Saturday, December 6, 2008

لقطة من الواقع..2

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

كانت البداية "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون"..علمت هي عندئذٍ أن خيار السير بجوار الحائط ليس متاحاً في هذه الدنيا..وكانت النهاية "هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السماوات والارض وكان الله عليماً حكيماًً"..فأيقنت عندئذ أن الرحمن سيشملهما بلطفه
.
حاربت بكل ما أوتيت من قوة وبأس لكي لا تسمح بدخول أية أثار أقدام داخل هذا القلب..وبعد اختبار طويــل وشاق وشهور من الصراع النفسي تستطيع اخيراً أن تنام مرة أخرى ملأ جفنيها مطمئنة..نومة من لم يظلم أحداً
.
ما حدث جعلها تكتشف ذاتها عن حق..لمست في نفسها قوة خفية مكنتها من التشبث والثبات بما تؤمن به من أفكار ومعتقدات رغم كل المغريات..تدرك تماماً ما تريده وكيف تريده
.
ظهر لها معدنها الحقيقي..لم تغرها يوماً الأشياء الامعة..العربات الفارهة..البنايات الشاهقة..الحلي الامعة..الكلمات المعسولة البراقة..تأكدت أنها يغريها شيئاً واحداُ هو..الإنسان
.
تؤمن أن "للملوك أسرار"..وأنه لا يُسأل عما يفعل..قد تظهر حكمته بعد سنين بعيدة..وقد يكون من لطفه بهماأن يخفى حكمته الآن..لعله إذا ظهرت ولم يتعظا لانقلبت الحكمة نقمة..تعلم أن المؤمن الحق يتحمل الأقدار بشهود حسن الاختيار
.
ازداد يقينها بأنه من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب..وأنه طالما كان الله هو الأولوية الأولى في حياتها فإنه حتماً لن يضيعها ابداً..لن يضيعهما
.
يشهد الله أنها تدعو له بالخير اكثر مما كانت تفعل من قبل..فهو لم يسبب لها أذىً أو ضررا وحاول ألا يظلمها..بل وتدين له بالفضل في أنه جعلها تقترب من ذاتها الحقيقة وتتلمس قوة معتقداتها

حاول كلاً منهما أن يترك ذكرى طيبة لدي الآخر..كما ترك له دون قصد أملاً خفياً في أنه يوجد على هذه الأرض أطياف تحمل نفس بصمة الروح
.
هما الآن يجنيان ثمرة التعب وجهاد النفس والصبر والرضا..يجنيانه سكينة في القلب..يقيناً وثقة في تعويض الله..حلاوة انكسار واستسلام لله
.
وكما مضى كلاً منهما في طريقه وصمد وحده دون مساعدة أو دعم حتي جاء قدر الله ليغير لهما الاتجاه..لن يتوقفا الآن..بل سيسيران متوازيان كلاً في طريقه..تفصلهما دوماً مسافة فاصلة من الود كما كانا من قبل..يعلمان أن قدرهما يحول دون تقاطعهما..وأن في هذا القدر يكمن لهما الخير..كل الخير
.
.
الأمر أمرك يا ألهي..لست تُسأل إن فعلت
وحل حكم القاهر
يا رب يا سند الضعاف
أتيت في ضعف المحب وفي شرود الحائر
أنا ليس لي حق عليك
وإنما أمل الضعيف أمام عفو القادر
الأمر أمرك يا ألهي..لست تسأل إن فعلت
إليك أسعى..وليس غيرك يعفو
عن الذنوب وذلة التقصير
فاقبل دعائي يا عظيم وتوبتي
واصفح ويسر يا كريم أموري
واغفر خطايا العمر واشرح خاطري
وارح فؤادي في الهدى وضميري
وانر طريقي بالتقي
وتولني برعاية من فيضك المبرور
سبحانك..سبحانك
سبحانك جل جلالك يا الله
(صوت طوبار..مرة أخرى)
.
.
هي لقطة من الواقع..قد تراها ..قد تسمع عنها..لكنك حتماً لن تشعر بها..كمن عايشها
.

8 comments:

Ahmad Hegab said...

اتذكر اللقطة الاولى كظهر يدى .. و سأتذكر كلمات اللقطه الثانيه ايضا

تؤمن أن "للملوك أسرار"..وأنه لا يُسأل عما يفعل..قد تظهر حكمته بعد سنين بعيدة..وقد يكون من لطفه بهماأن يخفى حكمته الآن..لعله إذا ظهرت ولم يتعظا لانقلبت الحكمة نقمة..تعلم أن المؤمن الحق يتحمل الأقدار بشهود حسن الاختيار

كلامك يعمل عمل المكنسه فى عقلى
تحياتى

Anonymous said...

NO COMMENT ...?

Anonymous said...

يسَّر الله لكِ الخير يا إيمان
وعوضك خيرًا.. وزادكِ قوة وصبرًا
كوني قوية بربكِ دومًا..
ثقي.. لن يضيعكِ.. أبدًا

...

تعلمين..
خفق قلبي حين قرأت اسم طوبار
أحن إلى صوته وشجونه
يحملني صوته إلى عالم آخر...

كل عام وأنتِ بخير
تقبل الله طاعاتكِ

أخوكِ

Anonymous said...

