كنت قد قررت التوقف عن التدوين لفترة مفتوحة جداً .. خاصة بعد هلاوسي الحسية في بوست شطحات .. الذي لم أجد له أي فائدة تذكر .. كالمدونة .. لا أجد لها وجود يرضيني ..
ولكن بعد حضوري لعرض الفيلم الرائع "الضباب ينقشع" في الساقية .. وشعوري بالفخر بإسلامي وديني ..وإستمتاعي أنا وإسراء بذلك اليوم حتي النخاع.. وكل ما حدث لي فس ذلك اليوم والذي كان أبسطها أن وجدت واحدة من المنظمين تأتي لي بكرسي ..حيث أنه لم تكن هناك كراسي كثيرة لكثرة عدد الأجانب .. وتقول لي أنه مرسل إلي شخصياً .. وعندما سألتها من أرسله قالت لي إنه أحد المنظمين .. أخذت أؤكد لها إني لا أعلم أحد من المنظمين ولا أعلم أياً من الأسماء التي ذكرتها .. ولعله أخطأ .. ولكنها أخذت تؤكد لي أنها تأكدت منه مرات ومرات وهي تقسم أنه لي .. قررت أنني قد أكتب إستثناءاً عن الفيلم وعن يومي
!!!!!!
لكني بعد ذهابي اليوم للكلية و عدم مقدرتي -وأكاد أقسم علي هذا-
علي التفرقة بين الولاد والبنات .. وبعد ما رأيت جرعة مكثفة تخطت المعقول والا معقول .. بعد شعوري المقيت بالغربة هناك .. خرجت أزفر بقوة وبقسوة حتي أخرج كل ذرات الهواء التي أستنشقتها عنوة في الكلية ..عسي أن يخرج معها كل ما رأيت .. قلت لنفسي.. قد أكتب عن هذا إستثناءاً
!!!!!!!
لكني عندما توجهت بعد ذلك لشارع صلاح سالم .. وعند دار مناسبات تحديداً .. شاهدت طفلاً لم يبلغ السنتين بعد ..ذو إبتسامة ساحرة .. أخذ يداعبني وأداعبه .. وإذا به يضع يده السوداء تماماً والمهببة بالتلوث علي وجهه ليقلدني كماأفعل لمداعبته.. وعندما جاءت عربة لتركن خلفي .. أخذ يقلد أمه ويشاور بيده للعربات وحاول أن يفتح الباب .. وقتها شعرت بالحنق علي .. ماذا فعل ليكون في مكانه في حين آخرون في البسين أو في إنترناشيونال سكول .. أو لأكون أنا في مكاني الآن .. وتذكرت هذا المشهد الذي لن أنساه أبداً .. طفل رأيته منذ أيام في عباس العقاد .. يحتضن أخوه بشده وبحنان أم وأخوه "عبد الرحمن" هكذا كان أسمه نائم في صدره .. لم يكن يتسول كالآخرون.. كان يضع أمامه بعض المناديل .. من أراد أن يشتري فليفضل .. طفل يعتني بطفل .. طفل مسئول عن طفل .. فقلت لنفسي قد أكتب عن هذا إستثناءاً
!!!!!!!!
لكني عندما توجهت بعد ذلك للبنك .. قابلت محاسباًً بمجرد أن قرأ أسمي في البطاقة حتي سألني .. حضرتك بنت فلان الفلاني؟ .. فقلت له نعم .. أنفجرت أسارير وجهه وصرخ مش ممكن أنا شبهت علي الإسم .. وإنهال علي بالأسئلة في سعادة غامرة .. عني وعن أخوتي ..إنه يتذكر من هم أخوتي!!! .. وجدتني أفكر .. ماذا فعلت له يا أبي كي يتذكرك هذا الرجل حتي بعد 9 أعوام؟ .. تري كيف كنت تعامله؟ .. إنك في ذاكرته لدرجة أنه بمجرد أن قرأ أسمك في بطاقتي صرخ من السعادة .. وجدتني أفكر أني قد أكتب عن هذا إستثناءاً
!!!!!!!
لكني عدت إلي البيت لأقرأ خبر إستشهاد 24 مسلماً في غزة والضفة .. منهم رضيع ستة أشهر .. تخيلت للحظة حال أمه .. تلك التي فارقها طفلها .. الذي منها..قطعاً كان يشبهها.. الذي كان يتكون منها لـ9 أشهر، أستحضرها وهي تتلمس بطنها المنتفخة وتحدثه ويحدثها.. تتخيله وتتخيل حياته وحياتهما معاً.. وقطعاً أحبته حباً جماً .. كيف تشعر الآن؟ ..وكانت هذه القشة التي قصمت ظهري اليوم
!!!!!
وقتها قررت أن أتوقف تماماً عن الكتابة .. دفنت عقلي في
الوسادة ..أحكمت الغطاء علي مشاعري .. وأتممت الغلق علي نفسي ..قررت الهروب كالعادة بالنوم .. نعم
جبانة أنا .. كلما يحاصرني الحنين أهرب بالنوم ولا أستيقظ .. عندما يقتلني الشعور بالعجز .. أهرب بالنوم ولا أستيقظ
.. إنهم يحاولون إيقاظي الآن ولكني مازلت أتظاهر بالنوم لعلي لا أستيقظ أبداً