علي رجلي دم .. نظرت له ما احتملت
علي إيدي دم .. سألت: ليه؟ لم وصلت
علي كتفي دم وحتي علي راسي دم
أنا كلي دم .. قتلت؟ .. والا اتقتلت؟
عجبي
اليوم
بدأ يومي بخبر موجع جداً
جابر الأوفيس بوي السوداني والذي أحبه جداً
الذي أبدأ يومي بكوب من الشاي من صنعه قبل حتي أن أطلبه
في طريقه للعودة إلي بيته طلع عليه 6 حرامية
ضربوه وسرقوا ما معه - وهو ما لا يزيد عن 2 جنيه -
وطعنوه بالمطواة ونزف كثير
بكيت أوي .. كثير
حسيت وقتها بحكمة حد الحرابة
مش كفاية عليه الغربة .. هيسرقوا أيه منه
ماهو باين عليه إنه مش معاه فلوس
طب وبعد ما سرقوه .. يضربوه ليه
وأخذت أتخيل إحساسه الآن
إصابة في قلبه .. وإصابة في جسده
جرح في نفسه .. وجرح في جنبه
نزف لإحساسه .. ونزف لدمائه
أعتقد أن الكلان أحقر من أن يقال في هذا الموضع
لكن ما حدث جعلني أشعر
أن في حاجات وحشة كثير بتحصل بره
ما حدث اليوم قد أحدث شرخاً في جدار نفسي
***********
بالأمس
كنت أترجم طلب لجوء سياسي لأسبانيا يقدمه سودانين نازحين من دارفور
فكنت أقوم بترجمة الكلام لهم ثم كتابة البيانات الازمة
كان هناك جزء خاص بالإضهادات والتعذيب الذي تعرضوا لهم في بلادهم
فسمعت ما تتفطر له القلب منهم
سمعت الكثير ولم يكن موقف بكاء لأبكي كعادتي
فتماسكت عنوة
وعند فقرة كانت تتحدث عن أعمال التطهير العرقي لسكان دارفور بحجة أنهم أفراقة وليسوا عرب
والتمييز العنصري والتعذيب .. كل هذا بإسم الجبهة الإسلامية
وجدت يدي لا تقدر علي كتابة الجبهة "الإسلامية"
.. أن هذا لا يمت للإسلام بصلة
وقفت وقتها وأخذت أفكر .. هل أترجمها أم لا
من المفترض ألا أتدخل .. ولكني أعلم أن هذا الكلامي قد يفهم خطأ
لا أحد في هذا المكان يفهم الأسبانية سواي .. يمكنني ان أكتب ما أشاء
ولكني أعتبرت تغيير الكلام عملاً لا أخلاقياً .. فترجمته
ودعوت الله ألا تنطق يداي يوم القيامة بما كتبت
ولا أعلم حتي الآن إن كان ما فعلته صحيح أم خطأ
ولكن لا شك أن كل هذا الكلام الذي قرأته وسمعته منهم عن التعذيب وعن ما يجدث في دارفور
جعلني أتيقن أن
الناس بتعمل حاجات وحشة أوي بره
ما رأيته بالأمس
قد أحدث لا محالة شرخاً في نفسي
**********
يوم الأثنين الماضي
في طريق عودتي من ندوة مصطفي حسني في زدني
وبعد أن كنت بين صحبة من أفضل الشباب والبنات
الساعة كانت 8 بليل يعني مش متأخر، وكنت في شارع متفرع من عباس العقاد بس الشارع زحمة
بالصدفة البحتة نظرت -لسوء حظي- في مرآة عربتي لأري في السيارة التي تقف خلفي
شابين بيلفوا سيجارة .. وكانت اول مرة أري مثل هذا المنظر
معرفة أن هناك قاذورات في مكان ما شيء .. ورؤيتها شيء آخر
لا أجرؤ علي وصف ما رأيت .. وكيف كانوا ينظروا للسيجارة
ولكني شعرت بامعائي تتقلص وانقبضت ثم بكيت
بدأت أدعو لهم .. أصلهم غلابة أوي
حنقت عليهم جداً .. فقد آذوني جداً جداً
الناس بتعمل حاجات وحشة أوي بره
قد شرخوا جدار براءتي عنوة
قد شرخوا جدار نفسي
***********
وغيرها وغيرها كثيــــــــر
آراه كل يوم
كل هذه الشروخ قد صارت تصدعا
أخشي علي الجدار من السقوط .. من الانهيار
لا أقوي علي محاولات الترميم
كلما رممت شقاً .. ظهر غيره
ليس لي سواك يا ربي يرحم جدار نفسي وبراءتي
فهل تقبلني؟
هل تنقذني؟
فجداري علي شفا الانهيار
****
نوح راح لحاله والطوفان استمر
مركبنا تايهة لسه مش لاقية بر
آه م الطوفان وآهين يا بر الأمان
إزاي تبان والدنيا غرقانة شر
عجبي