هاتفتني.. صوتها هاديء وقد انتزعت منه تلك الحيوية العذبة التي أحبها في صوتها
اخذت تحادثني في أمور كثيرة عادية بشكل مقصود وأخذت أبحث عن ابتسامتها في الحديث بين كل تلك التنهيدات في صوتها
سألتها ما بها وألححت في السؤال على غير عادتي ولم تدر هي من أين تبدأ الحديث.. بدا ويكأنه حملا ثقيلا على قلبها كالجبال
وكان حديثها به وجعا عميقا صنيعه الإهمال
...
قالت لي: فلتبحثي لي في كل تلك الكتب التي تقرأنيها وقولي لي ماذا أفعل.. صرت أتحاشاه بشتى الطرق أفتقده ولكني أتحاشاه.. صرت أكره حبي له الذي يجعله يهملني هكذا وهو يطمئن أني لن أتوقف عن حبه.. سأمت من عتاب طويل صار لا يجدي نفعا.. طلبت منه مرات عديدة بالتلميح وبالإشارة.. بالوضوح والصدق.. بالإنزواء والصمت ولا يفلح الأمر
يستنفذ رصيده لدي بصورة مفزعة وأصر أنا على زيادة الاهتمام ومواصلة الطريق.. أبات ليلي وأنا أخشى أن يستيقظ فيجدني وقد جف نبع حبي هو لا يعلم أنه حينها لن يستطيع ملأة مهما فعل.. أخشى أن يزداد جفاف روحي في انتظار بعض قطرات نداه حتى تبور أرضي
عندما أرى الآن حبيب يحب محبوبته أراقبها جدا وأتحسر كثيرا.. أنظر ماذا يفعل الحبيب وهو يحاول أن يرضي محبوبته بشتى الطرق: لا يفكر إلا فيها وفي سعادتها.. لا يفعل إلا ما يرضيها يتتبعها بعينه أينما سارت يفكر بماذا يكافئها وكيف يدخل السرور على قلبها.. كيف يمسك بيديها ويتشبث بها.. أستغرق في الأفلام ماذا يفعل البطل كيف يمسح على شعر محبوبته كيف يراقبها وهي نائمة كيف لا يرى سواها.. اضحك بحسرة عندما اقرأ كلمات تحفز الرجل ليعد فطورا لزوجته أو يصنع شيئا من أجلها
واسأل نفسي لماذا لا يعاملني زوجي هكذا.. لقد وعدني قديما أن أكون أميرته وأنا أعامله كملك
لماذا يأتي علي من أجل الآخرين وهو يعلم أني لن أرفض له طلبا لأني أحبه ثم لا أجد إلا مزيدا من عدم التقدير والإهانة من هؤلاء الآخرين
لماذا يجعلني الطرف الأوهن والأقل اهتماما يؤجل احتياجاتي ويعدني طوال الوقت بما لن يفعله من أجلي بينما يجيب طلبات الآخرين بكل أريحية حتى لو كانت مثقلة
هو يفقدني ولا يدري..يستمتع بما أمنحه له ويضن علي .. تكلمت كثيرا ولا أجد سوي بعض الكلمات التي صارت لا تسمن ولا تغني من جوع
ولا تقولي لي أن أبدأ بنفسي وأجدد في مظهري وفي البيت
قد فعلت كل ما تتخيليه وكل ما يحبه ويزداد الأمر سوءا بكل مجهود أبذله ولا أجد له تقديرا
نحن في أوائل سنوات زواجنا وأشعر أني وحيدة جدا وحزينة جدا
لا أدري هي سأمتلك الطاقة والاصرار على الاستمرار أم سأترك كل شيء وأرحل بعيد ا بقلبي وحبي
!!أين ذهب كل ذاك الذي كان
وانفجرت في بكاء طويل وطلبت مني بتوسل أن اغلق المكالمة الآن فهي تريد أن تصمت
.......
