يلقى الناس ثيابهم، لتلتقي أنفسنا الشفافة، وتتعانق قلوبنا النابضة بالحب..
لم يعد لحواسنا الخارجية وجود..
كانت هذه حقيقة مشاعري، وليست هذه محاولة مني لجعل اللحظة شاعرية أكثر مما كانت..
فإني أتذكر دقات قلبي وقلبه أكثر من خطوات أقدامنا، ومن كلماتنا..
لم نعد نتكلم، كان القلب هو الذي يتكلم، والقلب هو الذي يسمع
يلقى عليها سلاماً عبر الأثير ويخفي اشتياق في قلبه لا يرسله لها الآن يمني نفسه أنه عما قريب ستوصلها لها كل جوارحه ولن يعد سبيل للإخفاء
يطول الحديث بينهما ويعلو الشوق في قلبه فيضغط عليه أكثر وأكثر.. يثقله
يتذبذب بين استمتاع بحديثهما وثقل مجاهدة في نفسه
ترنو عينيه لأناملها وعينيها فيتجنب أن يطيل النظر في وجهها.. لطالما أتعبته وأثقلته تلك المسافات الفاصلة
يشيح ببصره عنها.. نعم هي حبيبته ولا سواها في قلبه.. لكن لا يزال بينهما المسافات
يكاد يحسبها بقلبه فتبدو أمتار وكيلومترات
يغمض عينيه ويسكن ويردد في نفسه: هي لك فلا تعجل
هي لك فحافظ عليها من أجلك
...
تقف تنتظره في الشرفة عين على الطريق على استحياء.. وعين في المرآة تتأكد أن كل شيء سيبدو جميلاً في نظره
يدق على الباب دقته المميزة ويدق معها قلبها حتى يكاد يخرج بين اضلعها
تجري على الباب تفتحه فيبدو وجهه من فرجة الباب فتختبيء خلف الباب من شدة مشاعرها وهي التي كانت تتمنى ان ترتمي بين يديه
ترد على سلامه عبر الأثير وتخفي اشتياق في قلبها يضج القلب باخفائه
تخشى أن يخرج منها دون استئذان فتلزم الصمت للحظات
يهديها أزهارها المفضلة فتضمها وتشتم عبيرها وهي في الحقيقة تشتم عبير سحره الذي يلفها
يصيبها وجوده في مقتل.. ويجعل كل ما فيها يضطرب ويرتبك
نعم هو حبيبها.. لكنها لا تملك سوى أن تخفيها
فلا تتحرك إلا بحشمة.. ولا تتحدث إلا باحترام
تمسك بطرف خمارها وتستمد منه طاقة للوقار لتعينها على الإخفاء
سيكون رجلك.. فلا تعجلي
سيكون رجلك.. فاستمسكي وحافظي على كل خلية في قلبك من أجله
...
لا تحرم نفسك ابداً من نعمة الحلال.. فإن لها سحراً رباني لا يصفه إنسان
لا تحرم نفسك أبداً من نعمة الحلال.. فإنك إن سلبت نظرة أو لمسة أو كلمة فأنت سلبتها من نصيبك من السكن والمودة
لا تحرم نفسك ابداً من نعمة الحلال.. فإن لكل شيء على تلك الأرض ميزان وميزان الحب هو الحلال
لا تحرم نفسك أبداً من نعمة الحلال.. وأعلم إن من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه
لا تحرم نفسك أبدا من نعمة الحلال.. واجعل يقينك في انه ما منعك إلا ليغرقك في فيض من السكن
لا تحرم نفسك ابدا من نعمة الحلال.. فكلما كان أشق وأصعب كلما عظمت النعمة
لا تحرم نفسك أبداً من نعمة الحلال.. فما كلفك بشيء إلا وهو أعلم سبحانه أنك قادر على كبح نفسك فيه
قد تدمع عينيك شوقاً.. وقد يفيض القلب حباً.. وقد ترتعش الأنامل والخلجات رغبة
لكن لا تطاوعها أبدا.. إلا في الحلال
*
*
"كنت أشعر أن في داخلي مرجلا يغلي بالعاطفة والأشواق، ولم أعد أطيق الاحتمال، وكنت في أشد اللهفة على أن ألقي ما في براكين قلبي المضطرمة بالحب الكبير.. وكنت أريد مع ذلك شيئا هو أن ألمس كفه بكفي..
