Monday, July 18, 2011

شطحات.. 6

سحرتني تلك الأزهار الغريبة وأنا طفلة.. كنت أطاردها بشغف، اطيل تأملي وانبهاري بها؛كأس أخضر.. وريقات حانية تحمل زهرة مجموع من زهيرات صغيرة ملونة كريش عصفورة.. مزروعة على جانبي الأسفلت في طرقات النادي.. تلقي عليه بظلالها علها تسلب منه تلك القسوة الظاهرة عليه.. وكنت أنا أعشقها.
كنت أتعمد المرور في كل المساحات الخضراء المزروعة.. رغم أن الطين كان يزعجني عندما يلوث حذائي خاصة لو كانت الحديقة مروية لكن عندما كنت أخطو فيه ويصل إلى أنفي رائحة الطين الأصيل البارد فتنتشي أحاسيس خضة بكر.. أما الأسفلت فكنت بحق أمقته.. صلباً ساخناً.. كثيراً ما أتعثر بعجلتي فوقه فاسقط سقطات قاسية لا أجد فيها حولي يد أبي أو أمي تنتشلني وتخفف عني.. وكان ينتهي بي الأمر دوما أن أذهب لأمي وهي تجلس في مقعد داخل الجانب المزروع لأريها جرحي المؤلم وشرابي الذي قطع من سقطتي فوق الغطاء القاسي.فكنت كلما سرت على الأسفلت أمد يدي وأفتح ذراعاي لتتلمس طول سيري مذاق تلك الزهرات الحانية على جانبي الطريق وأتابعها حتى تنسيني قسوة ما أخطو عليه وكنت عندما نمشي سويا لنغادر الحديقة للبيت.. أسير خلفهم جميعا.. أقطف تلك الزهرات الصغيرة من كل زهرة وأجمعها سريعا في يدي كومة ثمينة.. أبثها مما يفيض بداخلي.. وأقترب اقترب من أبي وأمي ثم أنثرهم في السمــاء لتسقط عليهما.. ملونة أبيض أحمر وأصفر.. كنت أشعر بسعادة بالغة.. يلهو الفرح في قلبي كأنني أقذف بالونات في الهواء.. أو اطلق سرب حمام أبيض طليقا في الأفق.. وكنت أتابع سقوط الأزهار عليهما.. أود حينها لو تنبت في كل مكان سقطت فيه زهرات وزهرات تمحو طريق الأسفلت.. أو حتى على الأقل تخفيه حتى إذا مر أحد بعدي وخطا محل خطواتي شغلته متابعة الزهيرات وبثته شيئاً من حنان.. طاقة حنان وحب وودت لو غمرت كل ما في الكون فتمحو بسحر تأثيرها ذلك الكساء القاسي الذي يقيد طريقنا في الحياة.. أو تمنحه قبسات من نور تنير الطريق ومرت السنون وغابت تلك الأزهار بعدما أصابت أعمال التحديثات النادي بأكمله..
وسرت أبحث اعواماً.. في كل حديقة وزرع في شغف عنها.. واليوم! وجدتها.. طريق مرزوع جانبيه بتلك الزهرات الحانية فامتدت يداي سريعا دون أن افكر لأقطفها.. لكني ترددت مليا.. نظرت إلى كفاي المفرودتان أ
فكر تراني ماذا أنثر على من حولي الآن؟
أمازلت اجمع أكوام ثمينة من حب وحنان ونور في كفي التي لا تزال صغيرة؟

أمازلت أترك طريق سيري منيراً لمن يمر بعدي؟
امازلت أملك تلك الطاقة من الحب والحنان والنور؟
ألا تزال شعلتها متقدة؟
وسرت في ذلك الطريق وروح طفلة اشتاقت لذر النور في كل زوايا الكون قد خرجت من مخبأها بعد غياب..
وكفاها مجتمعان.. مرةأخرى ...

مجرد شطحات عشتها هكذا.. دون تعقل.. دون رقابة

1 comment:

Fahd said...

اخيرا
ياه
ها قد عدت مرة اخري

ارتشف كلماتك بنكهة الايام الخوالي

حقا انها شطحاتك ولكنها طاقة من نور تنثرينها علي جنبات الحياة

نجوب معك في ذهاليز نفسي بشرية يملؤها النور احيانا وقد يؤلمها قسوة الاسفلت

بوركت