ألقت علي صديقتي ثقلها وحملها وتركتني أعاني صوت بكائها وألمها الصادق.. كانت صادقة جدا هذه المرة ولم أجد مبررا ولا شرحا لطبيعة الرجل بشكل ال تفهمه هي كما اعتدت ان افعل معها
وودت لو كانت بجاوري أحتويها وأنا اعلم ان احتوائي لها لن يرويها.. هي تحتاج هذا الارتواء الذي لن يمنحه لها إلاه
وتذكرت مقولة قراتها من أيام "اعتني بزهرتك قبل أن تذبل" وغضبت من ذلك الغافل لماذا يصر على فقدانها وهو بكامل وعيه وإدراكه
أخذت أراجع ما كنت اقرأه وأؤمن به.. بحثت عن ملاحظاتي التي أعتدت تديونها.. بحثت في أغوار عقلي عن كل ما تعلمته وآمنت به
وأخذت أردد تلك الجملة وتساءلت وأين زهرتها هي.. هل تعتني هي بزهرتها قبل أن يعتني هو بها هي من تترك زهرتها تذبل بدافع الحب والعطاء
وهاتفتها ووقلت لها بذلت جهدا كبيرا حتى تستعيدي شعور زوجط لكا وأنا أسألك هل بذلت جهدا مماثلا لاستعادة روحك التي فقدتها سهوا في طريقك
هل اعتنيت بزهرتك ودللتها كما كنتي تفعلين من قبل.. أنت كزهرة إن اعطيتها ماء وتركتها في ظلام فسوف تذبل.. وإن أعطيتها نور وحرمتها الماء جفت.. زهرتك تحتاج منك ماء وضياء فاهتمي بها قبل أن تطالبيه بالاهتمام
قبل أن تحاسبيه على إهمالك حاسبي نفسك واخرجي نفسك من لعنة التحول تلك التي تصيب من تتزوج
وليس التحول الآن أن تهملي في شكلك خارجيا وتستقبليه كما كانوا يضحكون علينا برائحة الثوم والبصل.. تلك كانت لعنة السابقين
صرنا نستغرق وقتا طويلا في تجميل مظهرنا حتى نسينا أنهم ما أحبونا إلا لما في عقولنا وباطننا.. آفاتنا الآن هي أن تفقدي نفسك في فلكه وتتخيلين أنه عطاء
ولكن ايضا البر لا يبلى.. فما تتحملينه من أذى من أجله أو تبذليه من أجله لا تمني به عليه يوما وتذكري أن من ظلمك فالله قادر على أن يقتص لك منه حتى ترضي.. ومن جار على حقك يرزقك الله من يعيده إليك
وضعي حدودا لكل شيء حتى العطاء حتى لا يكن سفها
أرجوك يا رفيقة الدرب ألا تتوقفي ولا تجزعي ولا تتركي الشيطان يفسد قلبك ويفسد ما بينكما
لكن توقفي عن الدوران في فلكه.. توقفي عن مراقبته ومتابعته
اصنعي لنفسك عالما تتدللين فيه كما كنت تفعلين من قبل
دللي نفسك ولا تربطي أشياءك الجميلة بوجوده.. إن اختار إهمالك وجعلك آخر أولوياته فليتحمل تبعاته ولكن لا تتوقفي
ولا تهجري ما تفعلين فتخسرينه وتخسرين حبا يفيض بقلبك لن تجدي له يوما بديلا
تذكري لمعة الحب التي رأيتها في عينه لما كانت. . وكوني امرأة مختلفة يبحث هو عنها ويسعى ورائها ويود لو تمن عليه بنظره
مرة أخرى برضاها
كوني أنت زهرة تعتني بنفسها قبل أن تذبل
...