لقد كانت لحظة فريدة خالدة أظن أنها كانت أجمل لحظة في حياتي الماضية، وكذا في حياتي القادمة، ولئن عببت من ألوان السعادة بعدها عبا، إلا أن هذه اللحظة تبقى فريدة وحدها، لأنها كانت المفتاح والمدخل، ولولاها، لما شعرت بسعادة قط..
تحققت هذه اللحظة فور هبوطنا من السيارة التي أقلتنا فوضعت ذراعي على ذراعه أعلقها بها، ولقد كان كل ما بي متعلقا به، ولمسته أخيرا، لأدرك فقط أنه حقيقة.. حقيقة واقعة، وليس حلما أو خيالا أو طيف إنسان، ها هو ذراعه تمس ذراعي، فهو إنسان حقيقي بلحم وشحم..
انتظرها طويلا
وانتظرتها أطول
قلت له بوضوح وبصوت مسموع، لا أثر فيه لهمس، وإن كانت خلايا جسدي كلها تهمس به، ودقات قلبي كانت تهتف به في نفس اللحظة، تساعدني على أن أجهر بالكلمة الجميلة.. ثم.. ثم ألقيت ما في نفسي من حمم الحب الملتهبة، مرة واحدة لتستقر النفس، وتلفظ ما يموج بها ويضطرم من مشاعر حارقة ملتهبة..
- عماد.. إني أحبك.. جدا.. جدا.. جدا..
ولو قدر للكون كله أن يتلاشى وأن يتوقف، وللقدر أن يوقف حياتي عند هذه اللحظة، فما كنت سأصبح أكثر سعادة من ذلك، فلم أكن أنتظر بعدها أي سعادة أو متعة أو لذة أخرى.. تحققت كل أمنياتي في الحياة، ولم أكن أنتظر حتى مقابل من عماد ولا رد فعل منه.. كانت كل أمنيات الحياة عندي مرتكزة على تلك اللحظة..
ولو أن شاعرا أراد أن يختصر كل دواوين الشعر التي قيلت في العشق والهوى، والحب والجوى، ولو أن كل قصص الحب ورواياته وأفلامه ومسلسلاته، أراد لها واصف أن يلخصها في سطر، وأن يختزلها في جملة.
ولو أن كل كلمات الغزل والعشق والهيام المعسولة الرائعة في الوجود، كان يمكن إجمالها في جملة واحدة..
أما أنا فلم أكن ألامس الأرض بقدمي.. كنت في حالة من السعادة لا تكون إلا بين اليقظة والمنام، أو أن تكون في عالم علوي ليس على الأرض.. كنت أشعر أنني هائمة، روحي ترفرف ترتشف من السعادة، التي غابت فيها الجوارح عن الوجود.. كنت أشعر بعد هذه اللحظات أننا نعيش من الداخل، أننا خلعنا عنا الجسم الخارجي الذي يمثل لنا أسوارا وحواجز، وألقيناه عنا، كما يلقى الناس ثيابهم، لتلتقي أنفسنا الشفافة، وتتعانق قلوبنا النابضة بالحب..
لم يعد لحواسنا الخارجية وجود..
كانت هذه حقيقة مشاعري، وليست هذه محاولة مني لجعل اللحظة شاعرية أكثر مما كانت..
فإني أتذكر دقات قلبي وقلبه أكثر من خطوات أقدامنا، ومن كلماتنا..
لم نعد نتكلم، كان القلب هو الذي يتكلم، والقلب هو الذي يسمع
.. "
من رواية حتى لا تموت الروح للكاتب علاء حسن عن قصة حقيقية تصف مشاعر ليلة عقد القرآن
من رواية حتى لا تموت الروح للكاتب علاء حسن عن قصة حقيقية تصف مشاعر ليلة عقد القرآن