لكم تمنيت نهاية اخرى لتلك القصة . فمنذ بدايتها وكنت استشعر شئ بداخلى يراودنى بانه من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقة من حيث لا يحتسب. نعم، لقد رزق الله فتاة قصتك رزقاً واسعاً فى الطريق العكسي ليس كما يحدث دائماً فى نهاية القصص، نهاية سعيدة بزواج البطل والبطلة ولكن كانت نهايتك درامية من الجانب الشخصى لكلا البطلان . فكل منهما رزق رزقاً فردياً ليطمئن قلبهم كلا على حده فقد مضيا كلا منهما سعيدا وراضيا ومتطمئن وبداخله سكينه واستسلام لقضاء الله ولكن بمفرده
حقاً من السهل ان نحب ولكن من الصعب ان نصل الى نهايه جميله لقصة حبنا

نص ادبى جميل ولكن نهاية مأساوية مُفجعه للملتزمون
...

الأمر أمرك يا ألهي..لست تُسأل إن فعلت
أنا ليس لي حق عليك
وإنما أمل الضعيف أمام عفو القادر
****************
ونعم بالله

إِيمَان عَاطِفْ said...

لكِ أقول...مبارك :)
أحسبنى فهمتها
....
فربما أحيا بقلبها
دعواتك
______
..على الهامش

ابقى اسألى

Anonymous said...

نيولوك ظريف، وتوضيح جيد لعنوان المدونة
إلهــي .. ألا لمحة من هذا الاصطناع
دعاء يستحق تقدير صاحبته
برافوووووووووووو

syzef said...

سلاااام عليكم
اولا كل سنة وانتي طيبة لو انها جاية متاخرة شوية بس معلش غصب عني والله مش كنت بدخل نت الفترة اللي فاتت لانشغالاات كتيرة جدا مييسرهاش غير ربنا

ثانيا بالنسبة للتوضيح اللي تحت اسم المدونة انا مش معاه صراحة..ع الاقل ف بدايته..لانه طول جدا هو ممكن يبدا من كلمة الهي لاخر الدعاء..والامر طبعا اليكِ في النهاية ..المدونة مدونتك اولا واخيرا

بالنسبة للبوست..الحقيقة الفكرة من بدايتها عاجباني وكنت قريت قبل كده البوست الاول من الموضوع وعجبني جدا اللمحات اللي كنتي لقطتيها ف مشاعر كل طرف وتقلبه وحيرته مابين رضا الله عزوجل والقرار اللي اتفقوا عليه بالبعد حتي يقضي الله امرا

انا مش بس مع الموضوع لانه اتطرق لفكرة مبنلاقيش حد بيكتب عنها كتير لان الناس غالبا مبتقربش من مشاعر الملتزمين وعواطفهم اما لجهل بيها وعدم علم لانهم ممروش بنفس المشاعر دي عشان يعبروا عنها واما لتجاهلها تماما وعدم توقع ان الملتزمين اصلا ممكن يكون ليهم مشاعر وعواطف زي بقية البشر كأنهم حالات خاصة لبشر بيعيشوا علي نفس الارض اللي من حق غير الملتزمين عليها انهم يعبروا عن مشاعرهم وبطريقة فجة وتبجح احيانا..لكن الملتزم مش من حقه اي شئ

انا مش مع الموضوع بسبب تعرضه لفكرة جديدة كده بس لكني معاه لانك قربتي كتير من حقيقته بجد..وانتهيتي نهاية فعلا واقعية جدا مش درامية وكئيبة زي الاخت اللي اتمنت نهاية تانية بتقول..النهاية الحتمية اللي بتتسق تماما مع التزام الطرفين واستعدادهم لاقراض نفسهم وروحهم وعواطفهم ومشاعرهم لله عزوجل..النهاية اللي بتتسق تماما مع نفسهم اللوامة اللي بتجاهد عشان تكون نفس سليمة ..نهاية بتتسق مع كل معتقداتهم اللي بتزيد يوم عن يوم وبتثبت جواهم يوم عن يوم..نعتقداتهم ان من ترك شيئا لله ابدله الله شيئا خيرا منه..معتقداتهم انهم ف اختبار وبلااء وانهم لازم يصبروا ويحتسبوا الاجر علي الله عزوجل مش يبقوا كمن يعبد الله علي حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب علي وجهه..معتقداتهم اللي بتدل علي ايمانهم ويقينهم الباطني مش بس كلام ومظاهر خارجية للايمان بينما الداخل اجوف

النهاية كانت حتمية..والطريق الموازي هو الطريق الامثل الي ان يشاء الله بالتقاطع..الاهم هو الصبر والثبات والاستعانة بالله عزوجل علي استكمال الطريق


تحياتي وتمنياتي الخالصه والدعاء الخالص لله عزوجل أن يثبتهما كل في طريقه الي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا..وليعلم كل طرف منهما أن قدر الله كله خير ولكن أنظارنا القاصرة هي التي لا تلمح ذلك..فلنثق في قدر الله أكثر ونمضي مستعينين بتأييد الله عزوجل متمسكين بمعتقداتنا ..وفقهما الله ووفقنا جميعا لما فيه رضاه وخيرنا جميعا

شكرا لطرحك الفكرة ..وتحياتي مرة أخري

يا مراكبي said...

بالطبع النهاية غير سعيدة لكن العزاء في قوة إيمان أبطال القصة الذين تحلوا بالصبر والإحتساب

وعموما .. فقد خلق الإنسان في كبد وبالتالي فكل هذا متوقع .. أي أن التعب والمعاناة هما الأصل وما سوى ذلك الإستثناء

عوضها الله خيرا بإذنه تعالى