Sunday, April 6, 2008

شطحات ...2


كأني شربتها بالأمس .. مذاق حبيبات البن لم يغادر مخيلتي بعد .. كنا في رابعة ابتدائي ..أنا وآية صديقتي في النادي .. كنا لا نترك المراجيح ابداً.. هي علي طرف وأنا علي آخر .. أعلو أنا لتهبط هي وتعلو هي لأهبط أنا .. نستمتع بنسمات الهواء التي تداعب ملابسنا لتطيرها فنمسك بها علي إستحياء ونضحك بصوت عالي .. نغني: زمان وأنا صغير كنت بحلم أبقي كبير .. بصوت عالي يُسمع الأشجار حولنا ..نجلس سوياً تحت شجرة جوافة أنظر إليها وأقول: مين اللي فكر يزرع شجرة جوافة في النادي؟ .. حتي جاء يوم قلت لها: تعالي نطلع نشرب قهوة تركي .. وجذبتها من يديها بشدة حتي لا تفكر وتوقفني وجرينا .. كنت أجري بسرعة جداً كنت أسبقها دوماً.. وصعدنا إلي البوفيه وطلبناها .. قهوة تركي لوسمحت .. من نبرة صوتي لم يجد النادل مفراً من أن يأتي بها .. وشربتها حتي آخر قطرة بزهو وسعادة .. ومرت سنون .. ولم نعد نصلح للأغنية بعد اليوم .. لو كنت أدرك وقتها أثر رشفات فنجان القهوة هذه علي كنت تركت قليلاً في فنجاني .. لو كنت أدرك أثر حبيبات البن هذه علي طفولتي ما كنت تذوقتها قط ..ياليتك سبقتيني يومها حتي توقفيني..فلا أتذوقها..وتتردد في أذني بقية كلمات الأغنية: ولما كبرت قلت يا ريت ما كنت حلمت ولا اتمنيت .. قلت يا ريتني فضلت صغير زي زمان

...

مجرد شطحات ..عشتها هكذا ..دون تعقل ..دون رقابة
.
.
.
الطفل بداخلي
في قلب الريح
يطارد بالونات الوهم الملونة
أحمر..أزرق..أصفر
كأنه يطارد سراب الحياة
يقيناً يعرف
أن بداخلها
لا شيء إلا
ملء قبضتي
هواء

(من رواية دارية )

11 comments:

*سمر* said...

معظم الناس بيقولوا كدة يا ايمى..يا ريتنا نرجع صغيرين ..ده من المسئوليه ..ولا من ايه ؟؟ يمكن من انكماش مساحات السعادة فى حياتنا لم بنكبر ...
انا ساعات بحس كده ..مش كتير يعنى ..لكن دايما بتعايش مع الواقع .يعنى وضع مفروض على ، ومش هقدر اغيره ..يباة ادور على الجوانب المشرقة فيه ..ساعات يعنى ..ادينى بحاول :)
اسلوبك ادبى رائع ..وشيق جدا
تحياتى ليكى يا ايمى ..والى لقاء

روابط said...

شوفى يا ايمى , ذكريات الطفولة لها دوما موقع الصدارة بين ذكرياتنا واحداثها مهما بلغ بها الصغر لها وقع عظيم علينا يمتزج فيه البراءة بالدهشة بالتجربة الأولى ومتعة الأستكشاف والرغبة فى الممنوع.. لها لا تمحى هذه الذكريات الأتية من عوالم لم نكن فيها نحمل هما او مسئوليه كما اشارت صاحبة التعليق الأول
مش هاطول عليكى بس عايزك تشطحى كتير بس بالعقل لأن فى ناس بتتقدم للخلف بسبب مثل هذه الشطحات

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أعرف الأدب الجيد والكلمة التى تستحق ان تكتب وتقرأ حين أراها, وهذا منه


الطفل بداخلي
في قلب الريح
يطارد بالونات الوهم الملونة
أحمر..أزرق..أصفر
كأنه يطارد سراب الحياة
يقيناً يعرف
أن بداخلها
لا شيء إلا
ملء قبضتي
هواء
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تحياتى

Anonymous said...

يا ريتني فضلت صغير زي زمان
أحيانا بتمنى كده
بس لو فضلت صغير؟؟
هو ممكن ده يكون هروب أو محاولة يعني
للهروب من المسئوليات.. من الواقع
بس مش نافع
والصراحة تبقى وحشة لو رجعنا صغيرين
آه بنحب براءة الأطفال
بس شكلها تبقى غلسة خالص
كل واحد هيرجع يعمل ريس علينا!!
ومانبقاش فاهمين أي حاجة، ويمكن دا سر راحة الأطفال

ا بـن عــمــر said...

فعلا هى مجرد شطحات
ليتنا نعود صغارا مرة أخرى
على فكرة مدونتك رائعة

فوضى منظمة said...

