Monday, April 12, 2010

بذرة.. ومن جديد أبدأ

ويتزايد صدى الصوت في داخل أجواء عقلي.. اكتبي هيا اكتبي
قومي الآن وافتحي صفحة بيضاء وخطي عليها بعضاً من تلك الافكار
لم تعتادي يوماً السكون الملبد بغيوم الركود
.
وأتهرب كل ليلة من أفكاري التي تطاردني وأقول لها غداً يوماً جديد وسأكتب.. وأنا أعلم أني قد لا أصدق في حديثي
كنت قد قررت منذ نحو العام ألا اكتب تدوينات تحمل شحنة سلبية على المدونة.. ربما لأني رأيت أنه ظلم كبير لي أن أنشر تلك الشحنة السلبية لتصبغ روح من يأتي ليقرأ ها هنا بشحنة من سواد تفرضها المشاعر التي تكمن وراء الكلمات
.
ولكنني ايضا ما عدت أستطيع أن أكتب فقط عن مشاعر رقراقة فياضة أو استعيد ذكريات المرح والسعادة طوال الوقت كما كنت أفعل
فأنا يا عقلي أشعر حينها بالسطحية
سطحية لإني أدرك أن أمتي تتجه نحو منحنى متأزم لا نعرف لنا خلالها طريقاً وسط رؤي رمادية
وأن إنتمائي لديني يفرض علي فروضاً وحقوقاً لست أوديها في حق المسلمين من حولي
فهل أستمر في الكتابة عن ذلك العالم الطفولي والفراشات التي أهرب وسطها حين يشتد السواد ممن حولي
أم تتحول المدونة لمحطة تفريغ لكل الشحنات السلبية التي قد أمتصها في طريق الحياة
.
يحكي ابن القيم عن ابن تيمية فيقول: "كنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض آتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحاً وطمأنينة
.
ولهذا فأنا أرفض بكل كياني أن تكون كلماتي تغييب لواقع لابد أن نتذكره ونذكره.. واقع يتشكل من الحاجة إلى نصرة المسلمين المستضعفين في الأرض بكل مظاهر الاستضعاف
.
واقع يتشكل بالحاجة إلى المساهمة في اصلاح مجتمعي وأمتي وقبلهما وأولهما نفسي وذاتي
واقع يعبر عن بعض المواقف والأزمات التي يواجهها كل منا في طريق حياته وكل تلك المواضيع التي تصطبغ دون قصد بمشاعر سلبية عند التطرق إليها

وأرفض ايضا أن تكون تلك المساحة التي أمتلكها وامتلك عبرها صوت لعله يترك أثراً ما في إحدى النفوس التي تخطو ها هنا أن تتحول لكلمات استعيد بها فقط بعضاً من الذكريات الجميلة والأحداث السعيدة والمشاعر النورانية
.
ولهذا فقد طال وامتد بي الصمت كثير من الوقت.. حتى كاد يصبح موت
فما السبيل يا عقلي.. ما السبيل حتى لا يصيبني الجمود؟ وتركد الافكار داخلي كمياه لا يقربها أحد
هل السبيل في العودة مرة أخرى إلى طريق الإصلاح
وفكرة الإصلاح دون الغوص في تحليل مفصل ومطول عن واقع سوداوي
وهل يمكن الوصول للإصلاح دون التعمق في التحليل الذي يصيب بالاحباط
هل الحل هو أن نقف على ذاك الصراط بين الواقع والخيال.. لنعيش في أرض الخيال لنستمتع بالحياة ولكننا في داخلنا نعلم وندرك واقعاً ملموساً حولنا ينتظر منا أن نعود له فنصلحه
أنستمد من كل تلك اللحظات الجميلة التي عشناها سابقاً قوة وطاقة تعيننا على نبذ السلبية والافكار القاتمة عن النفس
.
ربما هو السبيل
وأعلم يقيناً أنه سيتضح اكثر ويستبين كلما تقدمنا في الخطى
.
سأبدأ طريقي منذ البداية مرة اخرى
أخرج من دائرتي لأرى ذاتي.. كما بدأت معها منذ ثماني سنوات
وابدأ معها في تنمية كل شيء حولي لأستمتع بلذة البدء من جديد
قطعاً ستختلف البدايات عن تلك التي عشتها سابقاً.. فهي الآن بدايات لشابة أنضج من تلك التي عاشت منذ ثماني سنوات
وسأجد مع البدايات ذكريات مختلفة ومشاعر جديدة
ولعلني أحلل الحياة حولي من منظور مختلف.. منظور ثنائي الرؤية والأهداف وليس أحادياً كما كان من قبل
ولعل هذا من أجمل ما في البداية
من جديد
.
واصطنعتك لنفسي
إلهي.. ألا لمحة من هذا الاصطناع؟
-------
جذوري تمد في أرضي تدق أصول
بتلملم الحياة م الأرض لجل تطول
واوصل و اشب لفوق, و اعمل بدون ما أقول
رغم ان شطري تحت, رغم الجسد مشلول
.
أنا لامسة نجم السما, عالية لحد مهول
ويا لبيب افهم, خدها من الشجرة
يا طير أسير محبوس, نفسك تطير برة
لحد ما تفرج, اطرحلي كام بذرة
تكبر ف قلب الحر, و توصل الفكرة
البذرة تبقى اتنين
عشرين.. ميتين.. ملايين
.
متغميين يمكن, و بقلبهم شايفين
متكتفين فعلا,لكنهم قادرين
واصلين لكل مكان, و بلا جناح طايرين
يا قلب يا مكسور, متقضيهاشي حزين
منتاش زعيم جايز, لكن وراك ملايين
لو بذرتك تطرح, هيقوم صلاح الدين
صحيح مهوش انت
بس أنت كبرته
ربيته ع الفكرة
وبقيت كما الشجرة
لو حتى مش قادرة
تطرح.. بذور حرة
.
البذرة
تبقى اثنين.عشرين .. ميتين.. ملاييين

5 comments:

Unknown said...

