يشدها إليها حنينها كثيرا
تنظر إلى الفولدر الممتلىء بالخواطر المسطورة تزداد كل يوم حتى لن تجد لها يوما مساحة
تفتح مدونتها تبدأ في الكتابة تريد أن تفرغ ذلك الأزيز الذي يفيض بقلبها وعقلها.. خواطر خواطر لا تنتهي تهاجمها وهي تقوم بكل الاعمال في يومها تارة تكتبها وتارة تخطها في الهواء سرعان ما تنساها لتبدأ غيرها وتارة تقصها عليها عندما يعود.. صارت الأوراق لا تستوعب تلك الطاقة بداخلها.. تشتاق كل يوم لصفحتها هنا التي شهدت أجمل اللحظات وأقساها.. أكثرها اضطرابا وأكثرها سكونا
يصير كل يوم اختيار الكتابة على المدونة علنا مستحيلا.. كلما توغلت الحياة وتعمقت صار كشفها غير مباحا.. أن يعرفها المحيطون بها ويعرفون زوجها يبدو للأمر ويكأنها تكشف أدق أدق تفاصيل حياتها
وهي لا تجيد الكذب ولا تستطيع الإدعاء.. ولا تعرف الكتابة دون شعور شخصي عاشته يدفعها لذلك.. سلبا أو إيجابا
حتى "هو" يشتاق كثيرا للدخول على مدونتها يسمع طوبار ويقرأ كلماتها كأول يوم دخلها فجرا وآسرته.. لكنه يخشى عليهما كثيرا
عندما تكتب يسعد كثيرا.. ويخشى أكثر كثيرا.. ترى ذلك في لمعة عينيه وتعرف ذلك في نبرات صوته
لا يطلب منها أن تمحها.. لكنها تعرف أنها لابد أن تفعل ذلك حتى يطمئن
حتى أخوتها والأصدقاء.. بمجرد أن تكتب يملأون الدنيا صراخا حولها لتمسح ما كتبت بدعوى أن تلك المشاعر أيما كانت لا يجب أن تظهر في العلن.. فليس كل الناس سعداء هانئين حتى تظهر كلمات عشق وهوى وكفاهما ما أصابهما من ابتلاء
تنصحها أمها بحنان أن تكتب ولا تتوقف ولكن لا تظهر ما تكتبه لأحد من
الغرباء..تكتب باسم آخر.. في مكان آخر
لكنهم جميعا لا يفهمونها.. لا يفهمون أنها لا يجب أن تهرب.. هي تسمي ذلك هروبا وتحولا.. لم تتوقف عن فعل ما تحب لأجل أفكار غريبة وخوف.
ماذا بها عندما تفصح عن كل ما بها وتحكي للعالم بأسره شطحاتهما سويا كما كانت تحكي شطحاتها وحيدة
ماذا بها عندما تقص على الآذان خواطر مملوؤة بالنور
ماذا بها عندما تكتب لصغيرتها رسائل حب لها تعود إليها كلما كبرت قليلا.. تسطر كي لا تنسى أن تحكي لها.. تسطر كي تسجل تلك اللحظات المميزة
إنهم لا يفهمون قطعا ذلك الارتباط الوثيق.. لذة الكتابة لللآخر لا لكشف
الحياة ولكن لكسر تلك الحدود بين العقول والحجب
لصنع ذلك الرباط الخفي ولهجة التواصل الساحرة بين هؤلاء الذين يبحثون عن طريق النور
أخلقنا الله لشيء إلا لنصلح ونتحدث بنعمته علينا.. ومن يصلحون يحتاجون بصيص النور من الآخرين.. يطمأنوهم أن بالحياة سعادة .. وسكنا ينير لهم الطريق ويبشرهم بالوصول لنعم الله الحلال.. وبها أيضا ألما وابتلاء لكن لا يهم سيمر أن شاء الله
أنمرر الهم والغم.. ولا نمرر السكن والنور
كان الأمر يبدور رائعا جدا بكم الأصدقاء المشتركة بيننا.. لكن أكتشفت ان ذلك يزيد الناس فضولا وأحيانا تربصا
وكما صارت الكتابة هنا اختراقا للخصوصية وكشفا للحياة.. صارلا شيء يشبعني بعد "واصطنعتك لنفسي".ه
لا مدونة أخرى جديدة وجدت فيها غربة وبردا كان ينخر في عظامي كلما دخلت أكتب فيها وحيدة
ولا تلك المدونة المغلقة التي امتلأت عن آخرها بكلمات لا يقرأها غيره
ولا تلك الفولدرات المنسية على سطح مكتبي وداخل كل الأماكن الهادئة مترامية يكتشفها هو صدفة كلما أجاد التفتيش عنها
ولا حتى صحبة تكفيني
ولا أزال افتحها يوميا.. تؤلمني وحدتها،، ووحدتي
اكتب واحفظ في الدرافت أو لا احفظه.. لا يهم أحيانا
لا أعلم مصيرنا.. أستضيع في عالم النسيان
أم سأتحول أنا عنها وأتركها تندثر تحت الركام.
أقول لنفسي ربما لن يبقى سوى الحنين.. لأن الحنين هو الباب الذي يوارى ولا يغلق