المحير ان الواحد بيحس بالطفل فعلا جواه .. لكن بيتعمد يخفيه .. وهوه ده اللي بيضايقني شخصيل .. مش عارف بقى الواحد بيخفيه كسوفا ولا كبتا ولا ايه مش عارف .. شطحات جميلة

Anonymous said...

عجبنى أوى الحس الأدبى العالى فى البوست ده يا إيمى . حقيقى مش مجاملة وحسيت إن البنت دى شكلها كده جواها أديبة بتحاول تطلع

مع إنى كالعادة قعدت أحاول أفتكر مين آية دى وطبعاً فشلت ومع إنى برضه طبعاً كنت أول مرة أعرف موضوع القهوة ده. بس عجبنى الجرأة اللى ممكن تاخدها بنت فى رابعة إبتدائى عشان تجرب القهوة اللى مش بيشربها غير الكبار بس (متنسيش إنى لسه نظرتى عن الأطفال عتيقة شوية

يا ترى دى كانت محاولة من محاولات الأطفال العادية لتقليد الكبار عشان يحسوا إنهم هما كمان كبار، ولا محاولة لكسر التقاليد اللى بتفرض على الصغيرين ميشربوش قهوة، التقاليد دى اللى حد تانى كان هياخدها أمر مسلم بيه ويقعد يحلم باليوم اللى هييجى ويشرب فيه القهوة.

برغم من إنى مليش فى موضوع القهوة ده، بس متهيألى اللى هيستنى لما يكبر ويشربها يمكن يحس إنها مكنتش تستاهل إن الواحد يستنى عشانها أو يحلم باليوم اللى ييجى ويشربها

تفتكرىى اللى شرب القهوة وهو صغير وحس إنه كبير أحسن من اللى أستنى لما كبر وعرف إنه أستنى على الفاضى؟

كومنت كبير بس يللا بقى أنا بقالى كتير مبعلقش عندك

rona said...

ياريت فعلا الواحد فضل صغير
دى اجمل لحظات العمر ستظل محفوره فى الذاكره اللى الابد

موناليزا said...

انا شايفة ان كل مرحلة ولها جمالها الخاص

Ahmad Hegab said...

:)

لم أملك الكلمات لأوصف سعادتى بذلك الوصف فأثرت الابتسام

واصطنعتك لنفسي said...

سمر

ميرسي علي كومنتك الرقيق

وأنا معاكي إننا لازم نتعايش مع الواقع .. ولكن أحيانا يغمرنا الحنيين إلي أيام البراءة الأولي


********
حازم سويلم

ميرسي علي كومنت حضرتك .. فعلاً أهم ما في الأمر ألا تقذف بنا شطحاتنا إلي الوراء
شرفت بزيارتك

ملحوظة صغيرة: أنا اسمي إيمان مش إيمي


********
إسلام

يا ريت يا اسلام الواحد يلاقي حد يعمل عليه ريس ..أنا موافقة بس أرجع صغيرة تاني وما أكبرش ابدا

********

ابن عمر

شرفت بزيارة حضرتك
وسعيدة جداً أن المدونة عجبتك


إيمان

واصطنعتك لنفسي said...

شاهينشي
اعتقد انه بيكون كسوف لإن للأسف الناس بتبص للأطفال علي إنهم كائنات ساذجة لا تحسن التصرف وده شيء مش صخيخ خالص
عشان كده بقينا نتكسف نظهر هذا الجزء بداخلنا حتي لا نفقد هيبتنا مثلا ونظرة الناس لينا
اعتقد يعني
شرفت جدا بتعليقك
********

هابي
كل الكلمات التحفة ده ومش مجاملة
ربنا يكرمك يا بنتي والله
عموماً كونك تعلقي عندي ده شيء رائع كونه يعجبك بقي ده شيء يفوق توقعاتي
بس إخص عليكي معقولة مش فاكرة آيه محمد سمير
يا بنتي ده العيلتين كلها كانوا أصحاب
اللي كان أخوها بيتدرب معايا أنا ومحمد الكاراتيه والسباحة
عموماً مش مشكلة
المهم إنك لسه فاكرة أختك :)
وبالنسبة لتساؤلك
أنا اعتقد إنها فعلا كانت جزء من اثبات اني كبرت أهو وبعمل أشياء تبهر الكبار
وتساؤلك بيثير في نفسي تساؤل محيرني جدا
هو اللي ذاق شيئا جميلا ثم حرم منه أسوأ أمن لم يذقه ابدا يوماً ما
ده موضوع عايزله بوست لوحده

ميرسي جدا جدا علي التعليق
*********

رونا
شرفت جدا بزيارتك وبتعليقك
وفعلاً أغلب ذكرياتي الجميلة المحفورة هي حول طفولتي
ولكنها سنة الحياة
*********

موناليزا
اتفق معك جدا
نورتيني بزيارتك
********

أحمد - H
وأنا لم أستطيع أن أقاوم تلك الابتسامة العريضة التي ارتسمت علي وجهي بعد قرآتي لكلاماتك
سعيدة إن البوست عجبك


إيمان