من الواقع الذى نحياه إلى الواقع الذى نتمناه يمتلئ الطريق بالمصاعب أحياناً و بالاستراحات أحياناً بالحر حينا و بالبرد مرة أخرى ،،، لا يهم كيف تبدو الحياة صعوبة و سهولة ولكن كيف سنتعامل نحن معها ،،، هنا يكمن المعنى الحقيقى للسلبية والإيجابية فقد نتناول أشد أوجه الواقع سوءاً و نحن على جناج الأمل و الثقة فى الله فلا تصدر منا أى شحنة سلبية إلا لأناس يتلمسونها فهم سلبيون يحولون كل فكر جاد إلى دعوة للقعود
إذا لم ندرك جيداً صعوبة الواقع فلن نمتلك أى داعِ للتغيير
نفعك الله بأفكارك و نفعنا بها و رزقنا حياة كما نريدها و يريدها لنا
تقديرى :)

*سمر* said...

ايمان..بداية مباركة..
مستغربتش لما قيت عندك بداية جديدة فى نفس وقت بدايتى برده..انا قلتلك قيل كده انى بحسك شبهى..اه قلتلك :)

مستغربتش بردة لما لقيتك برده اسد

دعواتى بالخير كله ان شاء الله :)

syzef said...

عودة لمتابعة بعض المدونات دفعني شوقي لبداية تشبه بدايتك.. محاولة خروجي خارج إطار ذاتيتي التي كنت أستخدمها في رؤية من حولي وواقعهم.. لأجد معنى البداية بنفس المفهوم في تديونتك.. الخروج من الهم الشخصي إلى هم المجموع .. والخروج من شفافية وتلوين الحياة بأماني وردية إلي صبغ الواقع بلونه الأصلي الذي قد يــُصبغ رماديا .. ومحاولة أن لا ينقطع حبل تواصلك مع أفكارك وذاتك في الفكرة التي عبرتي عنها في التدوينة السابقة.. هي أفكار ترواد جميع من يحمل هم التغيير ثم يغيب عنه فترة.. هي فكرة تروادني أنا شخصيا كثيرا لتخرجني خارج أسوار قوقعتي وصمتي ولكن محاولاتي تبوء بالفشل كثيرا

طابت لك محاولتكِ التي نجحت في الخروج من دائرة صمتك للبوح فما أجمل البوح خاصة لو كان بوحا هادفا ولو لم يحظَ بنتائج.. فالسبيل للعبد والوصول بيد الله.. نعم البداية وموفقة بأمر الله

لا أذكر شوى ابيات درويش حين يصور خروجه من همومه الشخصية كنازل من أعلى شجرة عتيقة لهموم الناس في الأرض فيقول..(نازلا من نخلة الجرح القديمِ إلي تفاصيل البلاد)

بوركتِ

يا مراكبي said...

عرض السلبيات التي تعصف بالأمة ليست أمرا سلبيا في حد ذاته بقدر ما هي ضرورة للدراسة والتأمل ومنها ننطلق بعد ذلك لتحسينها شيئا فشيئا

أما التجاهل والتساهل فلن يفضي بنا إلى أي فائدة

وفي الأمثال المصرية العامية يقولون: يا بخت من بكانب وبكى الناس عليا .. ولا ضحكني وضحك الناس عليا

واصطنعتك لنفسي said...

دكتور أحمد @
السلام عليكم يا فندم
دوماً ما تثري التدوينة برؤية مبعثها الأمل والصلاح
أسأل الله أن يديمها عليك نعمة

يزيد تعليقك دوماً من قيمة ما أكتب

جزاك الله خيرا
****

@ سمر

يا الله :))
أسأل الله لكي ولي ثبات على الحق وبصيرة في الطريق
اسعدتني بدايتك جدا
ايه رأيك نتقابل؟؟ :))
طالما بنبدأ من جديد وكمان أسد :D
***

@ سيزيف
جزاك الله خيرا على دعواتك الصادقة
صدقني.. مهما فشلت المحاولات فقطعاً هناك نجاح ما ينتظرنا فقط لنصل إليه
هكذا اقول لنفسي كل يوم

***
@ يا مراكبي

يا بشمهندس بصدق أنا ليا الشرف ان حضرتك لسه بتعلق على ما أكتب.. حتى في فترات اضطراب الكتابة هذه
بل تكاد تكون متابعة حضرتك من مباعث الأمل جوايا :))

رأي حضرتك صح جدا.. لكنه صعب
شعرة الاتزان في عرض السلبيات دون أن تثقلنا حتى تكاد تدفننا مش سهلة
أو ربما يحتاج لاستقرار ما نستطيع الانطلاق منه
والوجع حولنا أصبح كثير.. يكاد يكون مرسوم على كل الشفاه
يارب يفضل لسه جوانا الصوت
أدعوها كثيراً
هو ما يعطيني الأمل
ألا نفقد ححتى القدرة على الاعتراض

تحياتي جدا لحضرتك