في خيط ضعيف رابط ما بينا هتخاف عليه هخاف عليه هتسيب هسيب.. الخيط خلاص مبقاش متحمل رعشة إيدي
بإيديك الخيط يقوى في لحظة والجرح يطيب.. أو تضعف وأضعف واستسلم وتسيب وأنا اسيب
6 comments:
Well Done Honey, really amazing :-)
في البداية لابُد أن تفتش هي عن نفسها وفي نفسها أولاً، وأن تتحقق مِن أنها عادت كما كانت على الصورة التي أحبها فيها وعليها
لا أعني المظهر الخارجي، بل أعني كل شيء، الروح والفِكر والشكل والآمال وغيرها
وبعد أن تتخطى هذه المرحلة وتتأكد مِن أنها أدت ما عليها، حينها سيمكنها عبر طرق عديدة من لفت نظره لتغيره، وربما كانت هُناك مؤثرات خارجية طرأت عليه دون أن تدري هي، أو دون أن تعرها اهتماماً، وما أكثر الظروف التي تغير من شكل حياة الإنسان
أما بعد كل ذلك فلو ثبت أنه هو السيء الذي يتغير بدون سبب مقبول، فلهذا حديثٌ آخر
ما اعمق الوحدة بين الانتظار والتلاقي
نناشد بواطنا فى عزلتنا عن الكون
نحيكـ من امانينا سلاسلا وقيودا
ذات مرة فى حُلم
جئتني مجردا من تُرهات نبضي المتجه دوما لكـ
وكم كانت حينها المسافات بيننا لا وجود لها
مشهد خرافي التكوين
لا يوصف
تتساقط السماء من مظلتنا خناجر تشق الارض
كذنب هائج يبحث عن الغفران
ينبش القبور جوعا
ربما يصادفه مـخرج لسعير الروح
مخرج لحلم حبيس يئن
يرتجي ان يطرق ابواب النهاية
ويدعوا ان تُفْتَح لَهْ
.... رائعة وربي بل وأكثر ..
يا مراكبي
متفقة جدا مع حضرتك في كل ما قلت.. كان نفسي فقط أسمع الحديث الآخر أوي :)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اود ان اقول لها لا تقلق كثيرا وان تكون عندها ثقة فى نفشها على تخطى فترة من الزمن لانى اعتقد ان حبيبها او زوجها هوى فى سن من ثلاثين الى اربعين سنه يعنى فى هذه الفترة وهذه الفترة دائما يصابو باليائس حتى علم النفس يقول ان سن الثلاثين هوى سن اليائس فى السلوك والافعال وربما يكون انسان حساس جدا واستراتيجى فينظر بمنظوره للمستقبل ويقارن بوضعه الان فينعكس عليه تغير فى السلوك والافعال واقول ايضا ربما ان يكون حدث انجاب من الاولاد بينكم او بينهم فلذلك اهتمام المراة بزوجها من اظهار مشاعر تنعكس فى ذات النوع للرجل اذا كان من الاولاد طفل فتحب المراة الولد من حبها لذات النوع فى ابيه ويقل حبها لزوجها لانها احبت نوعه وهذه دراسات سلوك بعض الحوامل مع ازواجهما لاحظنا ان اغلبية النساء التى تحمل ويكون الجنيين شبيه لابيه يكون تنافر منها لزوجها ولا تطيقه وتنعكس الحياة
ـــــــــــــــ فاقول لها ربما ان تكون انجبت طفلة فاحب زوجها تلك الانثى من ذات النوع لزوجته وهو حبه لابنته ولذالك يوجد قصص شتى عن الحب وكيفية تاثير المراة على الرجل وهوى اساسهه الحب ـــــــــ واقول قصتان بهما عبرة ـــــــ اسحق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية الارضية ـــ جائته ذات يوم امراة فقالت كيف حصلت على هذا الشئ وحققته قال لها سيدتى كنت فى حالة حب وشغف للعلم ولم يغيب عنى التفكير فى هذا الشئ فقالت ـ لا ـ لولا ان وقعت عليك التفاحة لما حققت ما حققته قال نعم عندما وقعت التفاحة كنت فى حالة حب وتفكير وابحث عن احتواء ما افكر فيه فلذالك عندما وقعت التفاحة كنت فى حالة حب لما اقوم به فالحب مركز ابداع فقالت انا احب زوجى ـــــــــ ولكن لا استطيع ان احتويه فقال منذ كم عام وانتم متزوجين قالت منذ ثلاث اعوام وعام ونصف ونحن منفصلين فضحك اسحق نيوتن وقال سيدتى اخطئتى انتى فلو انه عندما كان معكى فكرتى كيف تحتويه وتحافظى عليه وتفكرى فى هذا الحب ما ترككى ابدا معذرتا يا سيدتى انا اكنت افكر فى الحب وهوى العلم فعندما كنت فى حالة التفكير احتويت الحب وابدعت فيه اما انتى معذرتا يا سيدتى العبر فى هذه القصة كثيرة وربنا يصلح احوال كل من تزوج اللهم امين وشكرا الفقير الى ايمن عبد الغنى
Post a Comment