Wednesday, October 3, 2012

يا سالكين إليه الدرب



يعود الحنين ليزور القلب.. زائر لا يسأم ولا يمل
تارة يحن لذكريات تأبى أن يعتليها التراب ويغفلها القلب
وتارة يحن للحظات يحياها بكل الوجدان ويخشى عليها بشدة
يخاف أن يبحث عنها يوما فلا يجدها.. فصار يدمن استحضارها والحنين إليها
عله يملكها ويسعها بقلبه كله
تارة يحن لأطياف من ولوا وهو يعلم أن الأيام بهم لن تعود أبدا
وتارة يحن لذاته بتقلباتها وجموحها.. بعزها وانكسارتها
بأحلامها وآملاها.. بتصالحه معها وجفائها عندما يحس بها اغتربت
وكثيرا ما يحن لمجهول.. حنين.. وحسبه به
زائر صار يدمن أبوابي.. يطرقها كل ليلة وصرت أشتهي الاستجابة له
حنين جارف لزاد القلب والروح
ذاك العنفوان والقوة والعزم ...الانكسار والتضرع والاستسلام
أيا سالكين إليه الدرب لا تقفوا.. طاب الوصول لمحروم تمناه

كان القلب يدعوه في ليالي الوحدة والغربة التي كانتا تنخران في محارة الروح.. فكان يأنس به وأقامه بين يديه يستغفره ويعينه على قيام ليله واصطفاه بآيات في القلب ليقف بين يديه يدعوه.. فلماذا ذاك البعد والنفس تشتاق له والجسد صارت له طاقة عليه والروح تشتهيه كنجمة مشتعلة
كيف تنأى تلك النفس التي ذاقت واغترفت من ملذات الدنيا فصارت تركن للأسهل.. تستصغر الذنب وتركن إلى حسن الظن
كيف يغتر ذلك الجسد فصارت سهام العقل ترمى في كل صوب تحيد عن أهدافها.. وسهام العين تصيب ما كنت تخشى أن يطلع الله عليه فيجده قد نكت سواد في قلبه.. والأذن ما صارت يعتريها سهام الحزن عندما يصل إلى سمعها ما يبعد القلب عن خالقها.. كيف صرت أيها الجسد قادر أن تهنأ بما يخالف أوامره أو يبعده عنكأ
يتها الجنة لما صرتي تغيبين عن الأحلام وصارت الأحلام دونك.. فأنت الحلم ومنتهى الآمال والأحلام
أيتها النار لما صار القلب لا يفزع لاسمك وينخلع.. صار يعوذ بالله منك في صمت بهمهمة روح غافلة هزيلة
كيف تجرأت تلك الأنامل على هجر صفحات النور والأنيس.. كيف طاقت الابتعاد الحياة بالقرآن
كيف صار القلب يتألم في خجل مذموم عندما ينسى آية قد نقشت يوما على جنباته
وعاش بها ليال وحارب من أجلها في صراعات طويلة مع النفس
أيها العزم أستجديك بخالقي أن تعود بقوة الأيام الأولى
بقوة الإيمان التي كانت تترك لله أيا ما كان إذا خافت على قلبها من البعد والجفاء
ذاك القلب يحن إلى الارتواء بك
أيتها النفس.. أتقولين طال وفاض الاشتياق!
إذن.. فلتصدقي ولتستعدي الآن للقاء
..
يارب عدت لرحابك تائبا.. مستسلما مستمسكا بعراك
أدعوك ياربي.. أدعوك ياربي
لتغفر زلتي.. وتعينني.. وتمدني بهداك
فاقبل دعائي.. واستجب لرجاوتي
ما خاب يوما من دعا ورجاك

1 comment:

Anonymous said...

اللهم اغفر و ارحم و اعف و سامح و تجاوز ... يا الله